توقعات بارتفاع معدلات التضخم في مارس تأثرا بزيادة الطلب خلال شهر رمضان

نافع: الارتفاع المتوقع في أسعار النفط سيؤدي إلى “صدمة تضخمية”.
ويتوقع عدد من الخبراء الاقتصاديين ارتفاعاً طفيفاً في معدل التضخم مقارنة بشهر مارس/آذار الماضي، بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة الطلب خلال شهر رمضان. من المتوقع أن تتراوح معدلات التضخم بين 14 و15 بالمئة.وفيما يتعلق بتأثير الارتفاع المتوقع في أسعار النفط وانعكاساته على الأسعار، يرى الخبراء أن التأثير على التضخم سيكون محدودا نظرا للمقارنة مع سنة الأساس. ويتوقعون أن يبلغ معدل التضخم ما بين 16 و18 بالمئة للعام الحالي. وتوقع الخبير الاقتصادي محمد فؤاد أن يصل التضخم إلى 15% في مارس المقبل. ويتوقع أن يعود التضخم إلى مستوى 16% في النصف الثاني من العام الجاري، اعتباراً من الربع الثاني. وأضاف فؤاد في تصريح لـ”الشروق” أن زيادات أسعار الطاقة من شأنها أن تساهم في بعض الضغوط التضخمية. وتوقع أن يصل سعر بنزين 80 إلى 17.5 جنيه بنهاية العام، وبنزين 92 ما بين 18 و19.5 جنيه، والسولار ما بين 16.5 و16.75 جنيه. وأوضح أن هذه الزيادات التدريجية لن تؤدي إلى ارتفاع حاد في التضخم. وتوقع أن يرتفع التضخم بنسبة تتراوح بين 1.5 و2 في المائة هذا العام، ثم يصل إلى ما بين 17 و18 في المائة.وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رفعت لجنة التسعير التلقائي أسعار جميع أنواع المنتجات البترولية بنسب وصلت إلى 17 بالمئة. وكانت هذه هي الزيادة الثالثة في الأسعار في عام 2024. ومن المتوقع أن تستأنف اللجنة اجتماعاتها في أبريل/نيسان من هذا العام، بعد انتهاء المهلة التي حددها رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لمدة ستة أشهر لمزيد من زيادات أسعار الوقود. انخفض معدل التضخم للشهر الرابع على التوالي في فبراير، حيث بلغ 12.5%، مقارنة بـ 23.2% في يناير. انخفض معدل التضخم الشهري بنسبة 1.4% في فبراير، مقارنة بـ 1.6% في يناير. وانخفض التضخم الأساسي أيضا إلى 10% في فبراير/شباط، مقارنة بـ22.6% في يناير/كانون الثاني. وبحسب تقرير مجلس الوزراء الصادر في العاشر من مارس/آذار، فإن الانخفاض المستمر في التضخم هو نتيجة لتلاشي تأثير الزيادات غير العادية في الأسعار التي شهدتها البلاد خلال العامين الماضيين.قال الخبير الاقتصادي مدحت نافع، إن معدلات التضخم في مارس المقبل ستتأثر بزيادة الاستهلاك خلال العطلات والمواسم، خاصة خلال شهر رمضان المبارك. ومن ثم، فإنها ستكون قريبة من مستويات الأشهر السابقة، مما يؤدي إلى تباطؤ الانخفاض.وأضاف نافع لـ«الشروق» أن الزيادة المتوقعة في أسعار البنزين والسولار ستشكل «صدمة تضخمية»، وأن مدى امتصاص السوق لها سيعتمد على سرعة الزيادة. وأضاف: “قد نشهد معدلات تضخم حادة متأثرة بعوامل داخلية وخارجية ناجمة عن التوترات الجيوسياسية والتأثير الاقتصادي لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يضاف إلى ذلك الفجوة بين إنتاج واستهلاك المنتجات البترولية، وخاصة الغاز الطبيعي، حيث يتم استيراده بأسعار مرتفعة في ظل ضعف نشاط الإنتاج”.وفي العام الماضي، تحولت مصر من مصدر صاف للغاز الطبيعي إلى مستورد صاف. وتتمثل أسباب ذلك في زيادة الاستهلاك وفي الوقت نفسه انخفاض الإنتاج المحلي بسبب الاختناقات في حقول الغاز الحالية. وقد أدى ذلك إلى أزمة في الصناعة وكان له تأثير سلبي على إمدادات الغاز المحلية والصادرات. وتعمل وزارة البترول حالياً على زيادة إنتاجها من الغاز من خلال حفر آبار جديدة وتطوير الحقول القائمة.وقال مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في العربية أونلاين، إن الانخفاض الكبير في معدلات التضخم في فبراير/شباط الماضي جاء بسبب ارتفاع سنة الأساس. وتوقع ارتفاعاً محدوداً في مؤشرات التضخم خلال شهر مارس/آذار المقبل، بسبب زيادة الطلب على السلع خلال شهر رمضان، لكن “التضخم لن يتجاوز 14%”، حسب تقديره.وأضاف الشافعي أن التضخم سيرتفع في أبريل ومايو بسبب زيادة أسعار الوقود، لكن مقارنة بالسنة الأساسية فإنه لن يرتفع فوق 15 إلى 16 بالمئة على مدار العام.