توقعات بتأثر صادرات مصر لأمريكا بنفس نسبة الرسوم الجمركية الجديدة

منذ 30 أيام
توقعات بتأثر صادرات مصر لأمريكا بنفس نسبة الرسوم الجمركية الجديدة

• مصدر حكومي: إعفاء اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة من الرسوم الجمركية الأميركية لا يزال لغزاً. • إدارة المصدرين: القرار يعني زيادة أسعار المنتجات المستوردة للأميركيين. • قسم النقل: رسوم ترامب الجمركية تهدد التجارة العالمية وتعطل سلاسل التوريد

 

وتتجه الأنظار الآن إلى تأثير الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على الصادرات المصرية، ومن المتوقع أن ترتفع تكلفة تلك الصادرات بالمثل. ويأتي ذلك وسط مخاوف متزايدة بين المصدرين المصريين الذين يخشون أن تؤثر هذه التعريفات على قدرتهم التنافسية في السوق الأميركية.

فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء الماضي، رسوما جمركية تصل إلى 50% وبحد أدنى 10% على نحو 185 دولة.

وتأثرت مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمغرب بالرسوم الجمركية بنسبة 10% والأردن بنسبة 20%. وتقرر أيضا فرض رسوم جمركية بنسبة 41% على سوريا، ورسوم جمركية بنسبة 31% على ليبيا، ورسوم جمركية بنسبة 39% على العراق.

وقالت مصادر حكومية لـ«الشروق» بشكل خاص، إنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا كان القرار يشمل أيضاً اتفاقية الكويز، أم أن مصر ستُعفى من هذه الرسوم. وأشار المصدر إلى أن الأمر قيد التحقيق حالياً، وسيتم التواصل مع الجانب الأميركي للحصول على التفاصيل.

الكويز هي اتفاقية تجارية بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة تسمح للمنتجات المصرية بدخول الولايات المتحدة معفاة من الرسوم الجمركية، بشرط أن تحتوي على نسبة معينة من المكونات الإسرائيلية. تم الإعلان عنها في نهاية عام 2004 ودخلت حيز التنفيذ في فبراير 2005. وبلغت حصة المكونات الإسرائيلية 11.7% في بداية تفعيلها، ثم انخفضت إلى 10.5% بعد عامين.

قال أحمد زكي، أمين عام قطاع التصدير باتحاد الغرف التجارية المصرية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض حزمة من التعريفات الجمركية والرسوم الجديدة على الواردات الأجنبية إلى بلاده سيكلف الأمريكيين غاليا، حيث سترتفع أسعار المنتجات المستوردة حتى يعتمدوا على المصانع الأمريكية لتحل محل تلك المنتجات.

وأضاف أن ذلك سيكون له بلا شك تأثير كبير على المنتجات المصرية المصدرة للولايات المتحدة. ولذلك، من المهم أن نكون واضحين بشأن الأماكن التي قد تلجأ إليها الولايات المتحدة للحصول على بدائل لهذه المنتجات.

وتابع: “أمريكا تلعب لعبة اقتصادية جديدة للسيطرة على الدول. وأشار إلى أن نسبة الـ 10% هي أقل نسبة مُحددة، وأن هناك نسبًا أعلى لدول أخرى”.

وطالب أمين عام قطاع التصدير بضرورة تركيز دعم الصادرات في مثل هذه الأمور الطارئة لتأمين صادرات مصر وحصتها من الدولار حتى يتم التراجع عن القرار أو تغييره.

ارتفعت صادرات مصر إلى الولايات المتحدة بنسبة 12.8% في عام 2024، لتصل إلى 2.25 مليار دولار، مقابل 1.99 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 254.86 مليون دولار، بحسب نشرة التجارة الخارجية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وارتفعت واردات مصر من الولايات المتحدة بنسبة 46.9% لتسجل 7.56 مليار دولار (مقارنة بالعام السابق: 5.15 مليار دولار)، بزيادة قدرها 2.42 مليار دولار.

وأوضح عمرو الصمدوني، أمين عام قطاع النقل الدولي واللوجستيات بغرفة تجارة القاهرة، أن اتفاقية الوصول إلى الأسواق المنبثقة عن الجات تحدد التزامات نحو 182 دولة وتفرض تعريفات جمركية على فئات معينة. وأضاف أن تجاوز هذه الحدود سيشكل خرقا لهذه الاتفاقيات ويفتح الباب أمام بعض الدول للتخلي عن التزاماتها الدولية وتعطيل منظومة تحرير التجارة.

وأضاف: “هناك قلق بشأن إجراءات التعريفات الجمركية الإضافية التي فرضتها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب. ويعتبر هذه الإجراءات انتهاكًا صارخًا لقواعد ومبادئ اتفاقية الجات، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار النظام التجاري العالمي ويمثل تحولًا خطيرًا في التجارة الدولية”.

وتابع قائلاً: “يقوم تحرير التجارة الدولية على إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية. ومن شأن فرض رسوم جمركية إضافية أن يُقوّض العولمة ويُرسي سابقة خطيرة قد تشجع دولاً أخرى على اتخاذ تدابير مماثلة”.

وأوضح الصمدوني أن الدول الخاضعة لهذه الرسوم الجمركية قد تستجيب بإجراءات مضادة ضد الواردات الأميركية، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التوترات التجارية ويؤدي إلى اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق.

يشار إلى أن صادرات مصر إلى الولايات المتحدة العام الماضي بلغت 2.25 مليار دولار، منها 1.2 مليار دولار ملابس، فيما بلغت الواردات 7.56 مليار دولار، منها 3.3 مليار دولار وقود وزيوت معدنية.


شارك