أزمة الرسوم الجمركية ..هل كان بإمكان الكونجرس وقف حرب ترامب التجارية؟

وبحسب تقرير نشرته مجلة تايم، فإن الكونجرس الأميركي لم يتمكن من وقف الحرب التجارية التي بدأها الرئيس دونالد ترامب، على الرغم من أن أعضائه ــ وخاصة الجمهوريين ــ كانوا على دراية بالعواقب الخطيرة المترتبة على الاقتصاد المحلي ومصالح حزبهم الانتخابية.
وذكر التقرير أن حالة من الذعر اندلعت في أروقة الكونغرس بعد أن تسببت رسوم ترامب الجمركية في أكبر خسائر في الأسواق منذ بدء جائحة كوفيد-19 في عام 2020، وسط توقعات بأن الأسوأ لم يأت بعد.
وتجنب معظم الجمهوريين انتقاد الرئيس بشكل مباشر، لكن كانت هناك علامات على الإحباط، خاصة بعد ظهور فجوة بين ما يقوله المشرعون وتأكيدات البيت الأبيض. ونظر البعض إلى الرسوم الجمركية باعتبارها بداية للمفاوضات، في حين أصر البيت الأبيض على أنها كانت نهاية المناقشة.
وكشف التقرير أن محاولات النواب الجمهوريين لاحتواء الأزمة عبر التواصل مع الوزارات المعنية لم تسفر إلا عن استجابات سطحية دون أن تقدم للناخبين أي ضمانات حقيقية. وأدى هذا إلى تأجيج الغضب الشعبي، وتعرضت مكاتب أعضاء البرلمان لسيل من الاتصالات الهاتفية.
وأشار التقرير إلى أنه في حين أعلن ترامب أن نقل التصنيع إلى الولايات المتحدة هو هدف، فإن الاقتصاديين والمحللين شككوا في جدوى هذه السياسة، مدعين أنها قد تؤدي إلى أضرار أكبر، وخاصة على الأسعار والاستثمار، ومن شأنها أن تضعف فرص الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي المقبلة.
وبحسب التقرير، استخدم ترامب سلطاته التنفيذية لإعلان “اختلال التوازن التجاري” حالة طوارئ وطنية. وهذا أعطاه الحق في فرض رسوم جمركية شاملة دون استشارة الكونجرس، حيث وصلت الضرائب على بعض الواردات إلى 79%.
وأكد التقرير أن محاولات عدد من المشرعين الجمهوريين، بقيادة السيناتور تشاك جراسلي، لإقرار تشريع يلزم الكونجرس بالموافقة على الرسوم الجمركية خلال 60 يوما باءت بالفشل. وكان السبب وراء ذلك هو المقاومة الواسعة في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
وأضاف التقرير أن هذه الإجراءات لم تسبب إرباكا للبيت الأبيض فحسب، بل تسببت أيضا في قلق بين زعماء الحزب، في وقت تؤدي فيه الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتعطل مشاريع البناء بسبب ارتفاع تكلفة الأخشاب المستوردة من كندا نتيجة للحرب التجارية.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن الجمهوريين يدركون أن هذه السياسات قد تضر بالاقتصاد ومستقبلهم السياسي. لكنهم يفضلون الصمت وتجنب المواجهة مع ترامب، خوفاً من ردود أفعاله نتيجة افتقار واشنطن إلى ما وصفه التقرير بـ”الشجاعة السياسية”.