البنك المركزي يضبط قواعد الائتمان بتعليمات جديدة تلزم البنوك ببيان شهري بالتغييرات الخاصة بأرصدة أكبر 20 عميلا

منذ 3 شهور
البنك المركزي يضبط قواعد الائتمان بتعليمات جديدة تلزم البنوك ببيان شهري بالتغييرات الخاصة بأرصدة أكبر 20 عميلا

• وصلت شركات التطوير العقاري والإنشاءات إلى الحد الأقصى للتمويل مع نشاط معظم البنوك في السوق.

• وصلت الشركات العاملة في قطاعات النفط والكهرباء والنقل إلى حدودها القصوى وباتت ضمانة الدولة هي الملاذ الأخير.

• إن تركيز الائتمان هو شبح أدى إلى إفلاس البنوك والشركات في الماضي.

ألزم البنك المركزي المصري البنوك العاملة في السوق بتقديم بيان شهري يوضح أهم التغيرات في محفظة البنك وأسبابها. بالإضافة إلى ذلك، يجب تقديم كشف حساب شهري يوضح التغييرات في أرصدة أكبر 20 عميلاً وأسباب التغييرات.

أصدر البنك المركزي المصري لائحة بشأن نظام تسجيل القروض بالبنوك المصرية، ومنح البنوك والجهات المقرضة مهلة 12 شهراً من تاريخ النشر للالتزام بهذه اللائحة.

وأكد البنك المركزي أن على البنوك تقديم خطة بمواعيد محددة لمراحل التنفيذ، على أن يتم اعتمادها من قبل مجالس إداراتها، على أن يقوم البنك المركزي بمراقبة التنفيذ بشكل ربع سنوي.

وتلزم هذه اللوائح البنوك بتقديم كشف شهري إلى إدارة مخاطر الائتمان المركزية بالبنك المركزي عن جميع بنود التمويل والتسهيلات الممنوحة للعملاء. ويستند هذا البيان على مقارنة الإقرارات مع التقرير المالي للبنك المقدم إلى قطاع الرقابة على المكاتب.

وتعتبر خطوة البنك المركزي بمثابة إجراء وقائي لمنع تجدد تركيز الائتمان، مما قد يؤدي إلى مشاكل في السداد وتأخير في تنفيذ العديد من المشاريع، وبالتالي التسبب في مشاكل اقتصادية عامة.

وفي نهاية مايو 2023، رفع البنك المركزي المصري الحد الأقصى لإقراض البنوك المملوكة للدولة للشركات دون موافقة مسبقة بنسبة 100% ليصل إلى 500 مليون جنيه، بهدف دعم الشركات في توسيع نطاق أعمالها.

في عهد محافظ البنك المركزي السابق، نفذت البنوك المملوكة للدولة في مصر تعليمات شفهية من البنك المركزي المصري تحدد الحد الأقصى للإقراض للشركات بـ 250 مليون جنيه مصري. إذا تجاوز حد الإقراض هذا المبلغ، كان لا بد من الحصول على موافقة مسبقة من البنك المركزي المصري.

يوجد في مصر تسعة بنوك مملوكة للدولة وهي: البنك الأهلي المصري، بنك مصر، بنك القاهرة، البنك الزراعي، بنك التنمية الصناعية، البنك العقاري العربي، المصرف المتحد، بنك الإسكان والتعمير، وبنك تنمية الصادرات المصري. يبلغ إجمالي عدد البنوك في مصر 38 بنكًا.

وتجعل أسعار الفائدة المرتفعة في مصر، والتي تصل الآن إلى 30% سنويا للقروض بالجنيه المصري، من الصعب على رجال الأعمال الاستثمار في منشآت جديدة. ويأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على تشجيع وتحفيز القطاع الخاص لدفع عجلة التنمية. ومن خلال القيام بذلك، يريد منع تكرار أزمة نقص الدولار التي ابتليت بها البلاد على مدى العامين الماضيين ولم يتم حلها إلا بتحرير سعر الصرف في مارس/آذار من العام الماضي.

لقد أدى تركيز الائتمان في الماضي إلى زيادة عدد الشركات العامة والخاصة المفلسة. وهذا دفع الحكومة إلى طرح بعض هذه الشركات للاكتتاب العام، وحتى إشراك البنوك كمساهمين في بعضها من أجل حل مشاكلها. لقد أدت الأزمة المالية السابقة، الناجمة عن التمويل غير المنظم، إلى إغلاق البنوك وإفلاسها، وخاصة في تسعينيات القرن العشرين.

وقال مصرفيون إن شركات التطوير العقاري والإنشاءات، وكذلك شركات قطاعات النقل والكهرباء والبترول، وصلت إلى الحد الأقصى للتمويل لدى معظم البنوك العاملة في السوق، نتيجة القروض الضخمة التي حصلت عليها خلال السنوات الأخيرة. حصلت الشركة على ضمانات مالية حكومية للعديد من القروض، مما يعقد وضعها الائتماني الجديد.

في تسعينيات القرن العشرين، أفلست بعض البنوك، واندمج بعضها، واختفت أخرى. وكانت الأسباب الرئيسية لذلك هي تركيز الإقراض، وتخصيص محافظ البنوك لعدد محدود من الأشخاص، ومعالجة طلبات المنح عبر الهاتف دون أي بحث أو استفسار أو متابعة للمنح. وبلغ إجمالي الديون المتعثرة أكثر من 120 مليار جنيه مصري بسعر الصرف آنذاك.

وتحملت الدولة عبء هذه الملفات الإشكالية والأموال الضائعة التي كانت في الأصل ملكاً للشعب المصري ودافعي الضرائب. وقام البنك المركزي بتصحيح هذه الأخطاء مع إطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادي عام 2003، وذلك باتخاذ قرارات بتصحيح نسب التركز، سواء بين الأفراد أو الشركات التابعة، مع إجراء دراسات الائتمان ومراقبة تنفيذ وسداد الأقساط، مع حظر أي تمويل بالعملة الأجنبية للمشاريع التي لا تدر عوائد بالعملة الأجنبية.

وبحسب مسؤول ائتمان في أحد البنوك المملوكة للدولة، فإن هذه الشركات، نظراً لكمية الائتمان الكبيرة التي حصلت عليها، وصلت إلى الحد الائتماني الذي منحه بنكه للشركة نفسها ولعملائها المرتبطين بها.

في يناير 2016، خفض البنك المركزي الحد الأقصى لإيداعات البنوك لدى العملاء (عملاء غير مرتبطين) من 20% إلى 15% من قاعدة رأس مال البنك. كما تقرر تخفيض الحد الأقصى لإيداعات البنوك لدى العملاء والأطراف ذات الصلة من 25% إلى 20% من رأس مال البنك.

ويحظى قطاع العقارات (المطورون) بأعلى نسبة تركيز ائتماني، خاصة مع القروض الضخمة التي حصلت عليها الشركة الواحدة، والتي تجاوزت 10 مليارات جنيه.

تمكنت البنوك العاملة في السوق المصرية، بقيادة البنك المركزي، من استثمار 61.3% من مدخرات وودائع المصريين في القطاع المصرفي. وقد مكنهم هذا من دحض الادعاءات المتعلقة بانخفاض الاستثمار وعدم كفايته في ما يسمى “نسبة الاستثمار في الودائع والقروض”. وبحلول نهاية سبتمبر/أيلول 2024، سيرتفع المعدل إلى 61.3%، مقارنة بـ54% بحلول نهاية عام 2023.

تعتبر نسبة القروض إلى الودائع من أهم المؤشرات لتقييم وتحليل أداء القطاع المصرفي. ويمكن استخدامه لقياس مدى نجاح إدارة البنك في الاستخدام المعقول للودائع الموجودة. بالإضافة إلى ذلك، فهو مؤشر مهم على قدرة البنوك على التوسع وبالتالي تعظيم أرباحها.

ويشير المؤشر إلى قيمة الأموال التي تم ضخها في الاقتصاد من خلال التمويل المباشر وغير المباشر واستخدامها في المشاريع المختلفة والنقل والعقارات وغيرها من القطاعات، وكذلك في توفير احتياجات الإنتاج والسلع الاستراتيجية.

وأظهرت مؤشرات السلامة المالية التي أصدرها البنك المركزي، متانة وقوة القطاع المصرفي كأحد الركائز التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق الاستقرار المالي والنقدي. ويتم ذلك من خلال قدرة القطاع المصرفي على توفير التمويل لمختلف قطاعات الاقتصاد، وهو ما ينعكس في زيادة الناتج القومي، وتحقيق معدلات عالية من النمو والاستثمار، وخلق فرص العمل لكافة المواطنين. تحسنت نسبة كفاية رأس المال إلى 19.1% بنهاية الربع الثالث من عام 2024، بزيادة قدرها 0.5% مقارنة بالحد الأدنى التنظيمي البالغ 12.5%.


شارك