عيد الفطر: مناسبة واحدة بطقوس وتقاليد متنوعة

منذ 1 شهر
عيد الفطر: مناسبة واحدة بطقوس وتقاليد متنوعة

بيت العائلة و”كليجا”

في العراق، عيد الأضحى له عاداته وطقوسه الشعبية الخاصة. تقول العراقية فريال السامرائي: “في أغلب العائلات العراقية يتكون الفطور من (الكاهي والقيمر) لأن هذا الطبق من أشهر الأكلات العراقية واعتادت العائلات العراقية عليه كوجبة فطور رئيسية في أيام الأعياد والمناسبات الرسمية”.
الكاهي هو نوع من المعجنات المنتفخة، يشبه “فاطر مشلتت” المصرية، في حين أن القيمر هو كريمة عراقية غنية. ولإنتاج القيمر يفضل استخدام حليب الجاموس الذي ينمو في المستنقعات العراقية ومدن النهر الأخرى.
ويضيف السامرائي أن الشاي العراقي يعد من الأطباق الأساسية على موائد العراقيين، إذ يضاف إليه الهيل، ويتم تحضيره بطريقة خاصة تعرف بـ”تكوير الشاي”، ما يعطيه نكهة مميزة في صباح العيد.
يقول السامرائي: “من تقاليد العراقيين في عيد الفطر زيارة بيوت الأهل أو الوالدين. هناك، يبدأ العراقيون بزيارة الحلويات (الكلية)، التي تتكون من مكونات متنوعة كالتمر والجوز. ثم يجتمعون لتناول الغداء، وتناول الدولمة (الخضار المحشوة)، ثم يسلمون على أقاربهم”.

1_1_11zon

وبالنسبة للأطفال في العراق، يمثل العيد فرحة من نوع مختلف، إذ ينتظرون انتهاء عائلاتهم من زيارة الأقارب قبل التوجه مباشرة إلى مدينة الملاهي لقضاء وقت ممتع، بحسب السامرائي.

العيدية والمنسف

احتفالات العيد في الأردن لها نكهة مختلفة. تقول لينا المصري: “من أهم تقاليد العيد في الأردن العيدية، التي تُقدم للنساء والأطفال تعبيرًا عن الحب والتقدير، وتهدف إلى إدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم. كما يرتدي الأردنيون، وخاصة الأطفال، ملابس جديدة”.
ويضيف المصري أن العائلات تتجمع عادة عند رأس منزل العائلة بعد أداء صلاة العيد في المسجد. وتستمر بعد ذلك الزيارات لتهنئة الأقارب وخاصة الأمهات والأخوات والخالات والجيران بالعيد.
خلال أيام العيد، يزداد الطلب على أهم طبق أردنى وهو المنسف، حيث تتجمع العائلات على الغداء للاستمتاع بطبقها المميز.
في كل بيت أردني، توجد الحلويات المنزلية والجاهزة على المائدة. يقول المصري: “من أشهر حلويات العيد الكعك أو المعمول، المصنوع من السميد أو الدقيق والمحشو بالتمر أو الفستق أو الجوز. يُحضّر هذا الكعك في الأيام الأخيرة من رمضان مع القهوة العربية البسيطة التي تُقدّم في أباريق خاصة. ويُعتبر مشروبًا ساخنًا تقليديًا في العيد، ويُنكّه بالهيل”.

الحلويات المغربية والأزياء التقليدية

وبطبيعة الحال، فإن الحياة خلال عيد الأضحى تختلف عن الأيام الأخرى من العام، حيث يتطلع الكثير من الناس إلى رؤية الأقارب والأصدقاء والاستمتاع بالأطعمة التي تميز هذه المناسبة. في المغرب، يرتبط عيد الفطر، أو “العيد الصغير” كما يسميه المغاربة، بعادات وطقوس فريدة من نوعها في البلدان العربية الأخرى. يقول مصطفى رمضان، الباحث في مجال التراث الثقافي المغربي: “يولي المغاربة أهمية كبيرة للمحافظة على الطقوس والتقاليد المتوارثة جيلاً بعد جيل، سواءً في اللباس أو العادات الاجتماعية أو المأكولات. أما في ما يخص اللباس، فيحرص المغاربة من جميع الأعمار على ارتداء الزي المغربي التقليدي، الجلابة والجبادور والقندورة، للرجال والنساء على حد سواء”.

2_2_11zon

ويضيف الرمضاني: “في صباح العيد، يرتدي المؤمنون جلابياتهم التقليدية وسجادات صلاتهم للذهاب إلى المساجد وأداء صلاة العيد. وبعد الصلاة، تتجمع العائلات حول مائدة الإفطار المزينة بمختلف الحلويات المغربية مثل (كعب الغزال) و(المحنشة) و(الفقاص) و(الغريبة) – وهي حلويات مغربية تقليدية. ويرافق ذلك الشاي المغربي الذي لا غنى عنه لدى المغاربة، وفطائر (المسمن) و(البغرير)”. يحب المغاربة مشاركة الحلويات المتنوعة مع الجيران أو عند زيارة العائلة في هذه المناسبة.
وفيما يتعلق بالزيارات والحفاظ على الروابط العائلية، قال الرمضاني: “إن عيد الفطر فرصة لتجديد الروابط العائلية وتقوية الروابط الأسرية من خلال الزيارات العائلية وتبادل التهاني بالعيد”. لا يحتفل المغاربة بالعيد فقط بالإفطار، بل أيضًا بغداء العيد، حيث تقوم الأمهات بإعداد أطباق مألوفة مثل البسطيلة، والطاجين بالبرقوق، والدجاج المشوي. إذا صادف عيد الأضحى يوم جمعة، فلا يوجد طبق أفضل من الكسكس المغربي، حيث يقوم المغاربة بإعداد الكسكس كل يوم جمعة.

صلاة العيد والبسكويت والكعك

في مصر، تبدأ احتفالات عيد الفطر بصلاة العيد. يقول أكرم يوسف: “ترتدي العائلات، كبارًا وصغارًا، ملابس جديدة وتتوجه إلى الأماكن المخصصة لصلاة العيد. بعد الصلاة، يتبادلون التهاني. يلي ذلك إفطار العائلة، حيث يجتمع الآباء مع أجدادهم. بعد ذلك، يخرجون لزيارة الأقارب والأصدقاء وتهنئتهم بالعيد”.

3_3_11zon

تشكل الأطعمة المفضلة لدى المصريين جزءًا من احتفالاتهم بعيد الفطر. ومن أشهرها (الكحك) أو (الكعك) و(الباكسويت) و(الغريبة). يقول يوسف: “الكحك والبسكويت من أشهر الأكلات المصرية التي يستمتع المصريون بإعدادها وطهيها. وهما نوع من الحلويات والمخبوزات. كما تتناول معظم العائلات المصرية الفسيخ على الغداء، وخاصةً في ثاني أيام العيد. وهو طبق مصري موسمي مصنوع من البوري المملح. يتناوله المصريون في شم النسيم وخلال العيد”.
الكعك أو الكيك مصنوع من الدقيق والخميرة والزبدة. يتم حشوها بما يسمى “الملبن” ورشها بالسكر البودرة. وتقوم النساء بإعداده بأشكال مختلفة بمشاركة أفراد الأسرة والجيران.

ويعتبر الأطفال هم الفئة الأكثر فرحاً وسعادة عندما يأتي العيد. ويقول يوسف: «ينتظر الأطفال العيد ويذهبون إلى الحدائق والمتنزهات ويلعبون الألعاب المختلفة ويشعرون بفرح وسعادة غامرة». وأضاف: “العيدية من أهم طقوس وعادات وتقاليد احتفالات العيد في مصر، حيث يتلقى الأطفال العيدية من كبار السن، مثل آبائهم وأجدادهم وأعمامهم وخالاتهم وأخوالهم”.
وبحسب يوسف فإن المصريين عادة ما يستعدون لعيد الفطر مبكرا من خلال تنظيف وترتيب وتزيين منازلهم حتى تبدو أجمل خلال العيد وتكون جاهزة لاستقبال الأقارب والضيوف الذين يأتون لتهنئتهم بهذه المناسبة.
وفي نهاية المطاف، فإن لكل بلد طقوسه وتقاليده الخاصة، ولكل منها نكهتها وطابعها المميز، مما يجعل عيد الفطر عطلة واحدة متعددة الألوان لجميع الشعوب.


شارك