عيد الفطر في غزة.. فرحة سرقتها نيران الحرب- صور فيديو

يأتي عيد الفطر هذا العام في قطاع غزة في خضم واحدة من أكثر المآسي المدمرة التي شهدها القطاع على الإطلاق. وتستمر القصف الإسرائيلي، مما يودي بحياة عشرات الآلاف ويحول أحياء بأكملها إلى أنقاض. ويتزايد الأمل الفلسطيني في أن تنجح الوساطة الدولية في إنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومع شروق الشمس، خرج الفلسطينيون لتقديم صلاة العيد وسط أنقاض المساجد التي لم تسلم من القصف. حملوا في قلوبهم ذكرى شهدائهم الذين فقدوا أرواحهم في الحرب. ولم يتمكن الكثيرون من دفن جثثهم بسبب القتال المستمر والصعوبة في انتشالها من تحت الأنقاض.
أدى أهالي قطاع غزة صلاة عيد الفطر على أنقاض المساجد، وعلى أطراف الخيام، وفي مدارس النازحين، مستذكرين العيد وسط ضجيج القصف والموت.
#الساعة | أطفال غزة صباح عيد الفطر. pic.twitter.com/PhsDaaDpep
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) ٣٠ مارس ٢٠٢٥
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، “دوت تكبيرات العيد من أفواه الصغار والكبار في جميع أنحاء قطاع غزة المحاصر وهم يحتفلون بشعائر عيد الفطر المبارك في مخيمات اللاجئين ووسط أنقاض المدينة المدمرة”.
أدى أهالي قطاع غزة صلاة عيد الفطر في المسجد العمري الكبير بمدينة غزة والذي تعرض لتدمير جزئي خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو تجمع مئات المواطنين في منازلهم لأداء صلاة العيد، فيما استقبلت عائلات في قطاع غزة صلاة العيد بالحزن والفقد. وارتفع عدد الشهداء إلى عشرة صباح اليوم.
وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة، اصطف مئات المواطنين في الشوارع لأداء صلاة العيد، فيما وقف المصلون في خان يونس جنوب غزة بين أنقاض المساجد المدمرة.
وسط أصوات تكبيرات العيد في خانيونس، استهدفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي وقصفها بلدة عبسان الكبيرة شرق المدينة.
في ظل الحصار الظالم والنقص الشديد في المواد الغذائية والوقود، تحاول الأمهات إدخال البهجة إلى قلوب أطفالهن من خلال إعداد الحلويات والمعجنات بإمكانيات متواضعة، مستخدمات الحطب بدلاً من الغاز بسبب نقص الوقود.
ورغم أن بعض التجار يحاولون إعادة فتح محلاتهم استعداداً للعيد، إلا أن النشاط التجاري في غزة مشلول تقريباً. هناك نقص في المواد الخام وارتفاع الأسعار. يضاف إلى ذلك تراجع القدرة الشرائية لدى السكان، الذين فقد معظمهم منازلهم واضطروا إلى الفرار من الغارات الجوية عدة مرات.
في هذه الأثناء، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيده العسكري، حيث قتل نحو 14 فلسطينياً في قصف مدفعي ليلي على قطاع غزة. في هذه الأثناء، أعلنت إسرائيل توسيع عملياتها البرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالقرب من الحدود مع مصر.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل 921 فلسطينياً في الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة منذ استئناف العمليات العسكرية قبل نحو أسبوعين، ما يرفع إجمالي عدد الضحايا منذ بدء الحرب إلى أكثر من 50 ألفاً.
ومع استمرار المأساة على الأرض، يحاول الوسطاء الدوليون بقيادة مصر وقطر والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن المفاوضات تعوقها الخلافات بين إسرائيل وحماس، وخاصة بشأن مدة وقف إطلاق النار وعدد الأسرى والمعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم.
وفي حين وافقت حماس على مقترح جديد من القاهرة والدوحة، قالت إسرائيل إنها قدمت “مقترحا مضادا” بالتنسيق مع واشنطن، مؤكدة أن أي اتفاق يجب أن يركز فقط على وقف مؤقت لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن، في حين تطالب حماس بوقف شامل للأعمال العدائية.
وفي ظل هذا الجمود السياسي، لا يزال الفلسطينيون في قطاع غزة يعيشون عيداً مليئاً بالألم والصعوبات، في انتظار اليوم الذي قد يأتي فيه فرح العيد الحقيقي، بعيداً عن ضجيج المدفعية والدمار.