البرهان متوعدا الدعم السريع: لا مساومة أو تفاوض مع منتهكي حرمات الشعب

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، عدم رغبته في التنازل أو التفاوض مع قوات الدعم السريع، واتهمها بأنها “ميليشيا إرهابية تنتهك حرمة الناس”. وقال البرهان في كلمة للشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر السبت: “هذه الحرب التي تعيشها بلادي والتي أشعلتها مليشيا دقلو وأعوانها وداعموها تدخل عامها الثالث وجلبت للوطن ومواطنيه أسوأ الحروب التي يمكن تصورها”. وأضاف: “إن الفظائع التي ارتكبت بحق شعبنا، والمرارة التي ألحقها هؤلاء المجرمون به، وصورهم وأصواتهم وجراحهم المتجددة، تجعل التعامل مع هؤلاء المجرمين وداعميهم ضربًا من العبث. أقول لهم باسم المهجرين والمنفيين، ومن نُهبت ثرواتهم، والمحاصرين، والأمهات الثكالى، والأيتام، والشهداء: لن نسامح، ولن نساوم، ولن نفاوض، ولن نخلف عهدنا مع الشهداء”.
وأكد قائد الجيش السوداني أن القوات المسلحة “تقف على مسافة واحدة من جميع المواطنين ولا تنحاز لطرف إذا كان على حساب آخرين”.
وتابع البرهان: “أجدد وعد القوات المسلحة للشعب بأنه لا رجعة عن دحر مليشيا دقلو الإرهابية والقضاء عليها. ومع ذلك، تبقى أبواب الوطن مفتوحة لكل مسلح يلتزم بعقله ويتوب إلى الحق. ويبقى العفو عن المتورطين في الجرائم لحماية الحقوق العامة وحسم الأمور العسكرية ممكنًا”.
ناشد البرهان المواطنين في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع: “أدعو أهلنا في مناطق المتمردين إلى الكف عن دعم مشروع دقلو الاستعماري، وحماية أبنائهم ممن يريدون جرهم إلى الخراب. إن السودان الموحد، أرضًا وشعبًا، أمانة تاريخية لا يجوز التفريط فيها”.
سيطر الجيش السوداني على معظم مدينة أم درمان، حيث تقع قاعدتان عسكريتان كبيرتان. ويبدو أنه عازم على توسيع سيطرته لتشمل كامل منطقة العاصمة، التي تتكون من ثلاث مدن: الخرطوم، وأم درمان، وبحري.
ولم تعلق قوات الدعم السريع على تقدم الجيش في أم درمان، حيث لا تزال قوات شبه عسكرية تسيطر على بعض المناطق.
يشار إلى أن الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين من ديارهم.
يعاني ما يقرب من نصف سكان السودان، أو نحو 26 مليون شخص، من انعدام الأمن الغذائي. ويتزايد خطر المجاعة في جميع أنحاء البلاد، ويتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد بشكل كبير بسبب الصراع المستمر منذ 21 شهراً، وفقاً لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.