آخر وقت لزكاة الفطر.. خطيب المسجد النبوي يكشف عن اختلاف فقهي بين الإفتاء المصرية والسعودية

منذ 5 شهور
آخر وقت لزكاة الفطر.. خطيب المسجد النبوي يكشف عن اختلاف فقهي بين الإفتاء المصرية والسعودية

في رأي شرعي يختلف عن رأي دار الإفتاء المصرية، أعلن الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، في خطبة الجمعة اليوم، آخر موعد لإخراج زكاة الفطر، وحذر من أن إخراجها بعد هذا الموعد يعد صدقة.

وقال الحذيفي في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي اليوم إن الإسلام شرع زكاة الفطر في ختام هذا الشهر الكريم تأكيداً للقيم الإنسانية وتقوية أواصر الأخوة في الإيمان والتكامل والتكاتف والتراحم والتواصل. فمن أخرجها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أخرجها بعد الصلاة فهي صدقة.

ويتفق رأي إمام المسجد النبوي الشريف مع رأي مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذي يؤكد وجوب زكاة الفطر على المسلم عند غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان. ويمكن أيضًا دفع الزكاة قبل العيد بيوم أو يومين، ولكن آخر فرصة لذلك هي قبل صلاة عيد الفطر.

أما دار الإفتاء المصرية فقد ذكرت أن إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد مستحب ومأثور. ويجوز إخراج الزكاة إلى غروب شمس يوم العيد، ويحرم تأخيرها. ومع ذلك، فإنه يجب أن يتم تعويضه بعد ذلك.

“أما تفضيل الإخراج قبل صلاة العيد: فقد نقلت دار الإفتاء ما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بإخراج زكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة.”

“وأما جواز الدفع إلى آخر العيد: فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا نفرق صاعاً من طعام يوم الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.” اليوم ينطبق على جميع الأيام.

“ما رواه الإمام البيهقي في “السنن الكبرى” من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “أغنوهم -يعني الفقراء- بالطواف يومهم هذا”.

وأما النهي عن تأخيرها عن يوم العيد؛ وتقول هيئة الإفتاء في نص فتواها عبر موقعها الرسمي على الإنترنت: إنه أخر الواجب عن وقته ولم يمتثل الأمر، مع أن الزكاة واجبة أصلاً؛ ولإغناء الفقراء في هذا اليوم، وإطعامهم، وسد حاجتهم، وإشباعهم، وإدخال السرور عليهم، وعدم سؤالهم لها، فإن تأخير إخراج الزكاة عن يوم العيد ينافي مقصودها.

وأما وجوب الإدراك؛ وحيث إن زكاة الفطر حق مالي لدافعها فإن هذا الحق لا يسقط بانقضاء الأجل. على غرار الدين.

وذهب فقهاء الحنفية إلى أنه إذا لم يمكن إخراج الزكاة يوم العيد فإنها تجب بعده وتعتبر واجبة. لأنه التزام شامل؛ لأن غاية العبادة عقلانية، فلا وقت محدد لأدائها.

ويرد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية الأسبق على آراء الفقهاء في هذه المسألة، فيقول إن فقهاء الحنفية يرون أنه إذا لم يمكن دفع الضريبة في عيد الأضحى وجب دفعها بعده ويعتبر ذلك واجباً. لأنه التزام شامل؛ لأن غاية العبادة عقلانية، فلا وقت محدد لأدائها.

وأضاف علام في نص فتواه عبر بوابة الدار الرسمية: بشأن ما رواه أبو داود وابن ماجه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وقوتاً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة كغيرها من الصدقات”. وهذا لا يعني عدم جواز إخراج الزكاة بعد صلاة العيد في نفس اليوم وليس في وقتها. وقد تكررت كلمة (الأداء) في الحديث مرتين: الأولى قبل الصلاة، والثانية بعدها. وهذا يزيل إشكال القول بأن الدفع بعد الصلاة يعتبر تعويضاً. والضمير في قوله (أدى) يعود في المرتين إلى زكاة الفطر. وهذا يدل على أن وصف النفع يشمل الأجر بعد الصلاة، إلا أن ثوابه أقل، وهو صدقة كغيرها. ويحتمل أيضاً أن يكون ذلك نتيجة اجتهاد واجتهاد ابن عباس رضي الله عنهما، إذ لم يصرح في رواية “السنن” بزوال ذلك.

وبناء على ذلك يقول المفتي السابق: “إذا أخر المسلم إخراج زكاة الفطر إلى صلاة العيد وأخرجها بعد ذلك كفاه ذلك، واعتبرت وجوباً لا فدية”. والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضاً:

علامات ليلة القدر وأفضل الأدعية المستجابة

أدعية مكتوبة ليلة القدر: 70 دعاء مذكورة في القرآن والأحاديث النبوية


شارك