مسلسلات تمر مرور الكرام فى موسم رمضان.. تقرير

ومن أشهرها “قلعة الحجر 2″ و”جريمة منتصف الليل” و”بنات حمام”.
نقاد: ضعف الدعاية والتسويق أثبط الجمهور عن مشاهدة المسلسل، وفرص نجاحه ستكون ضئيلة بعد نهاية الشهر الفضيل.
شهد موسم رمضان الحالي عرض ما يقرب من 40 مسلسلًا دراميًا، أثار كل منها ردود فعل مختلفة. وقد حققت بعض هذه المسلسلات شعبية واسعة، حيث اتفق معظم المشاهدين على جودة محتواها نظراً لأهمية القضايا الاجتماعية أو التعاطف الذي أظهرته مع شخصياتها. ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأعمال الدرامية التي تم عرضها ولم يتم ملاحظتها. لم يلاحظهم أحد ولم يحظوا بالاهتمام أو انتباه غالبية الحضور. وكأنهم رفعوا شعار “لم ير أحد شيئاً”، ولم يتوقف أحد ليذكره أو ينتبه إلى تفاصيله.
تدور أحداث هذه السلسلة حول مسلسل “بنات حمام” مع وفاء عامر، حورية فرغلي، ومحمد عبد العظيم. وكان من المقرر في الأصل أن يصبح المسلسل المكون من 15 جزءًا فيلمًا روائيًا منذ خمس سنوات، لكن التصوير توقف في ذلك الوقت. وقرر المنتج تحويله إلى مسلسل درامي قبل بداية موسم رمضان الحالي. وقام بتقصير المشاهد لتتناسب مع حجم حلقات الدراما، وتم التصوير لمدة يومين إضافيين، ومراعاة ضرورة مواكبة موسم رمضان. تدور أحداث المسلسل حول فرضية براءة ريا وسكينة واتهامهما بقتل النساء بهدف سرقة مجوهراتهن.
وفي حوارها مع صحيفة الشروق، كشفت الفنانة وفاء عامر أنها فوجئت برغبة المنتج في تحويل الفيلم إلى مسلسل تلفزيوني، رغم أنها رفضت الأمر في البداية. ولكنها وافقت في النهاية على رأي المنتج وقامت بالتصوير لمدة يومين إضافيين حتى موعد عرض المسلسل في رمضان. وأكدت أن تحويله إلى مسلسل تلفزيوني كان بمثابة “مخاطرة” كبيرة.
وبعد طرح الإعلان التشويقي للمسلسل، أعلنت الفنانة حورية فرغلي عبر صفحتها الشخصية على موقع إنستجرام أن المسلسل تخطى حاجز الـ100 مليون مشاهدة خلال أول 24 ساعة.
ومن بين هذه الأعمال مسلسل “جريمة منتصف الليل” مع رانيا يوسف وميار الغيطي وملك قورة ومحمد عز. تدور أحداث القصة حول جريمة قتل طالبين جامعيين في وقت متأخر من الليل في أحد منازلهم. ثم يقع الشك على أحد أصدقائها، ولكن مع بدء التحقيق، يقع أشخاص آخرون أيضًا تحت الشك، بينما يتم الكشف عن أسرار وألغاز غامضة.
ورغم أن المسلسل ينتمي إلى نوع دراما يحظى بشعبية كبيرة بين شريحة كبيرة من الجمهور، وهي مسلسلات الجريمة والبوليسية، إلا أنه مر مرور الكرام أيضًا، باستثناء مشهد رقص مع رانيا يوسف، الذي تم استغلاله للترويج للمسلسل في بداية شهر رمضان. ومع ذلك، فمن الواضح أن هذا لم يلق صدى لدى الجمهور.
الجزء الثالث هو الجزء الثاني من مسلسل “قلعة الحجر: قبائل الصخرة” مع محمد رياض وكمال أبو رية وسماح السعيد. ورغم أن الفيلم تدور أحداثه في أجواء الصعيد بقضاياه الخاصة التي يحبها الجمهور كثيراً، إلا أنه فشل في الحفاظ على نفس مستوى التفاعل الذي حققه الجزء الأول العام الماضي، كما مر مرور الكرام، حتى أن البعض تفاجأ بوجود جزء ثانٍ من الأساس.
ومن بين هذه الأعمال مسلسل “جمعة” بطولة ميرفت أمين وريم البارودي، والذي لم ينتبه له أحد.
من جانبها أكدت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله أن ضعف الدعاية وغياب التسويق الجيد سبب انخفاض نسب الإقبال على هذه الأعمال. قالت: “لا ننكر أن الإعلانات الجيدة تجذب انتباه الجمهور وتوفر لهم منصةً قبل العروض. من الواضح أن منتجي هذه الأعمال يفتقرون إلى مهارة التسويق، وخاصةً وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ويستخدمها جميع النجوم بأشكال ومستويات متفاوتة للترويج لأعمالهم وشخصياتهم الدرامية”.
وأكد خيرالله أن عدم رؤية هذه الأعمال من قبل الجمهور أو عدم علم الناس بوجودها لا يعد دليلاً على سوء جودتها. وقال: «هناك أعمال ليست جيدة بما يكفي، لكن توقيت عرضها والقناة أو المنصة التي تبثها تتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة وشعبية كبيرة، وهذا بالطبع ساهم في انتشارها ونسب مشاهدتها العالية». واختتمت كلمتها مشيرة إلى أن الأعمال التي ذكرتها ظلت بالفعل غير مسموعة أو ملحوظة من قبل غالبية الناس.
من جانبه، أوضح الناقد أندرو محسن سبب قلة استقطاب هذه الأعمال الدرامية وقلة تفاعل الجمهور معها، لدرجة أن الكثيرين لم يكونوا على دراية بوجودها: “هناك عدة عوامل تلعب دورًا، أهمها جودة هذه الأعمال وقدرتها على جذب الجمهور. إما أن ينجذب الناس لموضوع جيد، كما هو الحال في مسلسل “80 باكو”، حيث لم يكن أي من نجومه نجومًا، لكن موضوعه كان جذابًا. أو أنهم يشاهدون نجومهم المفضلين. السبب الثاني يتعلق بتوقيت البث، مع أن المنصات الإلكترونية قد حلت هذه المشكلة الآن. السبب الأخير والأهم هو الإعلان والتسويق. لم تحظَ هذه الأعمال بدعاية كافية، ولذلك لم ينتبه أحد لوجودها”.
وأعرب أندرو عن دهشته من إنتاج بعض هذه الأعمال، ومن بينها «قلعة الحجر 2». قال: “لا أعرف سر إنتاج جزء ثانٍ من هذه السلسلة. المقدمات دائمًا تُثمر، وجميع المقدمات تؤكد أن الجزء الأول، وإن عُرض العام الماضي، لم يشاهده إلا القليل وجمهور محدود. فلماذا أصرّوا على إنتاج جزء ثانٍ؟!”
ونفى محسن أن تحظى هذه الأعمال بقدر كبير من المشاهدة وتثير الاهتمام بعد شهر رمضان. أشك في قدرة هذه الأعمال على جذب الجمهور بعد رمضان. هناك أسباب مهمة لذلك، لا سيما أن رمضان شهر التلفزيون، ويرتبط بالمسلسلات. فإذا لم تجذب انتباه الجمهور خلال هذا الشهر، الذي يُعتبر أهم موسم درامي، فهل من الطبيعي أن يحدث العكس بعد انتهاء الشهر الفضيل؟ في الواقع، بعد رمضان، يركز الجمهور على الأعمال التي لم يشاهدها خلال الشهر والتي نالت إعجاب الجمهور العام. لذلك أؤكد أن الأعمال المذكورة أصبحت أقل مشاهدة بعد رمضان وفرص نجاحها أقل.