رئيس الوزراء يناقش مُخرجات اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات في عدة قطاعات.. ما النتائج؟

-
مدبولي: الدولة تدعم. وسنعمل على تذليل كافة العقبات والتنسيق مع المستثمرين والمصدرين لتحقيق أهدافنا معًا.
-
الموافقة على توفير أرض بالمنيا لإنشاء مدينة للنسيج والملابس لتلبية احتياجات المستثمرين. سيتم تسليم كافة مدارس التدريب الفني والمهني للقطاع الخاص لتطويرها وإدارتها.
رئيس الوزراء الدكتور عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعًا مع أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات. لمناقشة نتائج أعمال اللجنة (قطاعات: صناعة الملابس الجاهزة والمنسوجات، والحاصلات الزراعية، وقطاع الصحة) بحضور الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير الصناعة والنقل، والدكتور أحمد عبد السلام وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية. رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، علاء فاروق وزير الزراعة، حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، د. علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء المصرية، واللواء مهندس خالد صلاح مدير الإدارة الفنية بوكالة مستقبل مصر للتنمية المستدامة، وأعضاء اللجنة الاستشارية.
افتتح رئيس الوزراء الاجتماع بالقول إن هذا الاجتماع يأتي في ضوء نتائج الاجتماع المشترك الذي عقد في وقت سابق لمراجعة نتائج لجنة استشارية لتنمية الصادرات. وتم مناقشة الوثيقة التي أعدها أعضاء اللجنة وتم الاتفاق على عقد عدة اجتماعات متتالية لكل قطاع على حدة. لمناقشة متطلبات كل من هذه القطاعات؛ العمل على نقله إلى المرحلة التالية وزيادة إنتاجه وصادراته.
وفي هذا السياق أوضح مدبولي أننا سنناقش اليوم ثلاثة قطاعات مهمة هي: الملابس الجاهزة، والغزل والنسيج، والمنتجات الزراعية، والقطاع الصحي.
وتم خلال الاجتماع تقديم مقترحات لتطوير صناعة الملابس والغزل والنسيج. وأكد أعضاء اللجنة أن مصر لديها فرص كبيرة لزيادة صادراتها في هذا القطاع بفضل موقعها الجغرافي واتفاقيات التجارة الحرة العديدة والناجحة التي أبرمتها مع دول العالم.
وفي هذا السياق، تم دراسة خطة طموحة لزيادة صادرات الملابس الجاهزة إلى 11.5 مليار دولار خلال السنوات الست المقبلة. وتتضمن هذه المقترحات عدة مقترحات، منها توفير 5.5 مليون متر مربع من الأراضي الصناعية المتصلة في المنطقة الواقعة بين الفيوم وقنا؛ ولخلق فرص عمل في محافظات الصعيد، نقوم أيضًا بإجراء حصر تفصيلي للأصول غير المستغلة للشركات التابعة لقطاع الأعمال العام. ويهدف المشروع إلى تأجير العقارات المناسبة للمستثمرين وبالتالي تسريع دورة الإنتاج والتصدير.
واقترح أعضاء اللجنة أيضاً إعادة النظر في برنامج تعويض تكاليف التصدير وزيادة نسبة التعويض عن المبلغ المتفق عليه حالياً، حيث يمثل هذا البرنامج أحد أهم حوافز التصدير، وخاصة لهذا القطاع كثيف العمالة. واقترحوا أيضا إدراج صناعة النسيج والملابس ضمن القطاعات المستفيدة من الحوافز الخاصة في المنطقة (أ) بموجب قانون الاستثمار رقم 72 لسنة 2017. وفي الوقت نفسه، ينبغي إنشاء مدارس فنية ومهنية متخصصة لتدريب المتخصصين المؤهلين لسوق العمل. واقترحوا أيضا تسهيل استقطاب العمالة الأجنبية الماهرة وتخفيض الرسوم المفروضة عليها أسوة بالدول الأخرى بهدف تطوير هذا القطاع وتسهيل جذب المستثمرين الأجانب.
من جانبه أشار وزير الاستثمار والتجارة الخارجية إلى الجهود المبذولة لتقليص زمن التخليص الجمركي إلى يومين كحد أقصى. وأشار إلى أنه يجري حالياً تطوير برنامج فريد من نوعه لاسترداد الصادرات بالتنسيق مع المستثمرين.
وفي السياق ذاته، أكد الفريق كامل الوزير توافر الأراضي اللازمة والاستعداد لتوفير مساحة 5.5 مليون متر مربع. وفي الواقع هناك منطقة صناعية في المنيا، ونحن مستعدون لتخصيص هذه المنطقة كمدينة للنسيج والملابس. وأضاف: “سنعمل فورًا على توصيل المرافق اللازمة عندما تكونوا جاهزين”.
وأشار رئيس الوزراء إلى ضرورة الإسراع في توصيل المرافق للأراضي القائمة في المنيا. وفي الوقت نفسه، من الضروري التنسيق مع المستثمرين من أجل تلبية احتياجاتهم في هذا الصدد. وفي الوقت نفسه، سيساهم هذا الدعم في تنمية محافظات صعيد مصر وتوفير فرص العمل للشباب في هذه المحافظات.
وأكد رئيس الوزراء أيضا أن الحكومة مستعدة لتسليم أي مدرسة للتدريب الفني الصناعي للمستثمرين الصناعيين من القطاع الخاص. إن الأمر يتعلق بتطويره وإدارته. وهذه تعليمات واضحة من الحكومة.
وناقش رئيس الوزراء بعد ذلك المقترحات المتعلقة بقطاع الصناعة الطبية مع أعضاء اللجنة. وأشار أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات الحاضرون إلى أن القطاع الطبي يعد من أهم القطاعات وأسرعها نمواً على مستوى العالم نظراً لمجالاته المتعددة والمتنوعة، بما في ذلك الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية والمكملات الغذائية والعشبية وصحة الحيوان ومستحضرات التجميل والمنتجات المبتكرة والمنتجات البيولوجية. وأشاروا إلى التقارير العديدة التي تعكس مدى النمو العالمي في هذا القطاع، وخاصة فيما يتعلق بقطاع الأدوية الذي يشهد نمواً سريعاً.
وقام أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات الحاضرين بدراسة عدد من التوصيات التي يرون أنها ستساعد في تحقيق نتائج ملموسة في فترة قصيرة من الزمن، ودعم التوسع السريع في صادرات الأجهزة الطبية المصرية وزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية. ويأتي ذلك انطلاقاً من دور مصر كلاعب رئيسي في السوق الطبي في أفريقيا والشرق الأوسط، فضلاً عن القبول الواسع للأدوية والمنتجات الطبية المصرية في العديد من الدول الأفريقية والدول العربية المجاورة نظراً لفعاليتها وجودتها وسلامتها.
وتضمنت توصيات أعضاء اللجنة إدخال نظام تسعير عادل ومرن وقابل للتنبؤ. ومن شأن ذلك أن يساعد على جذب المزيد من المستثمرين لإجراء دراسات الجدوى، وإطلاق خطوط إنتاج جديدة للأدوية المتقدمة، وفتح فرص استثمارية جديدة في الأسواق العالمية للحفاظ على القدرة التنافسية هناك. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نظام التسعير العادل والمرن من شأنه أن يساعد على ضمان استمرارية التجارة في السوق المحلية وتجنب نقص الأدوية.
وأكد أعضاء اللجنة الاستشارية أيضًا على أهمية نقل التكنولوجيا إلى صناعات الأدوية ومستحضرات التجميل واللقاحات البيطرية وزيادة خلق القيمة المحلية. ويهدف المشروع إلى تزويد الشركات المحلية بالمعرفة الفنية والتدريب والخبرة اللازمة لضمان استدامة استثماراتها.
وعلق الدكتور علي الغمراوي على عدد من النقاط التي طرحت خلال عرض اللجنة، مشيراً إلى أن هناك جهوداً تبذل لجذب الاستثمارات المختلفة في هذا القطاع. توطين الصناعة وتلبية الاحتياجات المحلية وزيادة الصادرات.
كما ناقش الاجتماع المقترحات المقدمة من أعضاء اللجنة الخاصة بقطاع المحاصيل الزراعية. وفي هذا السياق تم التأكيد على أن هذا القطاع يعد أحد ركائز الاقتصاد المصري وأكبر القطاعات الصناعية في مصر. وأشاد المشاركون بالاهتمام القوي الذي يبديه القادة السياسيون بهذا القطاع، مما أدى إلى تحقيق العديد من النجاحات والمشاريع الوطنية في هذا المجال.
وأكد أعضاء اللجنة الاستشارية أن التحديات التي تواجه القطاع الزراعي أقل حدة من تلك التي تواجه القطاعات الصناعية الأخرى. ومع ذلك، إذا تمت معالجتها وحلها، فإنها قد تساهم في زيادة الصادرات السنوية بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15 في المائة.
وحدد أعضاء اللجنة عددا من التحديات في هذا الصدد، بما في ذلك توفير الأراضي للمستثمرين والمصدرين، إما للإيجار مع الشراء اللاحق أو للاستخدام لفترات محددة (30 عاما للفواكه و20 عاما للخضراوات والبقول). واقترحوا تخصيص مساحة تتراوح بين 300 ألف إلى 500 ألف فدان (ما يعادل نحو 120 ألف إلى 200 ألف هكتار) للقطاع الخاص، على أن تبدأ أعمال الاستصلاح والإدارة خلال ثلاث سنوات. إذا لم يتم استكمال إعادة زراعتها خلال هذه الفترة، سيتم مصادرة الأرض. واقترحوا أيضًا تضمين بعض المحاور في برنامج استرداد الرسوم الجمركية على الصادرات.
في غضون ذلك، اقترح أعضاء اللجنة تعزيز أسطول الشحن الجوي التابع لشركة مصر للطيران للشحن الجوي. ويهدف المشروع إلى دعم نقل الصادرات المصرية، وتسهيل إنشاء محطات الوقود ومنشآت التبريد في الدلتا القديمة من خلال نظام الشباك الواحد، وحل بعض المشكلات البيروقراطية التي يواجهها بعض المسؤولين الحكوميين في التعامل مع المصانع ومحطات الوقود، وتوسيع عدد البعثات التجارية، وطرح مقترحات أخرى لمعالجة التحديات التي تواجه هذا القطاع.
من جانبه أكد وزير الزراعة دعم الحكومة الكبير للمزارعين المصدرين، مؤكدا أن القطاع الزراعي لديه القدرة على مضاعفة صادراته خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى لقاءات مع المستثمرين الزراعيين أكدت ذلك وبحث جهود الدولة في توسيع الرقعة الزراعية خاصة في الدلتا الجديدة وشرق العوينات وغيرها من المناطق.
وأكد رئيس الوزراء أن الدولة تدعم زيادة وتنمية الصادرات بكافة قطاعاتها، قائلا: “سنعمل على تذليل كافة العقبات وسيكون هناك تنسيق مستمر مع المستثمرين والمصدرين لتحقيق أهدافنا معا”. وأشار إلى أن أعضاء اللجنة يتفقون مع العديد من النقاط التي طرحت اليوم وسنعمل معاً على تنفيذها. وأضاف: “ستتم دراسة النقاط المتبقية من قبل الجهات المعنية”. والهدف هو تحقيق طفرة حقيقية في حجم الصادرات المصرية في هذه القطاعات.