أبو الغيط: القضية الفلسطينية تتعرض لأخطر تحدٍ ينذر بتصفيتها

منذ 2 شهور
أبو الغيط: القضية الفلسطينية تتعرض لأخطر تحدٍ ينذر بتصفيتها

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أمس، أن الجامعة العربية ظلت على مدى عقود من الزمن حصناً منيعاً للقضية الفلسطينية العادلة، في ظل إجماع عربي لا يتزعزع: القضية الفلسطينية. واليوم تواجه الرابطة تحديا خطيرا وتهديدا خطيرا يهدد بتدميرها وتقويض أسسها.

وفي كلمته بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس جامعة الدول العربية، قال أبو الغيط: “ثمانون عاماً شهدت أحداثاً مهمة في العالم والمنطقة، وظلت هذه المنظمة رابطاً قوياً يجمع كل من ينتمي إلى الحضارة والثقافة العربية ويتطلع إلى مستقبل عربي مشترك”.

وأضاف أبو الغيط: “لقد أثبتت جامعة الدول العربية أنها حصن منيع ضد محاولات تقويض هوية هذه المنطقة أو تغييرها أو تحريفها. وستبقى المنطقة الممتدة من مراكش إلى مسقط، ومن دمشق إلى الخرطوم، عربية اللغة والعاطفة والتوجه والثقافة… عربية الماضي والحاضر والمستقبل، إن شاء الله”.

وتابع: “إن جامعة الدول العربية واقعٌ مرتبطٌ بالجغرافيا والتاريخ العربي المشترك. وهي أيضاً تجسيدٌ لتيارٍ عاطفيٍّ عارمٍ بين الشعوب العربية، نشأ في منتصف القرن الماضي، ولا يزال مستمراً حتى يومنا هذا”.

وأكد أن جامعة الدول العربية هي المنظمة الأقوى والأوسع انتشارا في منطقتنا وتوفر للشعوب مكانا طبيعيا للانتماء ومركزا لمشاعرها المشتركة. ربما تفقد أهميتها مؤقتًا أو تختفي تحت وطأة الأحداث الدرامية، لكنها سرعان ما تتجدد وتزدهر في شكل جديد، عبر الأجيال والعصور.

وأشار إلى أن الجامعة العربية، وإن لم تكن تمتلك سلطة فرض السياسات أو القرارات، إلا أنها تتمتع بثقل سياسي وأخلاقي حاضر ومؤثر. إن وجودهم يشكل قوة إضافية للعرب، خاصة في زمن التكتلات الدولية والمجموعات الإقليمية. أقول بكل صراحة: الدوري حقيقة طبيعية وتطور طبيعي. لو لم تكن موجودة اليوم، لكان علينا اختراعها.

وأضاف أبو الغيط: “وعندما أستعيد هذه المسيرة الطويلة التي امتدت لثمانين عامًا، لا بد أن ندرك أن ما تحقق لم يرق إلى مستوى طموحاتنا، وأن ما حققناه أقل مما كنا نأمل. يتطلع كل عربي اليوم إلى مؤسسة إقليمية تُجسّد رابطة الوحدة بشكل عملي، ولها أثر إيجابي على الاقتصاد والتجارة ورفاه المجتمعات”.

واعتبر أنه على الرغم من كل النجاحات التي تحققت – من إطلاق منطقة التجارة الحرة العربية في عام 2005 إلى إدخال السوق العربية المشتركة للكهرباء في عام 2024 – فإننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق الإمكانات الكاملة للتكامل الاقتصادي في المنطقة العربية، وهي الإمكانات التي من شأنها إطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية الهائلة لمنطقة تتمتع بمزايا استراتيجية استثنائية على جميع المستويات – الاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية.

وأكد أن ذكرى تأسيس عصبة الأمم عزيزة على كل عربي لأنها دليل على استمرارية هذه الرابطة وقوتها وتجددها عبر الزمن. ومع ذلك، فإننا لسنا سجناء الماضي ولا نفخر بما كان عليه. وأكد قائلاً: “نتطلع إلى مستقبل تتجدد فيه العروبة وتواكب العصر. العروبة ليست تاريخًا ماضيًا، بل فكرة متجددة ومتطورة. وهي أيضًا فكرة منفتحة ترفض منطق التفوق العرقي أو الثقافي. العروبة تنمو وتزدهر بالانفتاح على جميع مكونات هذه المنطقة والحفاظ على نسيجها الغني والمتنوع”.


شارك