مفاوضات سرية للإفراج عن إسرائيلية بالعراق.. وواشنطن ترفض شروط المحتجزين

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل لقاء سري بين مفاوضين أميركيين وعراقيين في عاصمة عربية، بشأن إطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف المختطفة في بغداد منذ أكثر من عام.
ورغم كل الجهود، لم يتم التوصل إلى اتفاق في الاجتماع الذي عقد في فبراير/شباط الماضي، بسبب رفض واشنطن لمطالب الخاطفين. وتضمنت هذه المطالب فدية وإطلاق سراح سجناء موالين لإيران في العراق ولبنان، بينهم نقيب مرتبط بحزب الله.
وكان تسوركوف، الباحث في جامعة برينستون، قد اختطف في ظروف غامضة في مارس/آذار 2023 في منطقة الكرادة وسط بغداد. ورغم أن دخول العراق كان قانونيا، فإن أي جماعة لم تعلن مسؤوليتها عن عملية الاختطاف، فيما أشارت واشنطن وتل أبيب بأصابع الاتهام إلى كتائب حزب الله.
وبحسب الصحيفة، شارك في المفاوضات مسؤولون أمنيون عراقيون، أحدهم مقرب من الجماعات المسلحة، بالإضافة إلى مسؤول أميركي كبير وسفير أميركي سابق في العراق.
وخلال الاجتماع عرض الجانب العراقي تسوية تتضمن دفع فدية قدرها 200 مليون دولار (بدلا من 500 مليون دولار) مقابل إطلاق سراح زوركوف. لكن واشنطن رفضت هذا العرض رفضا قاطعا، معتبرة أنه قد يساهم في تمويل الأنشطة الإرهابية.
ومع تعثر المفاوضات، عززت واشنطن ضغوطها على بغداد. وتلقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالات مباشرة من مسؤولين أميركيين، بينهم مستشار الأمن القومي مايك والتز. وفي الوقت نفسه، حاول الوسطاء العرب فتح قنوات اتصال مع الخاطفين، إلا أنهم وجدوا أنهم يتعاملون مع وسطاء غير موثوقين، وهو ما زاد من تعقيد الوضع.
وبحسب مصادر سياسية عراقية، فإن إيران تنظر إلى تسوركوف باعتباره أداة ضغط على الولايات المتحدة في ظل تزايد الضغوط الغربية على نفوذها في العراق ولبنان وسوريا. وذكرت كتائب حزب الله أن عملية الاختطاف نفذها عناصرها دون التشاور مع القيادة بهدف إعادة التفاوض على شروط الاتفاق.