ضابط إسرائيلي يقر باستخدام الفلسطينيين دروعا بشرية في غزة

منذ 2 شهور
ضابط إسرائيلي يقر باستخدام الفلسطينيين دروعا بشرية في غزة

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تعليقا لضابط كبير في وحدة قتالية في الجيش الإسرائيلي النظامي، تناول فيه ظاهرة استخدام الفلسطينيين للدروع البشرية في القتال في قطاع غزة. ووصفها بأنها جريمة، وقال إنها أكثر انتشارا مما يدركه الرأي العام الإسرائيلي.

وانتقد الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فتح الشرطة العسكرية الإسرائيلية تحقيقات في ست حالات تتعلق بهذه الشبهات. وقال الموقع الإخباري “الجزيرة.نت” إن الفلسطينيين يُستخدمون كدروع بشرية ست مرات على الأقل يومياً.

وأضاف أنه إذا كانت الشرطة العسكرية تريد حقا التحقيق بشكل جدي، فإن هناك ما لا يقل عن 2190 تحقيقا جاريا. لقد أرادت ببساطة إقناع نفسها والعالم بأنها تجري تحقيقًا، ولذلك بحثت عن كبش فداء وألقت باللوم عليهم في القضية برمتها.

“طريقة البعوض”

وقال الضابط إنه قاتل في غزة لمدة تسعة أشهر وشاهد مجموعة كاملة من الأساليب الجديدة هناك. وكان أسوأ هذه الإجراءات ما أسماه “إجراء البعوض”، حيث أُجبر فلسطينيون أبرياء على دخول منازل في غزة وتفتيشها بدقة للتأكد من عدم وجود إرهابيين أو متفجرات في الداخل.

وأضاف أن هذا الإجراء أطلق عليه عدة أسماء منها “الرقيب” و”العبيد” و”المنصات”.

وأكد أنه اكتشف استخدام الفلسطينيين الأبرياء كدروع بشرية في ديسمبر/كانون الأول 2023، أي بعد نحو شهرين من بدء العملية البرية، قبل فترة من ظهور النقص في الكلاب البوليسية في وحدة “عوكيتس”، الأمر الذي شكل ذريعة لاستخدام الدروع البشرية.

وأضاف الضابط أن صحيفة “هآرتس” كشفت، نقلاً عن مصدر، في أغسطس/آب الماضي، أن رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية كانا على علم بهذا الإجراء الذي لا يزال ساري المفعول، واعتبراه ضرورة عملياتية نظراً لسرعة المهمة مقارنة باستخدام الكلاب البوليسية وطائرات الاستطلاع المسيرة.

اللامبالاة

 

وأكد الضابط أن الإجراء قوبل بمقاومة من قبل الضباط والجنود الإسرائيليين، لكن تم تنفيذه بسبب لامبالاة القيادة العسكرية وقلق القيادة السياسية.

ويحدث هذا عندما لا تكون اليد ثابتة على الزناد، وعندما تفرض القوات ضغوطا مفرطة على الجنود، وعندما ينخرط الجنود في حرب لا نهاية لها ويفشلون في إطلاق سراح الرهائن، فإن الاعتبارات الأخلاقية لم تعد سارية.

واختتم الضابط مقاله قائلاً إنه لا يريد أن يفكر في التأثير النفسي الذي قد يحدثه هذا على أولئك الذين سيدخلون المنزل ويضطرون إلى الموت من الخوف بدلاً من قتل الجنود المسلحين. وكان يخشى أكثر من تأثير ذلك على الجنود الإسرائيليين، أو على أم أي جندي ترسل ابنها إلى المعركة وتكتشف أنها تختطف فلسطينياً في نفس عمر والده أو أخيه الأصغر وتجبره على الركض دون سلاح أمامه إلى منازل أو أنفاق مشبوهة.


شارك