قوات سوريا الديمقراطية.. من التحالف العسكري إلى الاندماج تحت راية الدولة السورية

منذ 4 شهور
قوات سوريا الديمقراطية.. من التحالف العسكري إلى الاندماج تحت راية الدولة السورية

بعد سنوات من التوترات السياسية والعسكرية، شهدت سوريا تحولاً استراتيجياً مع الإعلان عن اتفاق لدمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مؤسسات الدولة السورية.

ويمثل هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الوطنية، حيث يهدف إلى إنهاء الانقسامات الداخلية وإعادة هيكلة القوات ضمن الجيش السوري وضمان الاستقرار في المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

ويأتي هذا التطور في أعقاب الدور المركزي الذي لعبته هذه القوات في القتال ضد تنظيم داعش وفي السيطرة على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا. ويمثل اندماجهم مرحلة جديدة في إعادة بناء الدولة وتعزيز سيادتها.

اتفاق تاريخي على دمج “قسد” في الدولة السورية

في خطوة مهمة نحو توحيد الأراضي السورية وإنهاء الانقسام العسكري، أعلنت الرئاسة السورية، الاثنين، توقيع اتفاق لدمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية.

ووقع الاتفاق الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وينص على دمج المؤسسات العسكرية والمدنية لقوات سوريا الديمقراطية تحت إدارة الدولة، مع تولي الحكومة مسؤولية إدارة الحدود والمطارات وحقول النفط والغاز. وتعهدت قوات سوريا الديمقراطية أيضًا بدعم الحكومة في مكافحة أي تهديدات أمنية.

تأسيس قوات سوريا الديمقراطية وأهدافها الأولى

تأسست قوات سوريا الديمقراطية في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015، كتحالف عسكري بين فصائل كردية وعربية وسورية بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ).

تم تأسيسها بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بهدف محاربة داعش وضمان الاستقرار في شمال وشرق سوريا.

المعارك الكبرى ودور قوات سوريا الديمقراطية في مكافحة الإرهاب

وخاضت قوات سوريا الديمقراطية معارك حاسمة ضد تنظيم داعش، وخاصة في معركة تحرير الرقة عام 2017، حيث سيطرت على المدينة التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا. علاوة على ذلك، شاركت في العمليات العسكرية في دير الزور والحسكة، مما عزز مكانتها كقوة برية قوية. وساهم دعم التحالف الدولي، لا سيما عبر الدعم الجوي والتدريب العسكري، في تعزيز قدراته القتالية.

الحكم الذاتي والتحديات السياسية

بعد سيطرتها على مناطق واسعة، أنشأت قوات سوريا الديمقراطية إدارة ذاتية في شمال شرقي سوريا شملت المؤسسات الأمنية والمدنية والاقتصادية. ورغم نجاحها في السيطرة على هذه الأراضي، إلا أنها واجهت تحديات سياسية. ومن الجدير بالملاحظة بشكل خاص العلاقات المتوترة مع الحكومة السورية ورفض وجودها من قبل تركيا، التي شنت عمليات عسكرية ضدها، باعتبارها امتداداً لحزب العمال الكردستاني.

دمج قوات سوريا الديمقراطية في الدولة السورية: تغييرات كبيرة

أنهت اتفاقية الاندماج انقسامًا استمر لسنوات. وسيتم دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري، وفي الوقت نفسه سيتم إعادة هيكلة الإدارات المدنية لضمان تمثيل قوات المناطق في مؤسسات الدولة. وفي ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة، فإن هذا الاتفاق يمثل خطوة نحو تحقيق الاستقرار وتعزيز سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها.

ومع هذا الاتفاق تدخل قوات سوريا الديمقراطية مرحلة جديدة، حيث تتحول من قوة مستقلة إلى جزء من المنظومة الأمنية والإدارية للدولة السورية، ما يفتح الباب أمام حلول سياسية أكثر شمولية قد تؤدي إلى إعادة تشكيل الوضع السوري بشكل كامل.


شارك