خبراء: تأثير سنة الأساس وراء الانخفاض الكبير في معدلات التضخم

مصطفى شفيع يتوقع خفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي المقبل – شافي: “التضخم وصل لأدنى مستوى منذ مارس 2022.. وتوقعات بخفض أسعار الفائدة 600 نقطة أساس في 2025”. – محمد أبو باشا: «التضخم أفضل من المتوقع.. ومتوقع استقراره بين 12 و13% في 2025» – محمد حسن: تباطؤ التضخم يعكس قدرة الاقتصاد على التعافي.. وخفض أسعار الفائدة يدعم الإنتاجية وسوق الأسهم. شريف عوض: انخفاض التضخم يفتح الباب لخفض الفائدة 2% في اجتماع أبريل – نعمة الله شكري: تأثير سنة الأساس وتوفير السلع الأساسية هو السبب في الانخفاض الكبير في التضخم.
وعزا عدد من الخبراء الاقتصاديين والمحللين انخفاض معدلات التضخم في فبراير/شباط إلى تأثير سنة الأساس مقارنة بالعام السابق الذي شهد ارتفاعاً كبيراً، فضلاً عن انخفاض أسعار بعض السلع الأساسية وتوافرها بأسعار مخفضة في المراكز الاستهلاكية.وانخفض معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها للشهر الرابع على التوالي في فبراير الماضي، حيث بلغ 12.5%، مقارنة بـ23.2% في يناير السابق له. ويبدو ذلك واضحاً من خلال بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وأشاروا إلى تباطؤ معدل التضخم الشهري، ليصل إلى 1.4% في فبراير/شباط الماضي، مقارنة بارتفاعه 1.6% في يناير/كانون الثاني.بلغ معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها 36% في فبراير/شباط من العام الماضي.وعلى أساس سنوي، سجل قطاع الأغذية والمشروبات نموا بنسبة 4,2%، نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 7,2%، واللحوم والدواجن بنسبة 0,9%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 6,3%، ومنتجات الألبان والجبن والبيض بنسبة 7,9%، والفواكه بنسبة 44,1%، والسكر والأغذية السكرية بنسبة 0,1%، والقهوة والشاي والكاكاو بنسبة 9,2%، على الرغم من انخفاض أسعار الخضروات بنسبة 7% والزيوت والدهون بنسبة 3,4%.وسجل قطاع المشروبات الكحولية ومنتجات التبغ أيضاً ارتفاعاً بنسبة 26.8%، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المشروبات الكحولية بنسبة 18.8%، وأسعار التبغ بنسبة 26.8%.وسجلت قطاعات الملابس والأحذية ارتفاعاً بنسبة 18.1%، وقطاعات السكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود بنسبة 17.3%، وقطاعات الأثاث والأجهزة المنزلية وصيانتها بنسبة 14.3%، وقطاع الرعاية الصحية بنسبة 27%، وقطاع النقل والاتصالات بنسبة 32.4%، وقطاع الاتصالات بنسبة 11.5%، وقطاع الثقافة والترفيه بنسبة 20.6%، وقطاع التعليم بنسبة 10%، وقطاع المطاعم والفنادق بنسبة 14.4%، وقطاع السلع والخدمات الأخرى بنسبة 13.4%.وعلى أساس شهري، سجل قطاع الأغذية والمشروبات ارتفاعا بنسبة 0.4%، نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 0.8%، واللحوم والدواجن بنسبة 3.2%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 0.4%، ومنتجات الألبان والجبن والبيض بنسبة 0.7%، والزيوت والدهون بنسبة 0.4%، و3% للفواكه و0.8% للمياه المعدنية والغازية والعصائر الطبيعية، على الرغم من انخفاض أسعار الخضروات بنسبة 8.2% و0.2% للقهوة والشاي والكاكاو.وسجل قطاع المشروبات الكحولية ومنتجات التبغ أيضاً ارتفاعاً بنسبة 6,3%، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المشروبات الكحولية بنسبة 3,3%، وأسعار التبغ بنسبة 6,3%.وسجلت أسعار الملابس والأحذية ارتفاعاً بنسبة 0.6%، والسكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود بنسبة 0.5%، والأثاث والأجهزة المنزلية والصيانة بنسبة 0.2%، والرعاية الصحية بنسبة 0.6%، والنقل بنسبة 0.4%، والاتصالات بنسبة 0.1%، والثقافة والترفيه بنسبة 6%، والتعليم بنسبة 10%، والمطاعم والفنادق بنسبة 0.6%، والسلع والخدمات الأخرى بنسبة 0.8%.وقال مصطفى شافعي، رئيس الأبحاث في عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن معدل التضخم انخفض إلى أدنى مستوى له منذ مارس/آذار 2022، أفضل من توقعات السوق البالغة 14.5%، مشيراً إلى أن المقارنة مع سنة الأساس هي السبب الرئيسي لهذا الانخفاض الكبير، فضلاً عن انخفاض الأسعار في جميع مكونات المستوى العام للأسعار، سواء على مستوى الغذاء والسكن والمرافق والأثاث والاتصالات والمطاعم والفنادق، والتي انكمش جميعها مقارنة بمعدل سنة الأساس.وأوضح الشافي أن التضخم لا يزال موجودا، ولكن بسبب تأثير سنة الأساس فإن التضخم في سنة المقارنة كان أعلى من الفترة الحالية. وأضاف أنه في حين أن التضخم الشهري لا يزال مرتفعا، فإن النمو تباطأ، مما يعني أن أسعار السلع الأساسية لا تزال قريبة من مستوياتها في الشهر السابق.وتوقع شافي أن تبدأ لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي دورة من التيسير النقدي خلال اجتماعها المقبل. وتتوقع اللجنة خفض أسعار الفائدة بما يتراوح بين 100 إلى 300 نقطة أساس، على ألا يتجاوز إجمالي الخفض 600 نقطة أساس في عام 2025.وقال محمد أبو باشا، كبير الاقتصاديين بشركة الأبحاث بالمجموعة المالية هيرميس، إن انخفاض معدلات التضخم إلى 13.7% أفضل من توقعاتنا. ويأتي ذلك نتيجة لتأثير سنة الأساس بالزيادات الحادة التي حدثت في فبراير/شباط 2024 نتيجة تقلبات أسعار الصرف في السوق الموازية في ذلك الوقت. وعلاوة على ذلك، كانت الزيادات في أسعار المواد الغذائية والمشروبات بين شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط صغيرة نسبيا على أساس شهري مقارنة بما هو متوقع عادة خلال شهر رمضان المبارك. ويتوقع أن تتراوح معدلات التضخم بين 12 و13% في عام 2025.من جانبه، أوضح محمد حسن العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، أن تراجع التضخم جاء نتيجة تباطؤ كافة مكونات المؤشر، باستثناء قطاع الأغذية والمشروبات الذي ارتفع بشكل طفيف. وأوضح أن هذا الانخفاض الكبير في معدل التضخم، والذي حدث دفعة واحدة، يعد مؤشرا إيجابيا على القدرة على السيطرة على التضخم وتحسين الاقتصاد.وتوقع أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنحو 1-2% في اجتماعه المقبل، وهو ما سيحسن الإنتاجية ويخفض تكاليف الفائدة، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي أيضاً على سوق الأسهم.وكان الخبير الاقتصادي والمصرفي شريف عوض قد توقع ذلك أيضاً. ويتوقع خفض أسعار الفائدة بنحو 2% في الاجتماع المقبل في أبريل/نيسان إذا انخفض التضخم بشكل كبير.قرر البنك المركزي في اجتماعه الأول للعام الجاري 2025 تحديد سعر الفائدة على الودائع عند 27.25% وعلى القروض عند 28.25%، بعد رفع أسعار الفائدة بواقع 800 نقطة أساس العام الماضي، بدءاً من اجتماع فبراير 2024 عندما رفع أسعار الفائدة بواقع 200 نقطة أساس، أعقبها زيادة بواقع 600 نقطة أساس في الاجتماع الاستثنائي في مارس 2024.قال نعمة الله شكري، رئيس الأبحاث في بنك إتش سي للاستثمار، إن الانخفاض الكبير في معدل التضخم يرجع بشكل رئيسي إلى تأثير سنة الأساس، ولكن أيضا إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتقديم بعض السلع الأساسية بأسعار مخفضة في المجمعات الاستهلاكية في الفترة التي سبقت شهر رمضان.وتوقع شكري أن تستمر معدلات التضخم في الانخفاض في عام 2025 مقارنة بالعام الماضي، وهو ما قد يدفع البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه في أبريل المقبل.