صناع يطالبون بمنع تهريب السلع.. والحكومة تدرس إجراءات جديدة لحماية الاقتصاد

تظل مشكلة تهريب البضائع واحدة من أخطر المشاكل التي تواجه الصناعة المحلية. ولهذا السبب، تم تقديم العديد من الشكاوى للحكومة، مطالبين بإيجاد حل سريع وجذري لهذه المشكلة، التي تتسبب، بحسب المصنعين، في خسائر فادحة للاقتصاد المصري.
قال النائب محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية، إن أحد أبرز التحديات التي تواجه القطاع هو إغراق الأسواق بالسلع المستوردة غير المشروعة، وهو ما يؤثر سلباً على المنتج المحلي.
وأضاف المرشدي أن استمرار هذه الظاهرة سيؤثر سلباً على الاقتصاد بأكمله وليس على صناعة النسيج فقط. وطالبنا الحكومة أكثر من مرة بتشديد الرقابة والقضاء على تهريب السلع، وأعتقد أننا سنرى انفراجة كبيرة خلال الفترة المقبلة.
وأشار المرشدي إلى أن لجنة الوزراء بمجلس الوزراء على قناعة تامة بالتأثير السلبي لهذه الظاهرة على الاقتصاد. ويشير هذا إلى أنه من الممكن تحقيق تقدم كبير في حماية المصانع والعمال المصريين خلال الأيام المقبلة.
وفي هذا الوقت، كشفت مصادر حكومية عن نية مجلس الوزراء فرض ضوابط وإجراءات جديدة في الموانئ والجمارك، وعلى الواردات الخاصة، للحد من التهريب. وفي وقت سابق، تلقى مجلس الوزراء العديد من الشكاوى من المصنعين المصريين بشأن السلع المهربة في الأسواق، وتم بالفعل رصد عدة حالات تهريب.
وقال محمد عبد السلام، رئيس غرفة الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية بجمعية الصناعات المصرية: إن ظاهرة التهريب ليست جديدة وهي مشكلة مزمنة يجب حلها. وأضاف عبد السلام أن هذه الظاهرة تسبب خسائر فادحة للمصدرين وخزينة الدولة ولها تأثير سلبي كبير على السوق والاقتصاد المصري.
وقال عبد السلام إن البضائع المهربة تمنع المنافسة العادلة وتضغط على المصنعين، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها المصنعون بسبب ارتفاع التكاليف.
وأوضح رئيس غرفة الملابس أن حجم التهريب في هذا القطاع يمثل ما بين 20 إلى 25% من حجم الملابس في السوق المصري، وأن الملابس تباع من خلال معارض الملابس (البازارات) والباعة الجائلين. بيع الملابس المهربة من الجمارك دون دفع أي رسوم أو ضرائب، علماً بأن تهريب الملابس من الخارج يتم من خلال استيراد الملابس المستعملة في “بالات” يتم طرحها في السوق المصري رغم حظر استيراد الملابس المستعملة كتبرعات للجمعيات الخيرية دون دفع أي ضرائب أو رسوم جمركية؛ وبالإضافة إلى ذلك، تتم عمليات التهريب أيضًا عن طريق التسليم الشخصي.
دكتور. ورحب محمد فتحي عضو مجلس إدارة غرفة صناعة المنسوجات بقرار الحكومة إدخال وتطبيق إجراءات رقابية جديدة لوقف أنشطة التهريب المستمرة.
وأضاف فتحي أن دعم صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة وتسهيل عملها وإزالة المعوقات التي تعترضها سيساعد على زيادة الإنتاج المحلي والصادرات. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تحفيز مناخ الاستثمار وإيقاظ شهية المستثمرين للتوسع والإنتاج وبالتالي التصدير.
وقال فتحي: إن صناعة الغزل والنسيج تعد أحد ركائز الاقتصاد المصري. “ولذلك يتعين علينا التغلب على كافة الصعوبات التي تعترض طريقها واتخاذ الإجراءات الداعمة التي تسهل عمل المصانع على كافة المستويات”.
وأضاف أن زيادة الإنتاج المحلي وتوسيع قاعدة التصدير يتطلبان تعاوناً وثيقاً بين القطاع الخاص والحكومة، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة.
تلقت اللجنة الوزارية للتنمية الصناعية في الآونة الأخيرة العديد من الشكاوى من المصنعين المصريين بشأن زيادة السلع المهربة في الأسواق. رداً على ذلك، أصدرت الحكومة بياناً إلى مجلس الوزراء رداً على مقترح وزارة المالية والاستثمار المصرية باستحداث مجموعة من الضوابط والإجراءات التي يتم تطبيقها بالموانئ والجمارك، وكذلك فيما يتعلق بالواردات الخاصة، بهدف تشديد الرقابة وضبط المخالفات.
وأمر رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بسرعة الاتفاق على الضوابط والإجراءات المعروضة وعرضها على مجلس الوزراء للموافقة عليها واعتمادها للبدء في تنفيذها.
وبحسب مصلحة الجمارك المصرية، تم إصدار نحو 58.800 إخطار تهرب جمركي العام الماضي، ما أدى إلى تحقيق إيرادات بلغت 4.84 مليار جنيه مصري. وتضمنت هذه التهم تهريب المخدرات والكحول والسجائر والأقمشة والمنسوجات والأسلحة والألعاب النارية والأدوية والأغذية ومعدات مختلفة ومجوهرات ذهبية وفضية وأجهزة محمولة وإكسسواراتها وسيارات وقطع غيارها ومواد كيميائية ومبيدات حشرية، فضلاً عن تزوير المستندات وتهريب العملات الأجنبية والتحف.
أكد المهندس محمد الكاتب عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات النسيجية، على أهمية الأسعار الاسترشادية في حماية الصناعة النسيجية المحلية.
ينتقد المؤلف التلاعب وتقديم وثائق غير واقعية من قبل بعض الأشخاص غير الملتزمين. ولذلك فإننا نطالب بإنهاء أي ممارسات من شأنها أن تؤثر سلباً على هذه الصناعة المهمة.
وأشارت الكاتبة إلى أن الغرفة ستطلب أيضًا من ممثلي هيئة التنمية الصناعية إدراج أكواد الغزل والنسيج المفتوحة ضمن استثناءات التراخيص في المناطق غير المخصصة للأنشطة الصناعية مثل محافظة المحلة الكبرى ومدينة إدكو، وذلك لتسهيل عمل المصانع العاملة في هذه المناطق.
وفي هذا الإطار قدمت غرفة صناعة النسيج د. قدمت ناهد يوسف رئيس هيئة التنمية الصناعية مذكرة تطالب بإدخال النسيج المفتوح (تصنيع أقمشة متنوعة كود النشاط 131210) والنسيج الدائري (تصنيع تريكو متنوع كود النشاط 139110) ضمن أكواد مكاتب هيئة التنمية الصناعية.
ومن الجدير بالذكر أن قانون الجمارك الجديد المعدل يتضمن سلسلة من العقوبات على تهريب البضائع، بهدف تعزيز الرقابة وتنظيم النظام وإغلاق بعض الثغرات وتعزيز المصلحة العامة للدولة.
كل من ارتكب جريمة التهريب يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على مائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وإذا كان التهريب بقصد الاتجار غير المشروع تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على خمس سنوات وغرامة لا تقل عن خمسة وعشرين ألف جنيه ولا تزيد على مائتين وخمسين ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين.
وفي جميع الأحوال يكون مرتكبو الجريمة والمساهمون وممثلو الأشخاص الاعتباريين المسؤولين عن الإدارة الفعلية التي ارتكبت الجريمة لصالحها مسؤولين بالتضامن عن تعويض يعادل مثلي قيمة الرسوم الجمركية المتهرب منها. وإذا كانت البضائع موضوع الجريمة من البضائع المحظورة، تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد على خمس سنوات، مع تعويض يعادل مثلي قيمتها أو مثلي الضريبة المستحقة أيهما أكبر. وفي هذه الحالة يتم مصادرة البضائع المهربة، وإذا لم يتم ضبطها يتم فرض غرامة تعادل قيمتها.
ويجوز للمحكمة أن تأمر بمصادرة الأشياء المضبوطة ما لم تكن من الأشياء المحظورة. وينطبق هذا أيضًا على وسائل النقل والأدوات والمواد المستخدمة في التهريب. وتعفى السفن والطائرات من ذلك ما لم تكن قد أعدت أو استأجرها أصحابها لهذا الغرض.
وفي الحالات السابقة، يتم مضاعفة التعويض إذا كان المتهم قد ارتكب جريمة اتجار بالبشر أخرى خلال السنوات الخمس الماضية وصدر حكم نهائي أو تم التوصل إلى تسوية.
ولا يحول قرار التعويض والمصادرة دون الحكم بمعاقبة الجريمة الأشد في حالات الاشتراك، وتنظر قضايا التهريب على وجه السرعة أمام المحكمة.
وفي جميع الأحوال تعتبر جريمة التهريب الجمركي جريمة مخلة بالشرف والأمانة.