قمة بروكسل.. الاتحاد الأوروبي يؤيد تعزيز الإنفاق الدفاعي و«الثبات» في دعم أوكرانيا

منذ 4 شهور
قمة بروكسل.. الاتحاد الأوروبي يؤيد تعزيز الإنفاق الدفاعي و«الثبات» في دعم أوكرانيا

في قمة عقدت في بروكسل هذا الأسبوع، أيد الزعماء الأوروبيون خططا لزيادة الإنفاق الدفاعي ومواصلة تقديم “الدعم القوي” لأوكرانيا، في حين يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب مع روسيا، وتتفاوض الولايات المتحدة على صفقة مع أوكرانيا بشأن المعادن الثمينة.

وفي أجواء أوروبية تؤكد على تفضيل الاستمرار في الاعتماد على “الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي” لـ”ضمان ‘أمن’ القارة”، كما عبر رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف في تصريحات خاصة لـ”الشرق الأوسط”، انعقدت القمة الأوروبية وسط تساؤلات حول مدى قدرة القارة على الاعتماد على واشنطن للدفاع عنها، في ظل المشاعر التي ينشرها الرئيس ترامب والتي تشير إلى تراجع التزام بلاده بالدفاع عن القارة الأوروبية وحلف شمال الأطلسي، رغم المخاوف المتصاعدة من إمكانية شن روسيا هجوما على دولة أوروبية والتي أثيرت خلال المناقشات في أروقة الاتحاد الأوروبي.

لكن رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا الذي ترأس الاجتماع أكد خلال مؤتمر صحفي حضره موقع الشرق الأوسط الإخباري أن الاتحاد الأوروبي أظهر في هذه القمة أنه “قادر على مواجهة التحديات بينما نعمل على بناء نظام دفاع أوروبي قوي والوقوف إلى جانب أوكرانيا بكل ثبات”.

رحب زعماء الاتحاد الأوروبي بمقترحات المفوضية الأوروبية لمنح الدول الأعضاء المزيد من المرونة المالية في الإنفاق الدفاعي، فضلاً عن خطة للاقتراض المشترك بما يصل إلى 150 مليار يورو (160 مليار دولار) لمساعدة الحكومات الأوروبية على تعزيز قدراتها العسكرية.

وفي بيان مشترك، دعت الدول الأعضاء السبعة والعشرون وزراءها إلى دراسة هذه المقترحات بشكل عاجل واستكشاف سبل تنفيذها في أقرب وقت ممكن.

اعتماد أوروبا على أمريكا

وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «بناء مفهوم أوروبي موحد من دون مشاركة الولايات المتحدة أمر صعب للغاية، لأن بناء دفاع أوروبي مستقل يتطلب الكثير من الموارد المالية والكثير من الوقت».

وأوضح شوف أن العديد من الدول الأوروبية تفضل “الاعتماد على حلف شمال الأطلسي وتعزيز العلاقات عبر الأطلسي، ونحن نريد الاعتماد على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لضمان أمن أوروبا”.

وردا على سؤال حول كيفية استعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، قال شوف: “لقد اتخذ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطوة كبيرة برسالته إلى الولايات المتحدة. أعتقد أن الأميركيين استقبلوهم بشكل جيد. وإذا لم أكن مخطئا، فسيكون هناك لقاءات بين الجانبين الأسبوع المقبل”.

وفي هذا السياق، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الجمعة، أن الولايات المتحدة “ستقوم بدبلوماسية مكوكية بين روسيا وأوكرانيا، وسنواصل لعب أوراقنا الرابحة لجلب الطرفين إلى طاولة السلام”.

وأضاف في تصريح للصحفيين في المكتب البيضاوي بحضور الرئيس ترامب، أن وفدا أميركيا سيتوجه إلى السعودية الأسبوع المقبل للمشاركة في محادثات السلام بين موسكو وكييف. وأشار إلى أنه سيلتقي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والوفد الأوكراني في السعودية “لاستئناف المحادثات وتعزيز وقف إطلاق النار وإرساء السلام”.

وأشار إلى أن ترامب كان “منفتحًا وشفافًا للغاية” بشأن إنهاء الأعمال العدائية مع جميع الأطراف.

وقال الرئيس الأميركي الجمعة إنه “يفكر جديا” في فرض رسوم جمركية وعقوبات واسعة النطاق على روسيا من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق سلام مع أوكرانيا. وذكرت تقارير إعلامية غربية أن موسكو مستعدة للتحدث مع كييف بشأن “وقف مؤقت لإطلاق النار” شريطة تحقيق تقدم نحو التوصل إلى “حل سلمي نهائي”.

المجر غادرت الجماعة الأوروبية

باستثناء المجر، وقعت 26 دولة أوروبية على إعلان أوكرانيا، الذي يحدد الخطوط الحمراء لمحادثات السلام المستقبلية، ويدعو كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ويعد بمساعدات عسكرية مستقبلية دون أي أهداف ملموسة.

ورفض رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، حليف الرئيس الأميركي والملتزم أيضاً بتعزيز العلاقات مع موسكو، هذا التصريح.

ويقول الإعلان الذي وقعه 26 رئيس دولة وحكومة إنه من أجل تحقيق “السلام من خلال القوة”، يجب أن تكون أوكرانيا في أقوى وضع ممكن، مع لعب القدرات العسكرية والدفاعية القوية للبلاد دورا رئيسيا.

وأضاف البيان أن “الاتحاد الأوروبي، بالتنسيق مع الشركاء والحلفاء ذوي التفكير المماثل، يظل ملتزما بتقديم الدعم السياسي والمالي والاقتصادي والإنساني والعسكري والدبلوماسي المعزز لأوكرانيا”.


شارك