زيادة أسعار الذهب تدفع المواطنين للبيع لجني الأرباح وسط عزوف عن الشراء

نائب رئيس القسم: اتجهنا للتصدير بسبب زيادة المبيعات
عبد الحكيم: استمرار طرح شهادات الـ30% لا يشجع الاستثمار في المعدن الأصفر
أدى ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية، متأثراً بارتفاع سعر الأوقية عالمياً إلى مستويات قياسية، إلى ركود بيع المشغولات الذهبية والسبائك من قبل التجار، مع إقبال المواطنين على تنفيذ عمليات بيع واسعة للاستفادة من ارتفاع أسعار المعدن الأصفر وتحقيق الأرباح، بحسب تجار تحدثوا لـ«الشروق».
ارتفعت أسعار الذهب عالميا، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2954 دولارا للأوقية في التعاملات الفورية خلال أسبوع التداول الماضي. ونقلت رويترز عن خبراء قولهم إن المعدن الأصفر سيواصل الارتفاع خلال أسبوع التداول هذا في ظل حالة عدم اليقين.
قال لطفي المنيب نائب رئيس قطاع الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية المصرية، إن ارتفاع أسعار الذهب في البورصات العالمية أدى إلى ركود في السوق المحلية بعد عودة الأسعار المحلية إلى مستوياتها التاريخية التي وصلت إليها خلال فترة نقص الدولار قبل إبرام صفقة رأس الحكمة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، سجل سعر جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر رواجاً وتداولاً في السوق المحلية، 4140 جنيهاً، وبلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 4737 جنيهاً، فيما أغلق عيار 18 عند 3552 جنيهاً، وبلغ سعر الجنيه الذهب 33120 جنيهاً.
وبحلول نهاية يناير/كانون الثاني 2024، وصلت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عندما ارتفع سعر الذهب عيار 21 قيراطًا إلى 4200 جنيه مصري للجرام. وجاء السبب في ذلك زيادة الطلب على الذهب كتحوط وارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء إلى ما يصل إلى 70 جنيها. وأوضح المنيب لـ«الشروق» أنه عندما وصل سعر الدولار إلى حاجز الـ70 جنيهاً في السوق السوداء، رأى بعض مشتري المعدن الأصفر أن السعر الحالي للذهب مناسب جداً للبيع الفوري، بعد فترة طويلة من العودة إلى السعر الذي اشتروه به. وفي الوقت نفسه، لم تشجع زيادات الأسعار المشترين الجدد على دخول السوق، مما أدى إلى الركود.
وأضاف المنيب أن تجار الذهب اضطروا للتحول للتصدير بسبب تراجع مبيعات السبائك والمجوهرات الذهبية. توفير السيولة للسوق المحلي لتمكين المبيعات الكبيرة من قبل العملاء.
قال ناجي فرج، مستشار وزير التموين لشئون صناعة الذهب، إن ارتفاع سعر الأوقية عالميا دفع التجار إلى التوجه للتصدير وسط تراجع حجم المشتريات المحلية وزيادة الكميات المعروضة عن الطلب.
وتوقع فرج أن يستمر اتجاه التجار للتصدير مؤقتا، وأن يتم استعادة التوازن بين العرض والطلب مع عودة القوة الشرائية إلى أسواق الذهب، بدعم من التكهنات باستمرار ارتفاع الأسعار وسط التوترات الجيوسياسية.
وأضاف سامح عبد الحكيم، عضو شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن الطلب على سبائك الذهب والمشغولات الذهبية منخفض بنسبة 30% بسبب ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة واستمرار توريد الشهادات عالية العائد.
وفي مارس/آذار الماضي، طرح بنكا الأهلي ومصر شهادات بعائد يصل إلى 30% لمدة ثلاث سنوات، وينخفض العائد إلى 25% و20% في العامين الثاني والثالث على التوالي، مع دورات صرف عائد متعددة.
وأضاف عبد الحكيم أنه مع تراجع التحوط وارتفاع الأسعار فإن كثيرين يفضلون بيع الذهب لتحقيق الأرباح. ويفضل هؤلاء استثمار أموالهم في شهادات الـ30% بدلاً من إعادة استثمارها في شراء الذهب بالسعر الحالي، وهو ما يراه كثيرون محفوفاً بالمخاطر. وأضاف: “أي شخص يفكر في شراء الذهب الآن سيحصل على عائد أفضل مع شهادات الـ30 بالمئة، حتى لو وصل السعر إلى 5 آلاف جنيه مصري لاحقا”. “وهذا أدى إلى ركود الأسواق.” ولضمان انخفاض ملحوظ ومستدام لمعدلات التضخم، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة على الودائع والقروض عند 27.25% و28.25% على التوالي الأسبوع الماضي.
وبحسب مجلس الذهب العالمي، فإن إجمالي حجم مشتريات مصر من الذهب في عام 2024 بلغ نحو 50.1 طن، منها 26.1 طن من المشغولات الذهبية، و24 طناً من السبائك والعملات المعدنية.