تشهد تشييع نصر الله وصفي الدين.. ماذا نعرف عن مدينة كميل شمعون الرياضية؟

منذ 4 شهور
تشهد تشييع نصر الله وصفي الدين.. ماذا نعرف عن مدينة كميل شمعون الرياضية؟

يتجمع آلاف من مناصري حزب الله في شوارع بيروت منذ ساعات الصباح الأولى، استعداداً لحضور مراسم الحداد التاريخية التي يقيمها الحزب لأمينه العام الشهيد حسن نصر الله وأمينه العام هاشم صفي الدين. وكان من المفترض أن يتولى منصب الأمين العام لحزب الله، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يمنحه الوقت وقام باغتياله بعد أيام قليلة من اغتيال حسن نصر الله.

ودعا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنصاره إلى المشاركة في المراسم “بأعداد كبيرة”، قائلاً: “نريد أن نجعل من هذا التشييع تعبيراً عن الدعم والتأكيد على خطنا ونهجنا، ورؤوسنا مرفوعة”.

– التواجد الدولي

وأحصت اللجنة العليا لمراسم التشييع مشاركة نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مشاركات شعبية ورسمية، بما في ذلك شخصيات رفيعة المستوى من إيران ودول أخرى.

حماس: المشاركة وفاء لدماء الشهداء

دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى مشاركة جماهيرية واسعة في تشييع جثمان الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وقائده هاشم صفي الدين في العاصمة بيروت.

وأكدت الحركة في بيان رسمي أن هذه المشاركة جاءت وفاءً لدماء الشهداء، مؤكدة أنها ستواصل مقاومتها حتى تحقيق “النصر القريب وتحرير فلسطين وطرد الاحتلال”.

وأضافت أن التشييع يجسد وعد حركة المقاومة بمواصلة مسيرة الشهداء، مشيرة إلى أن هذه المسيرة “سطرت واحدة من أعظم الملاحم في تاريخ المنطقة، حيث انتصر الدم ودحر الاحتلال والمستكبرين”.

– نحن ملتزمون بالعهد. ما هي مراسم الوداع المقررة لنصرالله وصفي الدين؟

تسود أجواء من الحزن والأسى في المدينة الرياضية في بيروت. وتنتشر صور كبيرة للشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وتحيط بها الأعلام اللبنانية ولافتات حزب الله ترفرف في كل مكان. وفي ظل هذه الأجواء يتكرر شعار “نحن على العهد أوفياء” تجسيداً لالتزام الحزب العميق بمبادئه ونهجه، وتأكيداً على استمرار النهج الذي سار عليه نصر الله والذي لا يزال يمثل حجر الزاوية في حضور الحزب على المستويين المحلي والإقليمي.

وتقوم اللجنة العليا المشرفة على الاحتفالات بتجهيز المكان لاستيعاب الحشود الكبيرة المتوقعة. تم تركيب ست شاشات كبيرة في زوايا مختلفة من الملعب لضمان بث الحدث من جميع الجهات. وتقدر اللجنة أن المدينة الرياضية التي تتسع لـ80 ألف شخص، ستستقبل عشرات الآلاف من المعزين، موزعين على مختلف المساحات المتاحة.

وبحسب الاتفاقيات التنظيمية فإن الجانب الأيمن من المدرجات مخصص للرجال ويتسع لنحو 20 ألف شخص، في حين أن الجانب الأيسر مخصص للنساء ويتسع لنحو 30 ألف شخص. وفي حال امتلاء تلك المساحات، سيتم توجيه الحضور إلى مناطق إضافية، بما في ذلك مواقف السيارات التي من المتوقع أن تستوعب حوالي 30 ألف شخص إضافي.

سيبدأ برنامج الجنازة في الصباح الباكر ومن المتوقع أن تبدأ الحشود في الوصول في الساعة 9:30 صباحًا. ويتضمن الحدث مجموعة من الطقوس المعدة خصيصا لهذه المناسبة، من بينها قراءة جماعية للقرآن الكريم، يليها عزف النشيد الوطني اللبناني ومن ثم نشيد حزب الله. وعندما يحضر كل الحاضرين يتم وضع نعشي الشهيدين في آلية خاصة تسمح لهما بالتنقل عبر الملعب في أجواء من الترقب والوداع الكبير.

– تاريخ مدينة كميل شمعون. الألعاب الرياضية والسياسية

في قلب العاصمة اللبنانية بيروت تقع مدينة كميل شمعون الرياضية، وهي إحدى أكبر المنشآت الرياضية في البلاد. ولكنها لم تكن مجرد ساحة للألعاب والبطولات. وتحولت على مدى العقود إلى مسرح لأحداث سياسية كبرى تعكس تعقيد المشهد اللبناني والتغيرات الإقليمية.

تم افتتاح المدينة الرياضية عام 1957 في عهد الرئيس اللبناني الأسبق كميل شمعون، وتم تسميتها باسمه تخليداً لدوره في تطوير البنية التحتية الرياضية في البلاد.

وبقدرة استيعابية تزيد على 50 ألف متفرج، كان هذا الملعب هو الأكبر من نوعه في لبنان، وكان مصمماً لاستضافة الأحداث الرياضية الوطنية والدولية، بما في ذلك مباريات كرة القدم والبطولات الكبرى.

لكن موقع المدينة في جنوب بيروت، على مقربة من الضاحية الجنوبية حيث يتمتع حزب الله بدعم الأغلبية، جعلها نقطة اشتعال للأحداث السياسية على مر السنين، وخاصة في ظل تصاعد التوترات بين القوى اللبنانية المختلفة.

-الحرب الأهلية وتدمير المدينة

مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، تعرضت المدينة الرياضية لأضرار بالغة جراء القتال، وخاصة أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، عندما تم استخدامها كقاعدة عسكرية. ثم تحولت إلى أنقاض ورماد، مما جعلها غير صالحة للاستخدام لعقود من الزمن.

-إعادة الإعمار

وفي عام 1997 أعيد فتح المدينة بعد إعادة بنائها في عهد رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري بتمويل من الحكومة اللبنانية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

وكانت إعادة الإعمار جزءاً من مشروع أوسع لإعادة بناء بيروت بعد الحرب، لكن المدينة الرياضية لم تكن بمنأى عن التوترات السياسية.


شارك