وزير الري: تعاملنا مع ملف سد النهضة بضبط النفس.. وحياة 107 ملايين مصري مرتبطة بنهر النيل

منذ 2 شهور
وزير الري: تعاملنا مع ملف سد النهضة بضبط النفس.. وحياة 107 ملايين مصري مرتبطة بنهر النيل

مصر ترفض إدراج زيارة سد النهضة الإثيوبي ضمن احتفالات يوم النيل

إن الإدارة المستدامة لنهر النيل مسؤولية أساسية لاستقرار وازدهار منطقتنا.

ونحن نرحب بإطلاق عملية التشاور بشأن السبل للمضي قدمًا بطريقة توافقية. وتؤكد مصر عزمها على دعم هذه العملية.

ولضمان استمرارية مبادرة حوض النيل فإن الحفاظ على مبدأ التوافق أمر ضروري.

أعلن وزير الموارد المائية والري المصري د. وقال هاني سويلم إن مصر تعاملت دائما بضبط النفس في قضية سد النهضة، وأصرت على إبقاء الخلاف في إطار التسوية الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، وعدم امتدادها إلى كل دول حوض النيل.

وأكد السويلم أن هذا المشروع أقيم وأنجز وتم تشغيله بشكل أحادي، وهو ما يعد انتهاكا للقانون الدولي وخرقا جوهريا لإعلان المبادئ الموقع في العام 2015.

جاء ذلك خلال مشاركة السويلم في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء مبادرة حوض النيل بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس الجمعة، قبيل الاحتفال بـ”يوم النيل” الذي يوافق 22 فبراير من كل عام إحياء لذكرى تأسيس مبادرة حوض النيل. وحضر السويلم أيضا اجتماعا لوزراء المياه في جنوب السودان وإثيوبيا وكينيا وسفراء رواندا وبوروندي وتنزانيا وممثلي السودان والكونغو وأوغندا.

أبدى وزير الري اعتراض مصر على إدراج زيارة لمشروع سد النهضة الإثيوبي المثير للجدل ضمن برنامج احتفالات يوم النيل.

وأشار إلى أن إثيوبيا تستغل فرصة استضافة هذا الاجتماع الإقليمي لوضع هذه الزيارة على جدول الأعمال، وهو ما سيؤدي إلى إشراك دول حوض النيل في الصراع الدائر حول السد الإثيوبي. وقد يكون لهذا تأثير سلبي على وحدة الدول الأعضاء ويعرض التعاون الإقليمي للخطر.

وأكد أن الدولة المضيفة أمام خيارين: إما اتخاذ قرار حاسم للحفاظ على روح الوحدة وتجنيب الحوض التوترات غير الضرورية، أو مواصلة الزيارة، الأمر الذي يهدد بتقويض هدف هذا الاجتماع نفسه.

وأشار وزير الري أيضاً إلى التزام مصر الراسخ بالمبادئ التوجيهية لمبادرة حوض النيل، وأكد أن الحفاظ على مبدأ التوافق أمر ضروري لضمان استمرارية المبادرة وتحقيق المنافع المتبادلة لكافة الدول الأعضاء، مع تعزيز الاستقرار الإقليمي القائم على الحوار والاحترام المتبادل.

وأكد وزير الري أن حياة وثقافة ومستقبل 107 ملايين مصري ترتبط ارتباطا وثيقا بنهر النيل وإخوانهم في دول حوض النيل الذين يجمعهم تراث مشترك ومستقبل مشترك.

وأكد السويلم أن النيل ليس مجرد ممر مائي، بل هو شريان الحياة للدول المتشاطئة، فهو يدعم اقتصاداتها ويضمن أمنها الغذائي ويضمن رفاهية شعوبها.

وأكد أن الإدارة المستدامة لهذا المورد المشترك ليست ضرورة فحسب، بل هي مسؤولية حتمية من أجل الاستقرار والازدهار والأمن على المدى الطويل في منطقتنا بأكملها.

وأوضح الوزير أن مصر كانت دائما داعما قويا للتعاون الإقليمي، مشيرا إلى الدور المهم الذي لعبته مصر في إنشاء مبادرة حوض النيل عام 1999. وخلال العقد الأول من المبادرة، قدمت مصر مساهمات مالية وفنية وسياسية كبيرة لتعزيز دور البلاد كمنصة مهمة للحوار والتعاون بين دول حوض النيل.

وتابع: في عام 2010 اضطرت مصر إلى تعليق مشاركتها في الأنشطة الفنية للمبادرة بسبب تغيير جذري في آلية اتخاذ القرار، وتجاوز مبدأ التوافق الذي كان حجر الزاوية في عمل المبادرة، وفتح الباب أمام توقيع مسودة الاتفاق الإطاري غير المكتملة دون توافق كل الدول، مما أدى إلى تعميق الخلافات بين دول الحوض. وكان لذلك تأثير سلبي على التعاون الإقليمي وزاد من خطر التوترات بين الدول المجاورة للحوض.

وأشاد السويلم بقرار الاجتماع الوزاري الأخير بإطلاق عملية تشاورية تضم سبع دول من جوار السودان وهي “أوغندا وجنوب السودان ورواندا ومصر والسودان وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية”. ويتعلق الأمر بمناقشة سبل المضي قدمًا بطريقة توافقية. واعتبر هذه الخطوة تطورا إيجابيا نحو تكثيف الحوار وإيجاد أرضية مشتركة لاستعادة التوافق والتعاون على المستوى الإقليمي.

وأكد الوزير استعداد مصر الكامل لدعم عملية التشاور، معرباً عن أمله في أن تحقق التوافق بين الدول المعنية. وهذا من شأنه أن يمهد الطريق أمام مصر لاستئناف مشاركتها في الأنشطة الفنية للمبادرة مستقبلاً، فور التوصل إلى رؤية موحدة.


شارك