برد وعراء.. نازحو غزة يواجهون منخفضا جويا جديدا بخيام مهترئة

منذ 2 شهور
برد وعراء.. نازحو غزة يواجهون منخفضا جويا جديدا بخيام مهترئة

السماء ملبدة بالغيوم، والرياح تجلب البرد والمطر، بينما يعيش الناجون الفلسطينيون من حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة في العراء أو في خيام ممزقة لا تصمد أمام الرياح القوية.

في أعقاب الدمار الذي خلفته حرب الإبادة التي استمرت 16 شهراً، يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة حالة طوارئ إنسانية، والتي تتفاقم بسبب وصول نظام الضغط المنخفض الجديد الذي يهدد بترك أكثر من 1.5 مليون شخص بلا مأوى.

وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن نظام الضغط المنخفض يشكل تهديدًا جديدًا، حيث يواجه الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن الآن – كما في أنظمة الضغط المنخفض السابقة – المطر والبرد بشكل مباشر، دون مأوى ودون طعام لإشباع جوعهم.

ويحاول البعض العثور على مأوى باستخدام أغطية بلاستيكية أو بطانيات مهترئة، في حين يعاني المرضى من نقص الأدوية والتدفئة، مما يفاقم الوضع الصحي، خاصة بين الأطفال وكبار السن.

وفي الأسابيع الأخيرة، ضرب قطاع غزة منخفض شتوي شديد، ما أدى إلى هدم العديد من الخيام وغرق بعضها الآخر، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من عواقب حرب الإبادة.

حذر الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، في بيان، من تأثير منخفض جوي ماطر على قطاع غزة اعتباراً من الأربعاء وحتى الاثنين.

وقال: “ننصح مواطني غزة، وخاصة النازحين في المخيمات ومراكز الإيواء، بأخذ التدابير الأمنية والاحترازية في ظل وصول منخفض جوي ماطر متوقع وصوله يوم الأربعاء، وتشتد موجة البرد حتى الاثنين المقبل”.

ويشعر الفلسطينيون بقلق متزايد من احتمال انهيار هذه الملاجئ في ظل الرياح القوية والأمطار الغزيرة، مما يفاقم معاناتهم في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية.

وأفاد مراسل وكالة الأناضول أن المواطنين الذين دمرت منازلهم يعيشون في خيام بدائية ويعملون خلال النهار على تأمينها بالحجارة والخشب لمنعها من الانهيار.

ويواجه الفلسطينيون في قطاع غزة ظروفاً صعبة مع استمرار الحصار الإسرائيلي، ومنع دخول السلع الأساسية مثل الوقود والخيام والبيوت المتنقلة لحمايتهم من الأمطار والبرد.

ويؤدي نقص الوقود إلى تفاقم الأزمة، حيث لا تتمكن الأسر من تأمين التدفئة بسبب انخفاض درجات الحرارة ليلاً.

“الخيام تتطاير في الهواء، وهناك رياح قوية والوضع صعب للغاية على الناس. وقال المسن الفلسطيني أحمد مهنا للأناضول: “نحن نعيش في خيمة على الشاطئ، والرياح والأمطار تزيد من المعاناة التي سببتها الإبادة الجماعية”.

وأضافت الفلسطينية ولاء النجار، في تصريح للأناضول: “انتهت الحرب من حيث القصف والدمار، لكننا لا نزال في مواصي خانيونس، ومنطقتنا منطقة حدودية لا يسمح لأحد بدخولها”. لم يعد هناك قصف ولا دمار ولا شهداء ولكن على أرض الواقع حرب الجوع وحرب الخيام مستمرة.

وتابعت: “لا توجد بيوت للعودة إليها، ولا كرفانات (بيوت متنقلة)، ونرفض الهجرة”. لقد عانينا من المعاناة والجوع والآن يتم تهجيرنا وهذا أمر غير مقبول”.

وقالت بثينة النجار، التي تعيش في خيمة متداعية تفتقر لأبسط مقومات الحياة، لوكالة الأناضول، إنها تأمل في الحصول على منزل متنقل بدلا من الخيمة.

وأشارت إلى أنها بعد انتهاء الإبادة الجماعية أصبحت تعاني من نقص المياه وظروف معيشية صعبة بسبب عدم قدرتها على إيجاد سكن لنفسها.

وبحسب مكتب الإعلام الرسمي في قطاع غزة، أصبح نحو 1.5 مليون شخص بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، فيما يعاني جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من نقص الخدمات الأساسية والبنية التحتية.

وبحسب المكتب الإعلامي، فإن إسرائيل ترفض السماح بإدخال الإمدادات الإنسانية “الحيوية” مثل الخيام والبيوت المتنقلة إلى قطاع غزة، منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار. اكتب إلى عمرو محمد


شارك