الإيسيسكو تستضيف مؤتمرا علميا حول مكافحة أمراض المناطق الاستوائية المهملة بمقرها في الرباط

استضافت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) واللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي (كومستيك)، بالتعاون مع جامعة محمد الخامس بالرباط، المؤتمر الدولي للصحة حول “تحويل الصحة العالمية: مكافحة الأمراض المدارية المهملة”، يوم الاثنين 17 فبراير 2025. ويهدف المؤتمر، الذي يقام على مدى ثلاثة أيام بمقر منظمة الإيسيسكو، إلى إتاحة الفرصة للباحثين والمسؤولين وصناع القرار والعاملين في مجال الصحة والطلاب لمناقشة آليات المساعدة في مكافحة الأمراض الاستوائية المهملة وتعزيز فرص العلاج العادلة.
خلال الجلسة الافتتاحية تحدث د. وقال الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، إن هذا المؤتمر يعكس التزاما مشتركا بمعالجة أحد أكثر التحديات الصحية إلحاحا. على الرغم من التقدم الكبير في مجال البحوث الطبية، لا يزال أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الأمراض الاستوائية المهملة، وخاصة في المجتمعات الفقيرة. وأشار إلى أن تحقيق العدالة الصحية الشاملة يتطلب القضاء على هذه الأمراض، وأكد التزام الإيسيسكو بمواصلة مساهمتها في مكافحة الأمراض الاستوائية المهملة، مدركاً الحاجة الملحة إلى تعزيز النظم الصحية في دولها الأعضاء، وتعزيز التعاون الدولي، وتعبئة الخبرات العلمية لتحقيق هذا الهدف. وأكد أيضا أن القضاء على هذه الأمراض يتطلب التعاون المتعدد الأطراف والاستثمار الطويل الأمد. وهذا هو بالضبط الهدف من هذا المؤتمر، من خلال توفير التدريب العملي لخمسين مشاركًا وتزويد العاملين في مجال الصحة بالمهارات والخبرة اللازمة لتوزيع الأدوية في بلدانهم.
دكتور. من جانبه، أكد محمد إقبال شودري، المنسق العام للكومستيك، أن مكافحة الأمراض الاستوائية المهملة تتطلب اهتماما عاجلا من المجتمع الدولي، نظرا لنقص المعرفة حول هذه الأمراض، فضلا عن تركيبتها المعقدة، وتأثيراتها المعدية والعوامل العديدة التي تساهم في انتشارها. وأشاد بالبرامج ومبادرات الشراكة بين الكومستيك والإيسيسكو لما فيه خير الدول الأعضاء والإنسانية جمعاء.
دكتور. من جهتها، أكدت الدكتورة أمال ثيمو، نائبة العميد للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي بكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن المجتمع الدولي يجب أن يتقاسم المسؤولية من أجل ضمان عالم آمن وصحي يمكن للناس أن يعيشوا فيه في مجتمعات تكون فيها الصحة أولوية وحق للجميع.
وبعد الافتتاح، انطلقت الجلسة الأولى للمؤتمر تحت عنوان “القضاء على الأمراض الاستوائية المهملة: ضرورة صحية عالمية”. وأدار الندوة أنس الدكالي وزير الصحة المغربي الأسبق، وحضرها ممثلون وخبراء دوليون. تركز النقاش على تعريف الأمراض الاستوائية المهملة باعتبارها واحدة من أكبر المشاكل الصحية العالمية في المجتمعات الفقيرة والأضرار الاقتصادية المدمرة الناجمة عن إهمال رفع مستوى الوعي بهذه الأمراض. ويتطلب ذلك تضافر الجهود واستخدام التقنيات الحديثة، فضلاً عن زيادة التمويل المخصص للأبحاث العلمية الطبية للوقاية منها ومكافحة انتشارها بسبب الظروف الطبيعية والمناخية.
الجلسة الثانية أدارها د. كانت المحاضرة التي قدمتها الدكتورة رحيل قمر، رئيسة قسم العلوم والبيئة في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، بعنوان: “السيطرة على الأمراض المدارية المهملة: وجهات النظر الميدانية وأفضل الممارسات”. وناقش خبراء ومسؤولون دوليون بالتفصيل المقاربات الناجحة لمختلف البلدان في مكافحة انتشار الأمراض الاستوائية، خاصة المملكة المغربية باعتبارها نموذجا بارزا في مكافحة عدد من هذه الأمراض باستراتيجيات فعالة، وأبرزها داء الليشمانيات والجذام والتراخوما. كما سلط النقاش الضوء على أهمية تحسين التشخيص الأكثر دقة، وتطوير مهارات العاملين في مجال الرعاية الصحية، والاستثمار في قصص النجاح والتجارب المؤثرة باعتبارها المحركات الرئيسية للتغيير.
يذكر أنه بالتزامن مع المؤتمر، ستعقد دورات تدريبية حول مكافحة الأمراض المدارية المهملة لفائدة 50 مشاركا من الدول الأعضاء في الإيسيسكو، وذلك بمقر المنظمة وفي كلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس بالرباط.