في ذكرى تحويل القبلة.. 10 مشاهد ودروس مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى

في ذكرى قرار تغيير قبلة صلاة المسلمين من المسجد الأقصى المبارك إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أنه حدث يؤكد وسطية الأمة الإسلامية والعلاقة الوثيقة بين المسجد الحرام المبارك والمسجد الأقصى المبارك.
وحدد مركز الأزهر للفتوى في بيان أصدره مؤخرا عشرة مشاهد ودروس مهمة من هذه الحادثة المهمة، منها:
صلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة متجهاً إلى البيت الحرام، ووضع الكعبة بينه وبين البيت الحرام. لاستقبالهما معًا؛ “وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو بمكة، واستقبل بيت المقدس والكعبة بين يديه” [رواه أحمد]
عندما هاجر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون إلى المدينة كانت القدس قبلتهم حوالي سنة ونصف. “وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: “”صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً…”” [متفق عليه]”
صدر الأمر الإلهي لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام بمكة في النصف من شعبان في السنة الثانية من الهجرة على المذهب السائد، ونزلت قول الله تعالى: {فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام}. [البقرة: 144]
تغيير القبلة كان اختباراً من الله تعالى. وبه يعرف المؤمن الحقيقي المستسلم لله وشرعه، والمعاند الذي يعصي الله ورسوله. رحم الله روحه الطاهرة وأسكنه فسيح جناته. قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ مُسْتَوْجِهًا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ وَمَنْ انْقَلِبَ عَلَى عَقِبَيْهِ} وإنها لكبيرة إلا على الذين هداهم الله.] [البقرة: 143]
فكان جواب المؤمنين الحق والهدى والنور. فأسرعوا إلى تنفيذ الأمر وقالوا: سمعنا وأطعنا.
وأما المشركون فقد زادهم هذا الحدث العظيم عناداً، وقالوا: سيعود محمد إلى ديننا قريباً كما عاد إلى قبلتنا، فخيبت آمالهم، وذهبت مساعيهم سدى، وزادهم غضباً.
إن تغيير القبلة تأكيد على علو مكانة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ربه. وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يتوجه إلى البيت الحرام في صلاته، وكانت نفسه تتوق إلى أن تحتل أشرف مكان في الدنيا. عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب استقبال الكعبة، فأنزل الله: {لقد رأيناك متوجهاً بوجهك إلى السماء} [البقرة: 144]، فاستقبل الكعبة. [رواه البخاري]
لقد أكد تغيير القبلة العلاقة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهي العلاقة التي تشهد على قوتها وشرفها أدلة كثيرة؛ كما قال أبو ذر لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يا رسول الله، أي مسجد وضع أولًا؟” قال: “المسجد الحرام”، قلت: فأي مسجد؟ قال: «ثم المسجد الأقصى»، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون، ثم قال: «حيث أدركتك الصلاة فصل، فإن الأرض لك مسجد». [رواه البخاري]
على المستوى الاجتماعي: تظهر هذه القضية تكافل المسلمين ووحدتهم وأنهم كالجسد الواحد في خضوعهم لوحي الله تعالى وشرعه وتراحمهم على بعضهم البعض، في حين خاف بعضهم على إخوانهم الذين ماتوا ولم يتمكنوا من الوصول إلى الصلاة في المسجد الحرام. فأنزل الله تعالى قوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}. {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 143]
إن تغيير جهة الصلاة يوضح أن الهدف النهائي هو العبادة والخضوع لله تعالى، حتى وإن اختلفت جهة الصلاة. الشرق والغرب لله. يقول الله تعالى: ولله المشرق والمغرب. أينما توجهت، فهناك وجه الله. إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 115]
إن تحويل القبلة كان فيه تعظيم وتكريم للأمة الإسلامية بالوسطية والنجاح نحو قبلة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام. لكسب مكانة الشاهد أمام جميع الأمم؛ قال الله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} [البقرة: 143].
اقرأ أيضا:
هل يجب صيام كل ليلة في رمضان؟ ويحدد أمين الفتوى الرأي الشرعي
لقد تزوجت مرتين. ما نوع الزوج الذي سأحظى به في الجنة؟ امرأة تسأل وعضو هيئة الفتوى بالأزهر يجيب