خمس اتجاهات تكنولوجية تؤثر على قطاع النقل واللوجستيات

التقدم التكنولوجي في مجال النقل واللوجستيات ساهم في تحسين جودة الخدمات التي تقدمها الشركات. حيث أن الأعمال العالمية والتجارة الدولية تعتمدان بشكل كبير على خدمات النقل لضمان تدفق السلع بين مختلف أنحاء الاقتصاد. وجميع المنتجات التي نستخدمها في حياتنا اليومية، سواء كانت ملابس أو أجهزة إلكترونية تأتي إلينا من مواقع متعددة حول العالم.

فيما يلي أبرز الاتجاهات في قطاع النقل واللوجستيات والذي تتسم بالتنافس الشديد:

الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة

لقد أظهر الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة فعاليتهما بالفعل في مجال اللوجستيات. فمع تدفق كميات هائلة من البيانات من سلسلة التوريد (Supply Chain)، تتحدد وتتمحور قدرات هاتين التقنيتين حول استخدام وتحليل هذه البيانات، وكشف الاتجاهات، وتتبع كل جزء في سلسلة التوريد. ويمكن لشركات اللوجستيات من خلال هذه التقنيات تحقيق تغيير جوهري في عملياتها.

على سبيل المثال، سيقلل استخدام الذكاء الاصطناعي في تخطيط سلسلة التوريد واتخاذ القرارات من تدخل الإنسان وسيقضي على الأخطاء التي يمكن أن تحدث بسبب الإنسان. وفي مثل هذه الحالات، يجب على الشركات أن تولي اهتمامًا خاصًا لعملية تسمية البيانات بدقة، حيث ستساعد هذه العملية في منح البيانات السياق اللازم.

الرؤية الحاسوبية

الرؤية الحاسوبية (Computer Vision) هو مجال علمي يعتمد على مجموعة متنوعة من التقنيات التي تمكن أجهزة الكمبيوتر من رؤية وتمييز مقاطع الفيديو والصور. من خلال استخدام هذا المفهوم، يمكن تصنيف الأضرار بفعالية. وبالتالي، سيُسهم هذا في التخلص من الحاجة إلى موافقات متعددة من جهات مختلفة، مما سيوفر الوقت ويجعل عملية التسليم أكثر سرعةً وسهولةً.

في مجال أتمتة المستودعات (Warehouse Automation)، ستكون هذه الأداة مفيدة في حل وتنفيذ العديد من المهام. على سبيل المثال، يمكن أن تتولى تقنية رؤية الحاسوب عمليات قراءة الباركود ومراقبة منطقة المستودع وتتبع العاملين. بالإضافة إلى ذلك، ستضمن هذه التقنية منع السرقة والكشف عن انتهاكات قواعد السلامة. وأخيرًا، بفضل تقنية التعرف على الوجوه، يمكن للتقنية أيضًا التعرف على هوية الأشخاص الذين يدخلون ويغادرون من منطقة المستودع.

البلوك تشين

بالرغم من ارتباط تقنية بلوك تشين بشكل رئيسي بالعملات المشفرة، إلا أن قوتها تتجاوز ذلك بكثير. فهذا الدفتر اللامركزي الرقمي يمتلك إمكانية تعزيز الشفافية بالنسبة للعملاء، حيث يتيح لهم تتبع مسار المنتج بأكمله قبل وصوله إليهم. وبعضهم قد يستخدم أيضًا “خريطة حركة العملات المشفرة” لمتابعة أي تحديثات.

ستزيد بلوك تشين من شفافية عمليات المراجعة ويعزز الأمان من خلال الكشف السريع عن محاولات الاحتيال. وقد يلعب أيضًا دورًا مهمًا في زيادة مستوى الثقة وتمكين العقود الذكية، وجعل الدفعات الرقمية أكثر أمانًا.

أنظمة إدارة النقل (TMS)

تزداد شهرة تطبيقات أنظمة إدارة النقل (TMS) في شركات سلسلة التوريد واللوجستيات. وهذا أمر مفهوم: إذ أن جميع التقنيات المذكورة أعلاه تحتاج إلى تنظيم وإدارة من مركز مشترك.

تُستخدم أنظمة إدارة النقل لتحسين المسارات وإدارة شركات النقل وتحويل الوثائق المستندية إلى نسخها الرقمية. سيساعد ذلك على خفض تكاليف الشحن، وتتبع التسليمات في الوقت الفعلي، وزيادة مستوى الشفافية، وتحسين خدمة العملاء. ببساطة، يهدف إلى جعل كل العناصر المنفصلة تعمل كجزء من نظام واحد.

وسائل النقل العام الذكية

نظام نقل عام ممتاز يمكن أن يكون حلًا شاملًا يقدم تخفيضًا في أسعار الوقود وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري. مقدمو التكنولوجيا يستهدفون حاليًا حلول التنقل المتكاملة. مع هذا النظام، سيتم العناية بالنظام من خلال حلاً متكامل يعتمد على المحطات لتحقيق التنقل المثلى.

في صناعة النقل واللوجستيات، تشمل اتجاهات التكنولوجيا إنشاء منصة تُستخدم لتوفير حلاً متكاملاً للتنقل يغطي كل جوانب الرحلة، بدءًا من البحث عن الرحلة واختيار وسيلة النقل والتحقق من الجدول الزمني وإجراء الحجوزات وتحديد الطريق والدفع.

خلاصة الأمر

تمر صناعة النقل واللوجستيات بتحول رقمي. السرعة والجودة والتكامل هما المطالب الرئيسية التي يبحث عنها العملاء والموردين وجميع الأطراف الأخرى في سلسلة القيمة.

الشركات في قطاع النقل واللوجستيات التي تتبنى التغييرات الرقمية تمتلك فرصة للاستفادة من هذا الاتجاه، بغض النظر عن موقع تحولها: سواء في تحسين الأتمتة في المستودعات، أو تحسين اللوجستيات في سلسلة التوريد، أو في أي من المجالات الأخرى.

في النهاية، هناك دائمًا فرصة لتحقيق النجاح والوصول للقمة. في مجال اللوجستيات، ستكون هذه الفرصة متاحة للشركات التقليدية التي تتجاوز مخاوفها وتتبنى عمليات التحول الرقمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى