معرض سيتي سكيب مصر 2025 ينطلق اليوم وسط تحديات عقارية من التسعير إلى التمويل

منذ 2 ساعات
معرض سيتي سكيب مصر 2025 ينطلق اليوم وسط تحديات عقارية من التسعير إلى التمويل

تنطلق اليوم فعاليات النسخة الرابعة عشرة من معرض سيتي سكيب مصر 2025 برعاية حكومية. ويشارك في المعرض نحو 80 مطورًا عقاريًا محليًا ودوليًا، يعرضون أكثر من 1000 مشروع من القطاعات السكنية والسياحية والحكومية والتجارية، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع العقارات المصري.

يشهد سوق العقارات المصري حاليًا ما يُسمى بـ”تصحيح المسار”. فبعد طفرتين في السنوات السابقة، شهدت المبيعات في منطقة القاهرة الكبرى انخفاضًا ملحوظًا. في الوقت نفسه، تتزايد الدعوات لتشديد اللوائح للحفاظ على استمرار النمو واستعادة ثقة المستثمرين والعملاء.

التسعير هو محور النقاش. تتفاوت أسعار الوحدات العقارية تفاوتًا كبيرًا من مشروع لآخر، بل وتتفاوت أحيانًا بين مطور وآخر داخل المنطقة نفسها. وقد دعا رئيس الوزراء مؤخرًا إلى اعتماد آليات تسعير شفافة، لا سيما في ظل استقرار سعر صرف الدولار ووضوح التوقعات الاقتصادية، لمنع المزيد من التقلبات السوقية غير المبررة.

على مدى العامين الماضيين، شهد السوق فروقًا كبيرة في الأسعار بين المشاريع المختلفة، حتى داخل نفس المنطقة، مما تسبب في حدوث ارتباك بين العملاء.

ويرجع المطورون عدم المساواة إلى ارتفاع أسعار الأراضي، حيث لا يوجد مؤشر رسمي يحدد قيمة الأرض وفق معايير موضوعية.

يجب على المطورين توقع زيادات كبيرة في أسعار الأراضي، إذ لا توجد مؤشرات رسمية تحدد أسعار الأراضي بناءً على معايير موضوعية. وهذا يؤثر بشكل مباشر على أسعار الوحدات. يُضاف إلى ذلك مشاكل تتعلق بتكاليف التمويل المصرفي وارتفاع أسعار الفائدة، والتي تُمثل حاليًا، وفقًا لبعض المطورين، ما يقرب من نصف سعر الوحدة.

لتحفيز الطلب، تلجأ الشركات إلى خطط سداد طويلة الأجل بآجال تصل إلى 13 أو 14 عامًا. إلا أن هذه الآجال الطويلة تؤدي إلى ارتفاع الأسعار النهائية للعملاء. يرى الخبراء أن الحل يكمن في العودة إلى فترات سداد أقصر، تتراوح بين خمس وست سنوات كحد أقصى، وإدخال تمويل الرهن العقاري بأسعار فائدة معقولة.

علاوةً على ذلك، يشهد سوق إعادة البيع ركودًا، مما يُصعّب على المستثمرين الذين اشتروا وحداتٍ لإعادة بيعها تصفية ممتلكاتهم دون تكبّد خسائر. وينعكس ذلك في إلغاء العقود من قِبَل العملاء الذين لا يستطيعون تحمّل العبء أو استرداد استثماراتهم في سوق ثانوية راكدة.

وفي ظل هذه الظروف، يطالب المطورون بشكل متزايد بتدابير تشريعية وتنظيمية لضبط آليات التسعير والتطوير، فضلاً عن القوانين التي تضمن تمويل العقارات بسعر فائدة معقول وشروط سداد معقولة.

المطالبة بإنشاء مؤشر رسمي لتحديد أسعار الأراضي ووضع ضوابط لتمويل الوحدات العقارية تضمن حقوق جميع الأطراف.

قال طارق شكري، رئيس غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات المصرية، إن الغرفة تجهز مقترحا لوزارة الإسكان لإنشاء وحدة متخصصة لتنظيم السوق، ولها صلاحيات حماية السوق والمشترين.

وأوضح شكري أن سوق العقارات يشهد نمواً غير مسبوق، حيث ارتفع عدد الشركات الأعضاء في الغرفة من 72 شركة تطوير في العام 2015 إلى 15 ألف شركة اليوم.

يُتابع: أصبح تنظيم أنشطة التسويق العقاري أمرًا ضروريًا لحماية السوق، ويشمل ذلك ضبط العمولات والتراخيص لمزاولة هذا النشاط، وتوفير دورات تدريبية وتأهيلية قبل مزاولة هذا النشاط، وتصنيف المسوقين إلى فئات متعددة.

يُتيح المعرض فرصةً لعرض المشاريع الحالية والمستقبلية، وبناء جسور التواصل بين المطورين والحكومة لمناقشة تنظيم القطاع، دون أن يفقد دوره كمنصة ترويجية وتسويقية. ويتجلى هذا بوضوح في الدورة الرابعة عشرة من المعرض، التي تشهد لأول مرة مشاركة العديد من المطورين الدوليين في جناح دولي. ويعكس هذا جهود مصر لتعزيز مكانتها كوجهة إقليمية ودولية للاستثمار العقاري.

رغم التحديات غير المسبوقة التي تواجه سوق العقارات المصري، تشير المؤشرات إلى استقرار نسبي للسوق في النصف الأول من عام 2025. ووفقاً لتقرير صادر عن شركة ذا بورد للاستشارات، قفزت إيرادات أكبر عشر شركات تطوير عقاري في السوق المصري إلى ما يقرب من 651 مليار جنيه مصري، مقارنة بـ 442 مليار جنيه مصري في الفترة نفسها من العام الماضي، محققة نمواً بنحو 47%.

واحتلت مجموعة طلعت مصطفى المركز الأول بإيرادات بلغت 211 مليار جنيه، تلتها بالم هيلز في المركز الثاني بإيرادات بلغت 162 مليار جنيه، ثم إعمار العقارية في المركز الثالث بإيرادات بلغت 78 مليار جنيه.

تعكس مؤشرات الطلب اتجاهًا إيجابيًا. فقد ارتفع مؤشر عقارماب بنحو 4% على أساس شهري في يوليو 2025، ليصل إلى 6,401 نقطة، بعد ارتفاعه بنسبة 4.29% في أبريل مقارنةً بمارس. وتشير هذه الأرقام إلى استمرار الطلب الاستهلاكي رغم التحديات الاقتصادية.

تشمل فرص النمو طلبًا قويًا في مناطق جديدة مثل العاصمة الإدارية، والمشاريع الحضرية الساحلية، والمنتجعات، بالإضافة إلى رغبة المطورين في طرح وحدات أصغر بخطط سداد مرنة لجذب شريحة أوسع من المشترين. كما يعود اهتمام المستثمرين الأجانب تدريجيًا، في ظل الاستقرار النسبي للسياسات الضريبية والتغييرات في قوانين ملكية العقارات.


شارك