منة فضالي لـ«الشروق»: مسلسل أزمة ثقة قلب موازين مسيرتي.. والجمهور شاهدني بشكل لم يره من قبل

منذ 2 ساعات
منة فضالي لـ«الشروق»: مسلسل أزمة ثقة قلب موازين مسيرتي.. والجمهور شاهدني بشكل لم يره من قبل

يتناول المسلسل موضوع الجشع من منظور إنساني ويترك للمشاهد اكتشاف الرسالة بنفسه.

 

تواصل الفنانة منى فضالي تحقيق أحلامها من خلال تجسيد شخصيات وأدوار مختلفة، لتثبت قدرتها الحقيقية على التميز والمنافسة بين أقرانها، خاصة في عالم الدراما.

في مسلسلها الجديد “أزمة ثقة”، تنطلق في رحلة جديدة تُمثل نقطة تحول مهمة في مسيرتها الفنية. تُجسّد شخصية “إيمان” بأسلوب بسيط وعميق، مختلف تمامًا عن أي عمل قدمته سابقًا. وحسب قولها، فقد لفت هذا الأسلوب انتباه الجمهور وأثار إعجابهم منذ عرض الحلقات الأولى.

تم عرض المسلسل بوتيرة سريعة، واقتصر عرضه على 15 حلقة فقط، وذلك لتلبية أذواق مشاهدي اليوم الذين يبحثون عن قصص متماسكة وأحداث مثيرة.

في هذه المقابلة، تشارك منى فضالي الشروق تجاربها في كواليس المسلسل، والرسالة التي ينقلها للمشاهدين، وأصعب المشاهد، وكيف واجهت ردود فعل الجمهور تجاه الشخصية التي جسدتها. كما تناقش رؤيتها لمستقبل الدراما القصيرة وقدوتها الفنية.

> أولاً: ما الذي جذبك إلى مسلسل “أزمة الثقة”؟

بصراحة، عندما قرأتُ النص لأول مرة، انبهرتُ تمامًا بكل تفاصيله. منذ البداية، شعرتُ أنه ليس عملًا تقليديًا، بل نصٌّ مستقلٌّ بإيقاع سريع وأحداث مترابطة. لن يشعر الجمهور بالملل أبدًا، فكل شخصية في المسلسل لها تفاصيلها الخاصة. هذا مهمٌّ لي كممثلة، لأن توازي الحبكات يُضفي مصداقيةً على الأحداث ويتيح لي فرصة التنقل بين شخصياتٍ مُبتكرةٍ بعناية. كما أعجبني تناول المسلسل لموضوع الجشع، ففي المجتمع المصري، نرى أمثلةً على الجشع للمال أو السلطة يوميًا. لاحظتُ أن المسلسل يتناول هذا الموضوع من منظورٍ إنساني، يضع المشاهد أمام نفسه ويسأله: “هل يُمكنني أن أكرر نفس الأخطاء؟”. هذا النوع من الدراما يُبهرني لأنه يُلامس حياتنا اليومية. علاوةً على ذلك، جعلتني فكرة الـ 15 حلقة أشعر أنني أُقدم عملًا مُركّزًا دون مبالغات أو تكرار، وهو أمرٌ يُطمئن أي ممثل.

كيف رأيت ردود فعل الجمهور تجاه العمل وشخصيتك “إيمان”؟

 

لحسن الحظ، كانت ردود الفعل إيجابية للغاية، وهو ما فاجأني. الجمهور مسرور جدًا بالمسلسل وبالشخصية التي أؤديها. منذ اللحظة الأولى، كتبوا تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي حول مظهر إيمان المختلف. حتى ملابسي ومكياجي وأسلوب حياتي لفت انتباههم. الجميل أن الجمهور لاحظ أن الدور جديد ولم أقم به من قبل، وهذا بحد ذاته فوز لأي ممثل يبحث عن التغيير. في السنوات الأخيرة، لعبتُ شخصيات شعبية وكوميدية، لكنني هنا في مكان أكثر هدوءًا وواقعية – امرأة تعيش أزمة داخلية وخارجية. كانت التعليقات التي تلقيتها مشجعة للغاية؛ بعضها كان تحليلًا للشخصية، كما لو أن المشاهدين يقرأون النص معنا، وهذا دليل على تفاعلهم الحقيقي.

> ما هو الشيء الأكثر إرهاقًا بالنسبة لك بشأن هذه الشخصية؟

يتطلب دور “إيمان” جهدًا ذهنيًا كبيرًا. كان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو الحفاظ على ثباتي العاطفي في معظم المشاهد. تمر الشخصية بأزمات حادة لكنها تبدو هادئة ظاهريًا، وهذا أصعب من أداء البكاء أو الصراخ. قبل كل مشهد مهم، كنت أجلس في ركن هادئ، أتنفس بعمق، وأحاول تذكر كل التفاصيل التي مرت بها “إيمان” ليبدو أداؤها طبيعيًا. حتى أنني تدربت على مشيتي وحركات يدي لأتميز عن جميع الأدوار الأخرى التي لعبتها. تدربت على التحكم في نبرة صوتي وطريقة كلامي لإظهار قوتي المكبوتة. كان كل هذا مرهقًا، لكنه ممتع للغاية لأنني تعلمت تقنيات جديدة.

ذكرتَ أن السيناريو انجذب إليك. هل كان هذا هو السبب الرئيسي لقبولك الدور؟

نعم، النص هو الأساس. عندما قرأته، أسرتني جميع تفاصيله. إنه عمل سريع الإيقاع ومتماسك، ولكل شخصية لمستها المميزة. الجميل فيه هو عدم عرض المشاكل مباشرةً، بل إتاحة المجال للجمهور لاكتشاف الرسائل بأنفسهم. أعجبني أيضًا أن النص منح كل بطل مساحةً لتطوير إمكاناته الفنية بالكامل. بالنسبة لي كممثلة، النص الجيد هو نصف المعركة. عندما أجد نصًا مكتوبًا بعناية، أشعر بالاطمئنان أن عملي سيكون محترمًا، وهذا بالضبط ما حدث مع “أزمة ثقة”.

ما هو المشهد الأصعب الذي قمت بتصويره في فيلم “أزمة ثقة”؟

 

كان أصعب مشهد هو مواجهة هاني عادل عندما ضربني بقلم. في تلك اللحظة، كنت متوترًا وخائفًا للغاية لأن المشهد كان عاطفيًا ومليئًا بالتوتر. تدربنا طويلًا لضبط الإيقاع والكاميرا والمؤثرات الصوتية. في الواقع، لم يلمس هاني وجهي إطلاقًا. إنه محترف للغاية ويحترم زملائه. مع ذلك، جعلت الكاميرا الصفعة تبدو حقيقية. سررتُ جدًا لأن الناس صدقوني بشأن المشهد، لأنه كان دليلًا على أننا عملنا بشكل صحيح. بعد ذلك، تلقيتُ رسائل من الجمهور يسألونني إن كان القلم حقيقيًا أم لا. كان هذا مسليًا للغاية لأنه أكد أن المشهد نقل مشاعرهم للجمهور.

ما هي الرسالة التي يوجهها مسلسل «أزمة ثقة» للجمهور؟

 

ينقل المسلسل رسائل عديدة، أهمها تجنب الثقة المفرطة، حتى مع أقرب الناس إلينا. نعيش في زمنٍ عصيب، مليء بالإغراءات والخداع. يجب على العائلات أن تتكاتف لتسير الحياة على خير، وهذا واضح في مشاهد المسلسل الدرامية المتنوعة. كما يناقش المسلسل التعامل مع الخداع والخداع في الحياة اليومية، ويعرض أمثلة متنوعة لأشخاصٍ مدفوعين بالجشع، فخسروا كل شيء.


شارك