مصدر دبلوماسي بالإليزيه: الاعتراف بفلسطين رسالة واضحة بأن عمليات إسرائيل العسكرية لن تلغي حل الدولتين

وكان ماكرون من أوائل الزعماء الغربيين منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذين دعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية. وتقود فرنسا والمملكة العربية السعودية مبادرة دولية مشتركة تحت رعاية الأمم المتحدة لوضع خارطة طريق لحل الدولتين. وينص إعلان نيويورك على جدول زمني وخطوات لا رجعة فيها، بدءا بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. ووعد محمود عباس بإجراء إصلاحات عميقة للسلطة الفلسطينية وإجراء انتخابات في عام 2026 كخطوة نحو الاعتراف المتبادل. نؤكد تضامننا مع قطر ودول الخليج. لا ينبغي استهداف أي دولة، ويجب احترام سيادة جيران إسرائيل.
أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في قصر الإليزيه أن الاعتراف بدولة فلسطين يُعدّ إشارة واضحة إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لن تُقوّض حل الدولتين. وأضاف المصدر أن إعلان نيويورك تضمن جدولاً زمنياً وخطوات لا رجعة فيها، تبدأ بوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد تيلرسون تضامن فرنسا مع قطر ودول الخليج في أعقاب القصف الإسرائيلي للدوحة، معربا عن اعتقاده بأنه لا ينبغي مهاجمة أي دولة ويجب احترام سيادة جيران إسرائيل.
أفاد المصدر لصحيفة الشروق أن فرنسا والسعودية تقودان مبادرة دولية مشتركة برعاية الأمم المتحدة لوضع خارطة طريق لحل الدولتين. وأوضح أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعد بإصلاحات شاملة للسلطة الفلسطينية وإجراء انتخابات عام ٢٠٢٦ كخطوة نحو الاعتراف المتبادل.
وأشار المصدر إلى أن موقف فرنسا ظل ثابتا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، موضحا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان من أوائل القادة الغربيين الذين دعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وأضاف المصدر أن موقف فرنسا الداعم للقضية الفلسطينية يشمل أيضًا التعاون مع المملكة العربية السعودية في مبادرة لبناء دعم واسع لحل الدولتين. وتشمل هذه المبادرة تنظيم “مؤتمر دولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين” برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، وبمشاركة دولية واسعة.
وأوضح المصدر الدبلوماسي الفرنسي أن هذه المبادرة جاءت نتيجة الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس ماكرون إلى السعودية، مشيرا إلى أن فرنسا تعمل مع السعودية لدراسة نوع المبادرة التي يمكن أن يتخذاها معا لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء الحرب، وإيجاد حل سياسي للأزمة يؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة دولتين ويجلب السلام والأمن لجميع شعوب المنطقة.
وتابع مصدر قصر الإليزيه: “أؤكد على عبارة “كل شعوب المنطقة” لأن هدفنا النهائي هو إقامة دولة واستئناف الديناميكية الإقليمية التي بدأت باتفاقيات إبراهيم”.
وأشار المصدر إلى أن “فرنسا اتخذت في ديسمبر/كانون الأول 2024، بالاشتراك مع ولي العهد السعودي (الأمير محمد بن سلمان)، قراراً تم التعبير عنه في البيان المشترك في ختام الزيارة الرسمية للرئيس، والذي قررنا فيه إطلاق مبادرة لتطبيق حل الدولتين”.
وأفاد المصدر الدبلوماسي الفرنسي بأنه “بعد الزيارة الرسمية، حصلنا على تفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة لفرنسا والمملكة العربية السعودية لرئاسة مشتركة للمبادرة بهدف وضع خارطة طريق للسلام والاستقرار في المنطقة على أساس حل الدولتين”.
وأضاف المصدر أن سبب التحرك الفرنسي هو أننا، مثلنا مثل المملكة العربية السعودية، مقتنعون بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد القابل للتطبيق والذي يمكن أن يحقق السلام والاستقرار والأمن للشعوب، والذي يلبي التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته، والتطلعات المشروعة لإسرائيل في الأمن.
وأوضح المصدر: “في ضوء الكارثة الإنسانية الرهيبة في غزة، بما في ذلك الخسائر البشرية الهائلة في صفوف المدنيين، والنزوح الجماعي، وأزمة الجوع التي تعلمونها، فإن الأولوية الأكثر إلحاحاً كانت بالطبع دعم وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب، والتي نعتقد أنها لا يمكن أن تستمر إلا على أساس أفق سياسي يقوم على حل الدولتين”.
وتابع: “على هذا الأساس، تفاوضنا مع السعودية على بيان واضح للغاية، كان من المقرر تقديمه للمجتمع الدولي في 18 يونيو/حزيران. وكما تعلمون، كنا نخطط لعقد المؤتمر في 18 يونيو/حزيران، لكن الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران أوقفت هذه العملية وأجبرتنا جميعًا على تأجيل هذه الخطوة”.
وأشار مصدر في قصر الإليزيه إلى أنه “ومع ذلك، ومن أجل عدم فقدان الزخم، عقدنا مؤتمرا وزاريا في يوليو/تموز لتقديم هذه الوثيقة إلى المجتمع الدولي، بمشاركة أكثر من 20 دولة”.
وأشار المصدر الفرنسي إلى أن هذه الوثيقة المعروفة بـ”إعلان نيويورك” والتي أنصحكم بقراءتها بعناية، تحدد مسار السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتحدد جدولا زمنيا وخطوات لا رجعة فيها نحو حل الدولتين، بدءا بوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأوضح أن الخطوة الثانية هي خطة “اليوم التالي”. وتستند هذه الخطة إلى تشكيل بعثة استقرار في قطاع غزة بناءً على طلب السلطة الفلسطينية وتفويض من مجلس الأمن الدولي. وهذا من شأنه أن يمنح البعثة الشرعية اللازمة لدعم عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة والمساهمة في استقرار الوضع.
وتابع: “نعتقد أن هذه هي الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى حل فوري في قطاع غزة، وعلى المدى الطويل، تمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة”.
قال المصدر الفرنسي: “خلال هذه الفترة من الاستقرار، أكدنا بوضوح أن حماس لا ينبغي أن تلعب دورًا في هذا، وهذا أمرٌ مهمٌّ”. وأوضح: “بدعم من جميع الدول العربية، وقادة منظمة التعاون الإسلامي، وقادة جامعة الدول العربية، نقترح دعم السلطة الفلسطينية في جميع الأراضي الفلسطينية”.
وأعرب عن اعتقاده بأن هذا يتطلب أيضاً إصلاح السلطة الفلسطينية لكي تصبح بديلاً شرعياً وموثوقاً به لكل الجماعات المتطرفة التي تحاول ترسيخ وجودها في الأراضي الفلسطينية.
وتابع: “كما تعلمون، في التاسع من يونيو/حزيران، وجّه الرئيس محمود عباس رسالةً إلى الرئيس ماكرون والأمير محمد بن سلمان، مُلتزمًا فيها بإصلاحٍ جذريٍّ للسلطة الفلسطينية، وتنظيم انتخاباتٍ رئاسيةٍ وبرلمانيةٍ في عام ٢٠٢٦، وإصلاح جوانبَ أساسيةٍ أخرى للسلطة. ومن شأن ذلك أن يُفضي لاحقًا إلى إقامة دولةٍ فلسطينيةٍ والاعترافِ المتبادلِ مع إسرائيل ودولِ المنطقةِ الأخرى.
في هذا السياق، ناقشنا مسألة الاعتراف. وكما تعلمون، فقد التزم الرئيس ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين في رسالة إلى الرئيس عباس بتاريخ 24 يوليو/تموز. وقد أثار هذا الأمر حراكًا واسعًا؛ فمنذ إرسال تلك الرسالة، انضمت أستراليا وكندا وبلجيكا والبرتغال ومالطا ودول أخرى إلى هذه المبادرة. ويُعد هذا الحراك الأكبر منذ فترة طويلة، إذ إنها المرة الأولى التي تصوت فيها دول أعضاء في مجلس الأمن ودول مجموعة السبع لصالح الاعتراف بدولة فلسطين.
وأوضح المصدر أن “الرئيس سيعلن ذلك في 22 سبتمبر/أيلول الجاري خلال كلمته الافتتاحية في القمة مع ولي العهد السعودي”، مضيفا “نعلم أن دولا أخرى ستتخذ الخطوة نفسها، بما في ذلك كندا، كما ذكرت”.
وأضاف: “نعتقد أن هذا سيخلق ضغطًا دوليًا ويؤكد أن حل الدولتين لا يمكن تقويضه من خلال استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض. إنها رسالة واضحة من المجتمع الدولي بأننا ملتزمون بدعم هذا الحل عمليًا”.
أشار المصدر الفرنسي إلى أن فرنسا اعتمدت إعلان نيويورك في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، والذي حظي بدعم دولي واسع لمبادرتنا المشتركة مع المملكة العربية السعودية. وأوضح أن هذا التصويت كان غير مسبوق، حيث أيدت 142 دولة النهج الذي اقترحناه، بما في ذلك 102 دولة، بما في ذلك جميع دول الاتحاد الأوروبي تقريبًا، وجميع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، وجميع أعضاء جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى روسيا والصين، اللتين دعمتا تنفيذ هذا الحل.
وتابع: “نعلم أن الأهم الآن هو إيجاد حل عاجل للوضع في غزة”، مضيفًا: “ندرك تمامًا أن ما نقترحه هو خطة طويلة الأمد. ومع ذلك، فإن السبب في ذلك هو ضرورة إشراك جميع الشركاء الإقليميين والدوليين في دعم هذه العملية”.
وبحسب المصدر الفرنسي، فإن أحداً منهم لا يريد دعم حل أمني آخر، مثل الذي نراه للأسف على الأرض، لأنه غير مستدام، ولا يحترم كرامة الشعب الفلسطيني، ولا يخدم مصالح إسرائيل.
أوضح المصدر الدبلوماسي: “ما نشهده على الأرض اليوم هو تصعيد مستمر، ونعتقد أنه لن يؤدي إلا إلى حرب دائمة في المنطقة، ضد إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء”. وأضاف: “نؤكد للسلطات الإسرائيلية باستمرار أن هذا لا يصب في مصلحة المجتمع الإسرائيلي ولا في مصلحة المنطقة بأسرها. وهذه هي الرسالة نفسها التي نوجهها اليوم إلى الولايات المتحدة، وكذلك إلى شركائنا الإقليميين والأوروبيين”.
وتابع: “لعلّكم لاحظتم أنه عقب قمة منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية التي عُقدت أمس، عقدنا مؤتمرًا عبر الفيديو مع قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا وقطر والأردن ومصر. وإذ لمسنا القلق المتزايد في المنطقة عقب الهجوم على قطر، جددنا تضامننا مع قطر وجميع دول الخليج”.
وشدد على أنه “لا ينبغي مهاجمة أي دولة، ويجب احترام سيادة جيران إسرائيل”، مضيفًا: “لقد نجحنا في استصدار إدانة واضحة في مجلس الأمن، لكننا بحاجة إلى تعبئة جماعية واضحة بنفس القدر. نأمل أن يُبرز مؤتمر 22 سبتمبر هذه التعبئة الدولية، مما من شأنه أن يُغير الوضع ويُقنع الولايات المتحدة بالحاجة المُلحة لإنهاء هذه الحرب”.