مدبولى: قمة شنجهاي تأتي في ظرف دولي دقيق يشهد تهديدا لمصداقية النظام الدولي متعدد الأطراف

منذ 2 ساعات
مدبولى: قمة شنجهاي تأتي في ظرف دولي دقيق يشهد تهديدا لمصداقية النظام الدولي متعدد الأطراف

ويواجه الشعب الفلسطيني الشقيق كل أشكال القتل والترهيب والتجويع والانتهاكات الصارخة لحقوقه.

إن هذه الحرب لم تعد تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية أو تحرير الرهائن، بل إلى تجويع وتصفية القضية الفلسطينية.

• مصر دولة ذات كثافة سكانية عالية وتقع في منطقة صحراوية جافة وتعتمد بشكل شبه كامل على نهر النيل للحصول على مواردها المائية المتجددة.

 

ألقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ممثلاً عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة مصر اليوم في قمة منظمة شنغهاي للتعاون بلس، المنعقدة في مدينة تيانجين الصينية.

وفي بداية كلمته، قال رئيس الوزراء: “أود أن أتقدم بتحياتي وتقديري للرئيس شي جين بينغ وأعرب عن امتناني الصادق لدعوته الكريمة للمشاركة في القمة الأولى لمنظمة شنغهاي للتعاون.

أشار مدبولي إلى أن هذه القمة تُعقد تحت شعار “تطبيق التعددية، وضمان الأمن الإقليمي، وتعزيز التنمية المستدامة” في وقت يواجه فيه العالم تحديات متشابكة وعابرة للحدود تتجاوز قدرات أي دولة بمفردها. وأضاف: “نُثمّن روح شنغهاي، التي تأسست عليها المنظمة عام ٢٠٠١، والمبنية على الثقة والمنفعة المتبادلة والمساواة واحترام الحضارات والثقافات المختلفة. كما نُشيد بجهود الصين خلال رئاستها لتعزيز هذه الروح”.

وأضاف مدبولي: “لا شك أن هناك صلة مباشرة بين الأمن الإقليمي والتنمية المستدامة. لذا، من الضروري تفعيل آليات الأمن الإقليمي المختلفة بما يحقق الأمن المتساوي لجميع الدول، ويحترم سيادة الدول ومصالحها، ويكافح الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، ويعالج جذورهما الاجتماعية والاقتصادية، ويحل النزاعات بالحوار”.

صرح مدبولي بأن قمة اليوم تنعقد في توقيت حرج، إذ تتعرض مصداقية النظام الدولي متعدد الأطراف للتهديد. وقال: “في هذا السياق، أود أن ألفت الانتباه إلى حرب إسرائيل المستمرة على الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يواجه القتل والترهيب والتجويع والانتهاكات الصارخة لحقوقه. وقد وصل عدد القتلى إلى ما يقرب من 60 ألفًا، وعدد الجرحى إلى ما يقرب من 119 ألفًا. ولذلك، لم تعد هذه الحرب حربًا لتحقيق أهداف سياسية أو لتحرير رهائن، بل هي حرب لتجويع وتصفية القضية الفلسطينية”.

أكد مدبولي في كلمته إدانة مصر الشديدة لتوسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وسعيها لجعله غير صالح للسكن وتهجير السكان الفلسطينيين من أرضهم. كما تدين مصر الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وخاصة عنف المستوطنين والأنشطة الاستيطانية التي تهدف إلى تقويض حل الدولتين.

وأضاف: “من البديهي أن مصر، بالتعاون مع جميع الشركاء، تبذل جهودًا مكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق نار. وفي هذه المرحلة، أودّ التأكيد على ضرورة قبول إسرائيل للمقترح الحالي لوقف إطلاق نار مؤقت، تُجرى خلاله مفاوضات حول سبل إنهاء الحرب وإعادة إعمار قطاع غزة وفقًا للخطة العربية الإسلامية. علاوة على ذلك، يجب عليها الالتزام بتعزيز عملية سياسية تضمن تطبيق حل الدولتين”.

وتابع مدبولي: “تؤكد مصر أن إقامة الدولة الفلسطينية الموحدة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يظل هو السبيل الوحيد للحل العادل والشامل الذي يعيد الاستقرار إلى المنطقة والعالم”.

وأكد مدبولي أن مصر تثمن صيغة منظمة شنغهاي للتعاون باعتبارها منصة لتعزيز المشاورات وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء والدول الشريكة في الحوار وغيرها من الدول ذات الفكر المماثل.

وأضاف: “وفي هذا السياق، أود التأكيد على أهمية بذل الجهود لإصلاح النظام العالمي وجعله أكثر عدالة، وأهمية دعم دور الأمم المتحدة في النظام الدولي على أساس القانون الدولي”.

وتابع: “تعرب مصر عن دعمها لمبادرات فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي من شأنها دعم جهود إصلاح النظام الدولي لمواجهة التحديات الراهنة وجعل العالم أكثر أمنًا واستقرارًا. وهذا يتماشى مع العديد من الأفكار والمبادرات المقترحة لتحقيق هذه الأهداف التي نسعى إليها”.

كما أكد مدبولي على أهمية الإصلاح الجذري للهيكل المالي العالمي والمؤسسات المالية الدولية. ويشمل ذلك وضع استراتيجيات لبنوك التنمية متعددة الأطراف، وتقديم قروض منخفضة الفائدة للدول النامية لمساعدتها على مواجهة آثار الأزمات الدولية. علاوة على ذلك، لا بد من إيجاد حلول مستدامة لمشكلة الديون.

كما أكد مدبولي على أهمية تعزيز مبدأ المسؤولية المشتركة مع تفاوت الأعباء، لا سيما في مكافحة تغير المناخ وإدارة الموارد الطبيعية الشحيحة لكوكبنا. وأوضح أن ركائز زيادة الالتزامات المناخية ترتبط ارتباطًا مباشرًا بنوع وحجم التمويل الدولي، وتوافر القدرات التكنولوجية المتقدمة، والملكية الوطنية للمشاريع.

أكد رئيس الوزراء أن مبدأ المشاركة والمسؤولية المشتركة يقترن برفض النهج الأحادي في إدارة قضايا الموارد الدولية وتسوية النزاعات الناجمة عنها. وأشار إلى أن هذا ينطبق بطبيعة الحال على إدارة المجاري المائية والأنهار الدولية العابرة للحدود، لا سيما في ظل أزمة المياه العالمية التي نعاني منها في مصر بشكل خاص.

أشار مدبولي إلى أن مصر دولة ذات كثافة سكانية عالية، تقع في منطقة صحراوية قاحلة، وتعتمد بشكل شبه كامل على نهر النيل كمصدر لمواردها المائية المتجددة. وأضاف أن مبدأ التعاون مع الدول الشقيقة في حوض النيل هو حجر الزاوية في نهج مصر نحو الإدارة المثلى للموارد المائية المشتركة بما يعود بالنفع على الجميع، وفقًا لقواعد القانون الدولي، ويحقق الاستخدام العادل دون أضرار جسيمة.

أكد رئيس الوزراء أن التطبيقات التكنولوجية المتقدمة، وخاصةً الذكاء الاصطناعي، تُعدّ حافزًا هامًا للتنمية المستدامة. وشدد على أهمية تعزيز التعاون لوضع استراتيجيات تضمن الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لهذه التقنيات، وضمان الوصول العادل إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومعالجة التحديات التي تواجه الدول النامية مع مراعاة أولوياتها الوطنية.

وفي ختام كلمته، أعرب مدبولي عن خالص تمنياته بالتوفيق للرئاسة الدورية الجديدة للمنظمة بقيادة الرئيس صدر جباروف رئيس جمهورية قيرغيزستان، وتطلعه إلى متابعة نتائج قمة منظمة شنغهاي للتعاون.


شارك