زيادة أسعار الأسماك بالمجمعات الاستهلاكية تثير استياء المواطنين

منذ 3 ساعات
زيادة أسعار الأسماك بالمجمعات الاستهلاكية تثير استياء المواطنين

مواطن: ارتفاع الأسعار في متجر حكومي مقارنة بالأسواق التقليدية غير منطقي. مصدر في مراكز التسوق قال: هامش الربح ارتفع دون مبرر.

العرض: اجتماعات قادمة لمناقشة فروق الأسعار والسيطرة على الأسواق

 

ارتفعت أسعار الأسماك في المتاجر الكبرى مؤخرًا بشكل ملحوظ، مما أثار استياءً بين المواطنين. وتشتهر هذه المتاجر بتقديم سلع بأسعار أقل من المتاجر المعفاة من الرسوم الجمركية، مما دفع البعض إلى الامتناع عن شرائها.

خلال زيارة لعدد من مراكز الاستهلاك في القاهرة، وجدت “الشروق” أن سعر كيلو البلطي النيء وصل إلى 125 جنيهًا مصريًا، بينما يُباع البلطي المشوي بـ 145 جنيهًا مصريًا. وفي الأسواق الخارجية، تراوحت الأسعار بين 80 و90 جنيهًا مصريًا للكيلو، بفارق حوالي 50 جنيهًا مصريًا.

قال أحمد علي، أحد المتسوقين: “توقعتُ أن يكون سعر السمك في المركز التجاري أقل بـ 20 أو 30 جنيهًا من سعره في السوق، لكنني فوجئتُ بأنه أعلى بـ 40 جنيهًا من سعره في محل الأسماك المحلي. هذا غير منطقي بالنسبة لمتجر حكومي”.

قال أحمد حسن، موظف، إنه فوجئ عند زيارته لسوبر ماركت لشراء السمك بارتفاع جنوني في الأسعار. وأشار إلى أن سعر كيلو البلطي النيء وصل إلى 125 جنيهًا مصريًا، بينما يُباع في الأسواق الخارجية بأقل من ذلك بنحو 80 جنيهًا مصريًا.

وأضاف أن المراكز الاستهلاكية كان من المفترض أن تقدم للمواطنين أسعاراً أقل، إلا أنها أصبحت الآن أغلى من الأسواق، وهو ما يثني الكثيرين عن الشراء.

أوضحت ربة منزل منى عبد العزيز أنها كانت تعتمد على محلات السوبر ماركت لتوفير احتياجات أسرتها من الأسماك بأسعار معقولة. إلا أنها فوجئت خلال زيارتها الأخيرة بسعر سمك البلطي المشوي الذي تجاوز 145 جنيهًا مصريًا، وهو سعر اعتبرته “مبالغًا فيه” مقارنةً بالأسواق العادية. وأشارت إلى أن هذا الارتفاع دفعها إلى شراء كميات أقل أو تجنب الأسماك تمامًا، رغم أهميتها في غذاء أسرتها.

قال محمود علي، سائق، إنه يقارن الأسعار دائمًا قبل الشراء، وأشار إلى أن فروق الأسعار بين مراكز التسوق والأسواق الخارجية أصبحت كبيرة جدًا. وأضاف: “من المفترض أن تكون مراكز التسوق أرخص لمساعدة الناس، لكن للأسف، ارتفعت الأسعار هناك بشكل كبير”.

وأشار إلى أن مثل هذه الزيادات في الأسعار تؤثر سلباً على الأسر ذات الدخل المحدود، ما يضطرها إلى البحث عن بدائل أرخص، حتى لو كانت أقل جودة.

كشف مصدر مسؤول في مجمع استهلاكي أن الأسعار بدأت بالارتفاع بعد نقل إمدادات الأسماك من الشركة المصرية لتسويق الأسماك، التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، إلى شركة اللحوم والدواجن المصرية. وأكد أن هوامش الربح ارتفعت بشكل غير مبرر.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لصحيفة الشروق: “قدمنا عدة شكاوى للجهات المختصة، لكن دون جدوى. والنتيجة أن معظم الزبائن يعزفون عن الشراء بمجرد سماعهم الأسعار”.

أكد مصدر رفيع المستوى بوزارة التموين أن الوزارة تتابع عن كثب شكاوى المواطنين وجمعيات المستهلكين بشأن ارتفاع أسعار الأسماك. وأشار إلى عقد اجتماعات خلال الفترة المقبلة للتحقيق في أسباب الفوارق الكبيرة في الأسعار، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنظيم الأسواق وحماية المستهلكين.

وفقًا لبيانات الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، تنتج مصر حوالي 2.2 مليون طن من الأسماك سنويًا، مما يجعلها أكبر منتج للأسماك في أفريقيا. ويبلغ متوسط استهلاك الفرد حوالي 25 كيلوغرامًا سنويًا.

ورغم هذا الإنتاج الكبير، يزعم المصدر أن مشكلة الأسعار في منافذ البيع الحكومية تعود إلى آليات التوزيع والربح وليس إلى نقص المعروض، خاصة وأن الأسماك متوفرة بكثرة في الأسواق الخاصة والحكومية.

تلعب مراكز التسوق الاستهلاكية، التي تضم أكثر من 1300 فرع على مستوى الجمهورية، دورًا محوريًا في توفير السلع بأسعار مناسبة، لا سيما في ظل موجة التضخم. إلا أن التفاوتات الحالية في أسعار الأسماك تثير تساؤلات حول آليات التسعير ودور الرقابة.


شارك