الجامعة العربية تدعو جميع الدول لمراجعة علاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل

منذ 2 أيام
الجامعة العربية تدعو جميع الدول لمراجعة علاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل

قرر مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين الدائمين، إدانة ورفض قرارات ومخططات حكومة الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى فرض سيطرتها العسكرية على قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني، وجرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ترتكبها إسرائيل، القوة المحتلة، بحق السكان الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس. وأكد المجلس مجدداً أن هذه الجرائم تُشكل انتهاكاً للقانون الدولي والمواثيق الدولية، وعدواناً سافراً على جميع الدول العربية وأمنها القومي ومصالحها السياسية والاقتصادية، وتُشكل تهديداً للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة.

جاء ذلك على خلفية انعقاد دورة استثنائية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الأمانة العامة يوم الأحد القادم. برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، وبناءً على طلب فلسطين، وبدعم من الدول الأعضاء، ناقش الاجتماع آليات التحرك العربي والدولي لإنهاء جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل، بما في ذلك قراراتها وخططها الرامية إلى فرض سيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة وترسيخ احتلالها غير الشرعي، وتنفيذ خطة التهجير القسري للشعب الفلسطيني، استمرارًا لجرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ارتكبتها إسرائيل على مدار 673 يومًا متتاليًا، بما في ذلك فرض حصار مميت واستخدام سياسة التجويع الممنهج كسلاح إبادة جماعية. جاء ذلك بعد الاطلاع على مذكرة الأمانة العامة، والاستماع إلى كلمة رئيس وفد دولة فلسطين، ومداخلات الدول الأعضاء.

وجدد المجلس دعوته إلى حماية الشعب الفلسطيني من الإبادة والتشريد والتطهير العرقي ومنع تصفية قضيته المركزية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة.

أكد المجلس على ضرورة تنفيذ قرارات القمم العربية والقمم العربية الإسلامية المشتركة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وإدخال قوافل إنسانية كافية إلى جميع أنحاء القطاع براً وبحراً وجواً، بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، بما فيها الأونروا. كما أدان استخدام إسرائيل للتجويع كسلاح إبادة جماعية، مما أدى إلى تجويع 200 مدني فلسطيني، نصفهم من الأطفال. كما أدان مصائد الموت التي نصبتها قوات الاحتلال من خلال ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، والتي أسفرت عن استشهاد 1500 شهيد وآلاف الجرحى. وفي الوقت نفسه، أكد المجلس على مسؤولية إسرائيل الكاملة عن حصارها لقطاع غزة، وحمّلها مسؤولية عواقبه.

وشدد على ضرورة تمكين دولة فلسطين بدعم عربي ودولي من تحمل المسؤولية الكاملة في حكم قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وضمان وحدة النظام والقانون والسلاح في إطار البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

دعا المجلس الدولتين العربيتين العضوين في مجلس الأمن، الجزائر والصومال، والمجموعة العربية في نيويورك، إلى مواصلة جهودها لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويشمل ذلك تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، والسماح بدخول مساعدات كافية وغير مشروطة إلى جميع أنحاء قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال، والامتثال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفرض عقوبات دولية عليها، لما تشكله جرائمها من تهديد للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.

ودعا جميع الدول إلى اتخاذ تدابير قانونية وإدارية. ويشمل ذلك حظر تصدير ونقل وعبور الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى إسرائيل؛ ومراجعة العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل؛ وإجراء تحقيقات وملاحقات قضائية وطنية ودولية للمسؤولين الإسرائيليين المسؤولين عن الجرائم ضد الشعب الفلسطيني. كما دعا منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان حول العالم إلى ملاحقة جميع المتورطين في جرائم الحرب الإسرائيلية وتقديمهم للعدالة.

وفي هذا السياق، دعا المجلس المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الإبادة الجماعية والمجاعة والتشريد، وإنهاء احتلالها غير الشرعي.

وشدد على ضرورة تنفيذ مخرجات المؤتمر رفيع المستوى حول الحل السلمي للقضية الفلسطينية وحل الدولتين، الذي عُقد في نيويورك برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا. كما شدد على ضرورة تنفيذ التدابير العاجلة الواردة في البيان الختامي لإنهاء الحرب في غزة ضمن جدول زمني محدد، والالتزام بعملية سياسية تهدف إلى حل شامل للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين.

وشدد أيضاً على ضرورة مقاطعة الشركات التي تدعم اقتصاد الاحتلال والإبادة والتطهير العرقي، وخاصة تلك المذكورة في تقارير مجلس حقوق الإنسان والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.

وشدد على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن 2735 و2712 و2720 بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعودة النازحين إلى ديارهم، وضمان توزيع المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال، وتبادل الأسرى والرهائن، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.

كما دعا المجلس جميع الدول إلى اتخاذ التدابير القانونية والإدارية نفسها، بما في ذلك حظر تصدير أو نقل أو عبور الأسلحة والذخائر والمواد العسكرية إلى إسرائيل، ومراجعة العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، وإجراء تحقيقات وملاحقات قضائية على الصعيدين الوطني والدولي للمسؤولين الإسرائيليين المسؤولين عن الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، ودعوة منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم إلى تعقب ومحاسبة المتورطين في الجرائم الإسرائيلية.


شارك