“حصار السفارات”: احتجاجات واعتداءات على بعثات دبلوماسية أردنية ومصرية تثير ردود فعل رسمية وشعبية

منذ 1 شهر

في الأيام الأخيرة، تعرضت سفارات وبعثات دبلوماسية أردنية ومصرية في عدة دول حول العالم لاعتداءات واحتجاجات. وتأتي هذه الهجمات في إطار حملة تُعرف بـ”حصار السفارات” احتجاجًا على موقف البلدين من تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

وفي حين لم توضح الأردن بعد طبيعة هذه الاحتجاجات، أعلنت السلطات المصرية أن بعض هذه الإجراءات شملت محاولات “محاصرة وإغلاق” سفارة البلاد في هولندا.

تأتي هذه الخطوات في ظل تزايد الاتهامات للقاهرة وعمان بالتواطؤ في حصار قطاع غزة. إلا أن البلدين يعلنان مواصلة جهودهما السياسية والإنسانية لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

ورفض سياسيون ومسؤولون من البلدين هذه الاحتجاجات، ووصفوها بأنها “محاولات متعمدة لتشويه دورهما الثابت والداعم للقضية الفلسطينية”.

الأردن: “حملات تشويه متواصلة”

واعتبرت وزارة الخارجية الأردنية الاعتداءات على السفارات الأردنية في الخارج جزءا من “حملة تشويه متواصلة ضد الأردن ودوره الإنساني في دعم ومساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة”.

وأكدت الوزارة في بيان لها السبت أنها تواصلت مع وزارات خارجية الدول التي وقعت فيها الهجمات، وطالبتها باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان حماية بعثات المملكة ومنتسبيها.

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر رجالا ملثمين يرشقون مبنى السفارة الأردنية في بروكسل بالحجارة، وسط هتافات تطالب بـ”فتح المعابر”.

ولم تتهم الأردن بشكل مباشر أي قوى أو منظمات محددة بالمسؤولية عن الهجمات على سفاراتها في الخارج.

1_1_11zon

يُذكر أن الأردن يُنفّذ سلسلة من عمليات الإنزال الجوي، بدأت أولى هذه العمليات فجر الاثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بإسقاط مساعدات طبية ودوائية عاجلة للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة.

مصر: لا أخلاقنا ولا قيمنا تسمح بذلك.

بدأ “حصار السفارات” للسفارات المصرية في الخارج عندما أغلق الناشط المصري أنس حبيب السفارة المصرية في هولندا من الخارج ومنع موظفيها من الوصول إليها. وقال حبيب: “هذا يُشبه ما تفعله مصر بإغلاق معبر رفح الحدودي، مدعيةً أن إسرائيل هي من تغلقه”.

وأدى ذلك إلى اندلاع احتجاجات أمام السفارات المصرية في عدد من الدول، بما في ذلك لبنان وسوريا وبريطانيا والدنمارك وكندا وتونس وليبيا وجنوب أفريقيا.

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطاب ألقاه يوم الاثنين: “لا يمكننا منع دخول المساعدات… لا أخلاقنا ولا قيمنا تسمح بذلك، ولا تسمح به الظروف ولا المسؤولية الوطنية”.

وأشار السيسي إلى أن تصريحاته تأتي “في وقت يشهد الكثير من النقاش”، مذكرا بأن مواقف بلاده “كانت دائما إيجابية ودعت إلى إنهاء الحرب وحل الدولتين”.

أدان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في كلمته خلال مؤتمر المصريين المقيمين في الخارج بالقاهرة الأحد، ما أسماه “الحملة الممنهجة” ضد مصر، ووصفها بأنها “تستند إلى دوافع مشبوهة ومضللة”.

ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي

2_2_11zon

تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي مع الاحتجاجات والاعتداءات على السفارتين الأردنية والمصرية بشكل كبير. تباينت الآراء، فبينما أيد البعض دور البلدين في دعم القضية الفلسطينية، انتقد آخرون الحملات التي تتهمهما بـ”التواطؤ في حصار قطاع غزة”.

ورفض البعض وصف الاعتداءات على السفارات في الخارج بأنها “عمل فردي”، بل وصفوها بأنها “حملة واضحة وممنهجة تهدف إلى تشويه صورة الأردن ودوره في قطاع غزة”.

في المقابل، أيد العديد من المغردين “حصار السفارتين الأردنية والمصرية” في الخارج، مؤكدين أنه سيستمر إذا “لم يُرفع الحصار عن قطاع غزة”، على حد تعبيرهم.

واعتبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن “حصار السفارة” هو أحد أفضل الحلول لإظهار التضامن مع قطاع غزة، ودعوا إلى استمرار هذا الشكل من الاحتجاج.

شكك المصري جمال الهواري في الاعتداءات على السفارات المصرية في الخارج، مؤكدا في منشور على فيسبوك أن هناك “مخططا شريرا يهدف إلى تهجير الناس قسرا إلى سيناء بإشراف منظمات دولية”، على حد تعبيره.

وبينما كانت هناك أصوات تدافع عن الأردن ومصر ضد الهجمات على سفارتيهما، كانت هناك أيضا دعوات إلى “مهاجمة السفارتين الأميركية والإسرائيلية والتظاهر أمامهما”، بحسب تقارير بي بي سي.


شارك