إسرائيل تدعي قصف أكبر موقع لتصنيع الصواريخ الدقيقة بجنوب لبنان

زعم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الخميس، أن جيش بلاده قصف ما وصفه بـ”أكبر منشأة لإنتاج الصواريخ الدقيقة لحزب الله في جنوب لبنان”.
وفي بيان أصدره مكتبه ونشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، قال كاتس: “إن سياسة الردع القصوى ضد حزب الله ستستمر”.
وأضاف: “إن أي محاولة من جانب حزب الله لإعادة بناء قوته أو إعادة تموضعه أو إصدار التهديدات ستقابل بعنف لا هوادة فيه”.
وتابع: “لن نسمح لحزب الله بتهديد سكان الشمال أو جميع مواطني إسرائيل. وتقع على عاتق الحكومة اللبنانية مسؤولية منع انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار”.
رفض حزب الله في البداية التعليق على تصريحات كاتس، لكن وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أفادت يوم الخميس أن إسرائيل شنت “هجمات جديدة على مناطق متفرقة في جنوب وشرق البلاد”. وكان هذا تكرارًا للهجمات الإسرائيلية التي استهدفت بشكل رئيسي المناطق المدنية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ نهاية عام 2024.
جاءت هذه التطورات بعد يوم واحد من إعلان الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، يوم الأربعاء، أن حزبه “لن يتخلى عن سلاحه من أجل إسرائيل”. وصرح قاسم: “إذا ربط البعض سحب السلاح باتفاق وقف إطلاق النار، فإن السلاح شأن داخلي لبناني، ولا علاقة للعدو الإسرائيلي به”.
وتأتي تصريحات قاسم بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن مجلس الوزراء سيناقش الأسبوع المقبل “بسط سيادة الدولة على جميع أراضيها من خلال قواتها المسلحة حصرا”، في إشارة إلى نزع سلاح حزب الله وحصر الأسلحة بيد الدولة.
جدّد المبعوث الأمريكي توماس باراك، يوم الأحد، دعوته للدولة اللبنانية للحفاظ على “احتكارها” للسلاح في البلاد. وقبل أيام قليلة، اختتم زيارةً إلى بيروت استمرت أربعة أيام، تلقّى خلالها ردّ الرئيس اللبناني جوزيف عون على اقتراح واشنطن بنزع سلاح حزب الله.
وبحسب بيان للرئيس اللبناني، ركز رد بيروت على “الحاجة الملحة لإنقاذ لبنان من خلال بسط سلطة الدولة على كامل التراب الوطني، بقواتها المسلحة فقط، وحصر استخدام الأسلحة بالقوات المسلحة (الجيش)، والتأكيد على أن قرارات الحرب والسلم تعود للمؤسسات الدستورية”، دون الكشف عن المحتوى الكامل للرد.
في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان، والذي تصاعد إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن مقتل أكثر من 4000 شخص وإصابة حوالي 17 ألفاً آخرين.
في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ، لكن تل أبيب انتهكته أكثر من 3000 مرة، ما أسفر عن 262 قتيلاً و563 جريحاً، بحسب أرقام رسمية.
وفي انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار، انسحب الجيش الإسرائيلي جزئيا من جنوب لبنان، لكنه واصل احتلال خمسة تلال لبنانية استولى عليها في الحرب الأخيرة.