الرئيس الفلسطيني يثمن إعلان كندا عزمها الاعتراف بفلسطين في سبتمبر

أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإعلان كندا أنها ستعترف بدولة فلسطين عندما تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، مساء الأربعاء، بين عباس ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وقالت الوكالة إن عباس أشاد خلال الاتصال الهاتفي “بموقف كندا التاريخي في الاعتراف بدولة فلسطين، والذي من شأنه تعزيز السلام والاستقرار والأمن في المنطقة، ويسهم في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين والعمل معا من أجل السلام والاستقرار”.
وأضاف: “يأتي هذا الموقف الشجاع في لحظة تاريخية مهمة لإنقاذ حل الدولتين المدعوم دوليا”.
ودعا عباس الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى أن تفعل ذلك “لإعطاء الأمل بوجود إرادة دولية حقيقية لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام مع جيرانها، وتمضي في إعادة الإعمار”.
وأكد على أولويات دولة فلسطين: “وقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات الإنسانية، وإنهاء الجوع، ورفع الحصار، وإطلاق سراح الأسرى (الفلسطينيين) والرهائن (الإسرائيليين)، ومنع عمليات الطرد، وتمكين دولة فلسطين من تحمل مسؤولياتها بشكل كامل في قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل”.
كما أكد عباس “جميع الالتزامات التي نقلناها إلى رئيس المؤتمر الدولي للسلام، بما في ذلك الالتزام بإجراء انتخابات عامة. وفي الوقت نفسه، شدد على ضرورة اعتراف القوى الفلسطينية المشاركة فيها بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والتزاماتها الدولية، والتمسك بمبادئ الدولة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد”.
ودعا إلى “الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية (حوالي 2.7 مليار دولار أميركي تحتجزها إسرائيل) ووضع حد للإرهاب الذي يمارسه المستوطنون والهجمات على أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية”.
وفي ختام الاتصال الهاتفي، اتفقا على “مواصلة التنسيق والعمل المشترك من أجل السلام وتعزيز العلاقات الثنائية بين دولة فلسطين وكندا على مختلف المستويات”.
من جانبه أبلغ كارني عباس خلال الاتصال الهاتفي “نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية عندما تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل”، بحسب الوكالة.
وأضافت أن كارني أكد خلال مكالمته الهاتفية مع عباس أن كندا “ستواصل العمل مع فرنسا والمملكة المتحدة والشركاء في المجتمع الدولي لتحقيق السلام وفقا للقانون الدولي وتنفيذ حل الدولتين”.
ورحبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها الخميس بالإعلان الكندي، ووصفته بأنه “موقف تاريخي وشجاع يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ويساهم في تحقيق السلام، ويخلق علاقات ثنائية تقدمية بين كندا ودولة فلسطين في جميع المجالات”.
وجددت وزارة الخارجية دعوتها للدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى “المبادرة للاعتراف بها واختيار الجانب الصحيح من التاريخ لإنهاء الظلم الذي وقع على شعبنا”.
كما دعت الوثيقة “جميع الدول إلى التوقيع على إعلان نيويورك واعتماده وتحمل مسؤوليتها في إنهاء الإبادة الجماعية والتهجير والضم وحماية حل الدولتين من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب ودول المنطقة والعالم”.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر حول حل الدولتين، الذي لم تشارك فيه فلسطين والولايات المتحدة، مساء الثلاثاء، إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة وتسليمه للسلطة الفلسطينية والاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
أصدرت 15 دولة غربية، منها فرنسا، يوم الأربعاء دعوةً مشتركةً للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. ونشرت وزارة الخارجية الفرنسية الدعوة على موقعها الإلكتروني.
وفي غضون أسبوع، أعلنت عدة دول عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا ومالطا، في حين هددت أستراليا أيضًا بالاعتراف.
وقد حدث ذلك في الوقت الذي استضافت فيه الأمم المتحدة مؤتمر حل الدولتين في الفترة من 28 إلى 30 يونيو/حزيران. وقد عقد المؤتمر، الذي شاركت في رئاسته المملكة العربية السعودية وفرنسا وشارك فيه مشاركون رفيعو المستوى، لمناقشة سبل تنفيذ حل الدولتين ودعم عملية الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
في 28 مايو/أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفينيا في 5 يونيو/حزيران من العام نفسه. وبذلك، يصل إجمالي عدد الدول الممثلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى 148 من أصل 193.