الفنانة التشكيلية نازلي مدكور لـ«الشروق»: جائزة الدولة للتفوق مصدر فخر وتشجيع

منذ 19 ساعات
الفنانة التشكيلية نازلي مدكور لـ«الشروق»: جائزة الدولة للتفوق مصدر فخر وتشجيع

قالت الفنانة التشكيلية نازلي مدكور، إن حصولها على جائزة الدولة للتفوق في الفنون 2025 يعد مصدر فخر وتشجيع لمسيرتها الفنية.

في تصريحات خاصة لـ “الشروق”، أضاف مدكور أن الفنان لا يقتصر دافعه على شغفه وحبه للفن، ولا يسعى وراء الجوائز فحسب، بل عندما يشعر بتقدير وطنه وأبناء جلدته واهتمامهم، يغمره شعور بالامتنان والسعادة، مما يُمكّنه من مواصلة العمل والإبداع.

وأضافت نازلي مدكور: “الفوز بالجائزة هو استمرار لمسيرتي الفنية وشغفي بالفن. الفنان لا يتوقف عن الإبداع ولا يتقاعد. ومع ذلك، فقد علمني الفن الالتزام وبذل قصارى جهدي”.

نازلي مدكور: مسيرة فنية وإنسانية فريدة

يُذكر أن الفنان نازلي مدكور يُعدّ من أبرز رموز المشهد الفني التشكيلي المصري المعاصر. انتقل من عالم الأرقام والسياسة إلى عالم اللون والخيال، مُقدّمًا تجربة فنية وإنسانية فريدة تجمع بين العمق الفكري والتعبير البصري.

وُلدت نازلي مدكور في القاهرة في 25 فبراير 1949. تخرجت من جامعة القاهرة عام 1971 حاصلةً على شهادة في الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم تخصصت في إدارة الأعمال (تخرجت عام 1977). حصلت على درجة الماجستير من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1980. وقد أظهرت أطروحتها، المعنونة “برامج الدفاع المصرية وأثرها على تنمية مصر”، خلفية فكرية تحليلية، لولا شغفها بالفن، لربما سلكت مسارات تقليدية.

عملت مدكور في الأمم المتحدة لعدة سنوات، بداية من عام 1972 كباحثة في مجال تنظيم الأسرة، ثم كخبيرة اقتصادية في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، قبل أن تتخذ القرار المصيري بتكريس نفسها بالكامل للفن في عام 1981، وبالتالي بدأت مسيرة مهنية ناجحة في الإبداع البصري.

– المعارض الدولية والمساهمات الفكرية

منذ عام 1982، أقامت نازلي مدكور معارض فردية في مصر والخارج، ووجدت أعمالها طريقها إلى العديد من المجموعات الفنية الكبرى، بما في ذلك متحف الفن المصري الحديث وكلية موراي إدواردز بجامعة كامبريدج، حيث تعتبر واحدة من أبرز التجارب ما بعد الحداثية من قبل النساء.

لم يكن اهتمام نازلي مدكور بالمرأة موضوعًا عابرًا في لوحاتها فحسب، بل شكّل كتاباتها أيضًا. في عام ١٩٨٩، أصدرت كتابًا مهمًا باللغة العربية بعنوان “المرأة المصرية والإبداع الفني”، عن جمعية تضامن المرأة العربية. وأُعيد نشره باللغة الإنجليزية عام ١٩٩٣، مما أتاح الفرصة لسماع أصوات الفنانات لجمهور أوسع من القراء والباحثين.

في عام ٢٠٠٥، قدمت تجربة فنية مميزة برسم طبعة محدودة من رواية نجيب محفوظ “ألف ليلة وليلة”. ومزجت بين الأدب الرفيع والتمثيل البصري، فأضافت إلى محفظتها مشروعًا جديدًا يجمع بين التراث العربي والابتكار الفني.

بفضل خلفيتها المتنوعة، تجمع أعمال نازلي مدكور بين الحس النقدي والفني، والوعي السياسي والاجتماعي، وتمثيل الذات، والجماليات. وهذا يجعلها من أهم الأصوات البصرية في مصر، ورائدة لم تُغيّر الصورة فحسب، بل أعادت تشكيلها أيضًا.


شارك