أهم السيناريوهات.. هل يستمر صعود الجنيه أمام الدولار في 2025؟

منذ 7 ساعات
أهم السيناريوهات.. هل يستمر صعود الجنيه أمام الدولار في 2025؟

بقلم أحمد والي:

ويتوقع محللون واقتصاديون وبنوك استثمارية تذبذب سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار تحسن تدفقات النقد الأجنبي وانحسار التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

وفي حين تتوقع بعض المؤسسات تحسنا تدريجيا في قيمة الجنيه، تظل مؤسسات أخرى حذرة، ما يجعل عام 2025 عاما حاسما لمستقبل سعر الصرف المصري.

يسود شعور بالترقب في سوق الصرف الأجنبي المصري مع استمرار تحسن أداء الجنيه أمام الدولار، في حين تتباين التوقعات بشأن مستقبل العملة الأميركية خلال ما تبقى من عام 2025.

بلغ الجنيه المصري أعلى مستوى له في تسعة أشهر. وبلغ سعر الدولار 48.75 جنية مصري (شراء) و48.85 جنية مصري (بيعًا) في البنوك. وكان السعر قد انخفض سابقًا إلى 51.73 جنية مصري (بيعًا) في أبريل، مما دفع المستثمرين الأجانب إلى الانسحاب من السوق المحلية بسبب التوترات العالمية والمخاوف بشأن سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية.

التحسن مدعوم بالتيارات القوية

يعتقد هاني جنينة، رئيس قسم الأبحاث في الأهلي فاروس، أن الجنيه المصري مهيأ لمزيد من الارتفاع. ويتوقع أن ينخفض سعر الدولار إلى 47-48 جنيهًا مصريًا بنهاية العام إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية الكلية الإيجابية مع استمرار ضعف الدولار عالميًا.

وأوضح جنينة أن تراجع الدولار عالميا أمام اليورو، الشريك التجاري الرئيسي لمصر، كان عامل داعم للجنيه، مشيرا إلى ثلاثة عوامل رئيسية للتفاؤل:

ارتفعت القدرة التنافسية للصادرات المصرية بنسبة 11% بعد انخفاض الجنيه المصري أمام اليورو، ما أدى إلى تحسين فرص المنتجات المصرية في الأسواق الأوروبية التي تستوعب صادرات سنوية بقيمة نحو 13 مليار يورو.

نمو السياحة الأوروبية التي تمثل نحو 60% من إجمالي عدد السائحين القادمين إلى مصر.

تدفقات استثمارية محتملة مع تدفق رأس المال الأميركي إلى الأسواق الناشئة للاستفادة من الفوارق في العائدات، وخاصة في ظل ضعف الدولار.

وأشار إلى أن ارتفاع قيمة الجنيه بنسبة 4% مقابل الدولار منذ بداية العام ساعد في التخفيف من تأثير التضخم المستورد، حتى مع انخفاض قيمة الجنيه مقابل اليورو.

توقعات معتدلة بين 45 و 50 جنيها

من جانبه، توقع الخبير المصرفي محمد بدرة أن يتراوح سعر الدولار بين 45 و50 جنيهًا مصريًا هذا العام. واعتبر أن الحديث عن وصوله إلى 55 جنيهًا أو انخفاضه إلى 30 جنيهًا “مبالغ فيه ولا يستند إلى بيانات واقعية”.

وأشار بدرة إلى أن تقلبات سعر الصرف بنسب تتراوح بين 5 و10 في المئة أمر طبيعي في سوق حرة تخضع لقوى العرض والطلب والعوامل الموسمية.

وأكد أن زيادة أعداد السائحين الوافدين خلال الصيف، بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج، دعمت الجنيه المصري مؤخرًا. إلا أنه أكد أن استمرار هذا التحسن يعتمد على السياسات الاقتصادية والمالية خلال الفترة المقبلة.

تقديرات متفائلة: الجنيه مقوم بأقل من قيمته الحقيقية

وفي تقرير له، قال بنك جولدمان ساكس إن الجنيه المصري لا يزال مقوماً بأقل من قيمته الحقيقية بنحو 30%، مما يشير إلى أن سعر الصرف العادل هو حوالي 35 جنيهاً للدولار.

ودعا البنك المستثمرين الأجانب إلى الاستفادة من هذا الفارق من خلال الاستثمار في أدوات الدين المصرية التي تقدم عوائد جذابة.

وفي السياق نفسه، أظهر مؤشر بيج ماك الشهير التابع لمجلة الإيكونوميست أن الجنيه المصري أقل من قيمته الحقيقية بنسبة 58%، مما يشير إلى أن سعر الصرف العادل يجب أن يكون 20.8 جنيه مصري مقابل الدولار.

ويعتمد المؤشر على مقارنة سعر شطيرة بيج ماك في مصر (125 جنيها مصريا) بسعرها في الولايات المتحدة (6.01 دولار)، ويشكل طريقة غير رسمية لقياس القدرة الشرائية الحقيقية للعملات.

وجهة نظر أكثر تحفظًا: الدولار عند 52 جنية مصري

من ناحية أخرى، اتخذ بنك ستاندرد تشارترد موقفًا أكثر تحفظًا. وتوقعت كارلا سليم، كبيرة الاقتصاديين في البنك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن يصل سعر الدولار إلى 52 جنيهًا مصريًا بنهاية عام 2025، وأن يرتفع إلى 54 جنيهًا مصريًا في عام 2026. وأشارت إلى الضغوط الهيكلية المستمرة على الاقتصاد المصري.


شارك