وزير الزراعة اللبناني: العدوان الإسرائيلي كبّد المزارعين 800 مليون دولار

منذ 20 ساعات
وزير الزراعة اللبناني: العدوان الإسرائيلي كبّد المزارعين 800 مليون دولار

صرح وزير الزراعة اللبناني، نزار هاني، بأن العدوان الإسرائيلي ألحق أضرارًا جسيمة بالقطاع الزراعي. وقدّرت الوزارة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، الأضرار بنحو 800 مليون دولار، منها 180 مليون دولار أضرار مباشرة، والباقي خسائر للمزارعين.

في مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، أوضح هاني أن الوزارة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أطلقت خطة ثلاثية لتقييم الأضرار وإنقاذ الموسم الزراعي 2025-2026. كما سيتم تأهيل المزارع والبنية التحتية الزراعية، كشبكات الري والآبار والمباني المتضررة.

وأشار إلى أن ما يقارب 4000 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة تضررت، 20% منها دُمِّرَت بالكامل. كما أشار إلى أن بساتين الزيتون والحمضيات جُرِّفت، ودُمّرت الخيام البلاستيكية ومزارع الدواجن. ونظراً لمحدودية الموارد، قدمت الوزارة الدعم الفني والمالي لإعادة زراعة أشجار الزيتون ودعم المزارعين في المناطق الأكثر تضرراً.

وتقوم الوزارة حالياً بإعداد إحصاء دقيق للخسائر في الثروة الحيوانية الزراعية من أبقار وخلايا نحل وحيوانات زراعية أخرى، لتوفير قاعدة بيانات لتخطيط مرحلة التعافي.

أكد الوزير بدء تنفيذ مشاريع لا تتطلب موارد كبيرة، معربًا عن أمله في أن تشمل خطة الإعمار تمويلًا للقطاع الزراعي. كما أشار إلى أن المناطق المتضررة تنتظر مساعدات مالية من البنك الدولي.

التعاون المصري اللبناني المتنامي

فيما يتعلق بالتعاون مع مصر، أشاد وزير الزراعة بالعلاقات الإيجابية بين البلدين، مؤكدًا على التبادل المكثف للخبرات. وأوضح أن لبنان يستورد البطاطس والمانجو والأسمدة والمبيدات الحشرية من مصر خلال فصل الشتاء، بينما تُصدّر بيروت الفاكهة، وخاصة التفاح، إلى مصر، وتسعى إلى توسيع هذه الصادرات لتشمل المشمش والكرز والعنب.

أشار هاني إلى الزيارة الأخيرة لوفد من هيئة الثروة الحيوانية اللبنانية إلى القاهرة، حيث اطلع الوفد على التطورات الهامة في مجالي الحجر الزراعي والإنتاج الحيواني. وأكد أن مصر مرشحة لأن تصبح من أبرز مستوردي هذه المنتجات من لبنان.

أعلن عن عقد اجتماع للجان المشتركة من البلدين في أغسطس، والذي سيجمع المستوردين والمصدرين لمناقشة سبل تعزيز التعاون. كما ذكر أن اجتماعًا وزاريًا هامًا سيُعقد في سبتمبر لتجديد الاتفاقيات الثنائية وتوقيع مذكرات تفاهم جديدة، يجري حاليًا الانتهاء منها.

الجفاف وتغير المناخ

فيما يتعلق بأزمة الجفاف، أشار هاني إلى أن لبنان شهد هذا العام واحدة من أشد موجات الجفاف في تاريخه. ففي بعض المناطق، انخفضت نسبة هطول الأمطار إلى أقل من 50%، وانخفض عدد أيام المطر إلى حوالي 45 يومًا فقط، مما أثر سلبًا على القطاع الزراعي.

وقال إن الحكومة تعمل مع البنك الدولي على الحصول على قرض بقيمة 200 مليون دولار لتحسين قدرة الزراعة على الصمود والتكيف مع تغير المناخ من خلال تطوير البنية التحتية، وحصاد مياه الأمطار، وأنظمة الري الذكية، والانتقال إلى محاصيل أكثر قدرة على التكيف مع المناخ.

وأضاف أن الوزارة تعتزم إعداد خارطة زراعية جديدة بالتعاون مع مراكز البحوث والجامعات لترشيح المحاصيل الأكثر ملاءمة للمزارعين والتي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي وخفض تكاليف الإنتاج وزيادة العائد الاقتصادي.

المشورة والتوعية الزراعية

وفي ختام كلمته، أكد معالي الوزير على أن خدمات الإرشاد الزراعي تُعدّ محورًا أساسيًا في عمل الوزارة، بما في ذلك تنفيذ البرنامج الوطني للإرشاد الزراعي، بالإضافة إلى ورش العمل التدريبية المستمرة التي تهدف إلى رفع كفاءة الإداريين والمزارعين في مختلف المناطق، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.

وأوضح أن الوزارة تبث أيضاً برامج تثقيفية أسبوعية على التلفزيون اللبناني لرفع الوعي الزراعي لدى المزارعين والمستهلكين.


شارك