رئيس اقتصادية قناة السويس يزور ميناء ومنطقة تيانجين الصينية لبحث فرص التعاون

منذ 20 ساعات
رئيس اقتصادية قناة السويس يزور ميناء ومنطقة تيانجين الصينية لبحث فرص التعاون

اختتم المهندس وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والوفد الرسمي المرافق له، جولتهم الترويجية لجمهورية الصين الشعبية بزيارة مقاطعة تيانجين. وتضمنت الزيارة سلسلة من اللقاءات الرسمية مع ممثلين رفيعي المستوى من منطقة بينهاي، ومجموعة تيدا القابضة للاستثمار، وميناء تيانجين، ومنطقة التجارة الحرة.

قام الوفد بجولة في ميناء تيانجين للاطلاع على نظام التشغيل والممارسات الإدارية الحديثة. كما حضر اجتماعًا رفيع المستوى مع ممثلي هيئات التنمية الاقتصادية في تيانجين. شارك في الاجتماع كلٌ من شان زيفنغ، نائب أمين عام ومحافظ لجنة منطقة بينهاي الجديدة للحزب الشيوعي الصيني، وتشو دي فو، رئيس مجلس إدارة شركة تيدا القابضة للاستثمار المحدودة.

ناقش الاجتماع أوجه التعاون المشترك والخطط المستقبلية لتشجيع الاستثمار الصيني في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وتمحورت المناقشات حول ثلاثة محاور رئيسية:

أولاً، دراسة إمكانية تخصيص مساحة جديدة بمساحة 10 كيلومترات مربعة لمجموعة تيدا للتطوير داخل المنطقة الاقتصادية، بعد أن شارفت تنمية المراحل الثلاث السابقة وآخرها المرحلة الثالثة بمساحة 2.8 كيلومتر مربع على الانتهاء.

ثانيًا، استكشاف فرص التعاون في قطاع الموانئ. في أعقاب التطورات الأخيرة، أبدى مسؤولو ميناء تيانجين اهتمامًا بالغًا باستكشاف إمكانات الموانئ الإقليمية، وخاصةً ميناء شرق بورسعيد. ومن المقرر أن يزور وفد من الخبراء الصينيين ميناءي شرق بورسعيد والسخنة قريبًا لاستكشاف فرص التعاون المشترك.

ثالثا، اقترح وليد جمال الدين فكرة استحواذ بنك صيني على بنك يعمل في السوق المصري لتقديم خدمات مصرفية مميزة وتسهيل المعاملات ودعم الأنشطة الاستثمارية للمستثمرين الصينيين العاملين في منطقة تيدا أو المناطق الصناعية الأخرى في مصر.

وأشاد جمال الدين بالعلاقات الاقتصادية الوثيقة بين مصر والصين، مؤكداً أن منطقة تيانجين تعد نموذجاً عالمياً لتنمية المناطق الاقتصادية، وأن الهيئة ملتزمة بتعظيم الاستفادة من التعاون القائم في مجالات المناطق الصناعية والموانئ.

وأضاف أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تُعدّ منصة صناعية ولوجستية متكاملة، تُطل على أحد أهم مسارات الملاحة العالمية. وبفضل موقعها الاستراتيجي، وبنيتها التحتية المتطورة، ومرونة إجراءات الاستثمار فيها، تُعدّ وجهة واعدة للاستثمار الصيني.

وأكد جمال الدين أن توسعات تيدا تمثل نجاحاً لنموذج الشراكة المصرية الصينية داخل المنطقة الاقتصادية، وتوضح جهود الجانبين لمضاعفة عدد الشركات الصينية العاملة في المنطقة، خاصة في القطاعات الصناعية ذات الأولوية.

عقب الاجتماع، زار الوفد ميناء تيانجين، أحد أكبر مراكز الموانئ في الصين والعالم. يقع الميناء في منطقة بينهاي الجديدة بمدينة تيانجين، بالقرب من العاصمة بكين. يخدم الميناء 14 مقاطعة ومدينة ومنطقة ذاتية الحكم، ويُعد مركزًا لوجستيًا يربط شمال شرق آسيا بآسيا الوسطى. ويتعامل الميناء مع أكثر من 20 مليون حاوية نمطية مكافئة لعشرين قدمًا، وحوالي 450 مليون طن من البضائع سنويًا، مما يجعله واحدًا من أكثر عشرة موانئ إنتاجية وكفاءة في العالم. وتضمنت الجولة استعراضًا لنظام التشغيل المتكامل وتقنياته لإدارة حركة النقل البحري وسلاسل التوريد.

تضمنت زيارة وفد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الصين العديد من الأنشطة المكثفة، بما في ذلك توقيع ستة عقود لمشاريع صناعية جديدة في قطاعي الملابس والمنسوجات في مدينتي نانجينغ وهانغتشو. بلغ إجمالي الاستثمارات 118.1 مليون دولار أمريكي (حوالي 5.78 مليار جنيه مصري)، ومولتها الشركات الصينية نفسها. ومن المتوقع أن توفر هذه المشاريع أكثر من 9500 فرصة عمل مباشرة، مع تخصيص 90% من الإنتاج للتصدير الدولي.

شملت الرحلة أيضًا زيارات لعدد من المجموعات الصناعية الكبرى في قطاعات السيارات وألياف البوليستر وغيرها من القطاعات الرئيسية. كما عُقدت اجتماعات مع ممثلي كبرى الشركات الصينية، ونُظمت ندوات موسعة في مختلف المحافظات على امتداد الرحلة. ويأتي ذلك في إطار خطة الهيئة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر في مجالات الصناعة، والطاقة الجديدة والمتجددة، والشحن، والخدمات اللوجستية، وتعزيز التكامل الصناعي داخل المنطقة الاقتصادية.


شارك