ناشطو سفينة حنظلة: هدفنا كسر حصار غزة ووقف الإبادة وكشف جرائم إسرائيل

** البرلمانية الفرنسية غابرييل كاتالا: نريد أن نثبت أن الحصار المفروض على قطاع غزة يمكن كسره. هدفنا هو وقف الإبادة الجماعية وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة. ولوقف نتنياهو، لا بد من تدخل أوروبا وأميركا من خلال فرض عقوبات مالية ودبلوماسية. ** الطبيب الكندي يي بينج جي: أسطول الحرية مخصص لأطفال غزة ونحاول توفير الأطراف الاصطناعية للمبتوري الأطراف. ولا يقتصر التزامنا على توفير الغذاء أو الأطراف الاصطناعية، بل هو أيضًا تعبير سياسي عن التضامن. ** الناشط النرويجي فيدجيس بيورفاندا: ما يحدث في قطاع غزة أسوأ من الهولوكوست. أشارك على متن سفينة حنظلة في كسر الحصار غير الشرعي على قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية.
على متن سفينة “حنظلة” التي انطلقت من السواحل الإيطالية في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، أكد ناشطون دوليون على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية والإمدادات للفلسطينيين الذين تعرضوا لـ22 شهراً من الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج الذي تفرضه إسرائيل.
وعلى متن السفينة التي انضمت مؤخرا إلى تحالف أسطول الحرية، 21 ناشطا، بينهم نائب فرنسي وطبيب كندي وناشط نرويجي.
ومن خلال تقديم المساعدات لقطاع غزة، فإنهم يريدون كسر الصمت الدولي بشأن جرائم الإبادة الجماعية والتجويع ضد الفلسطينيين.
أبحرت سفينة “حنثالة” من ميناء سيراكيوز الإيطالي في 13 يوليو/تموز، ورست في جاليبولي في 15 يوليو/تموز لإصلاح أعطال فنية. ويوم الأحد، أبحرت مجددًا إلى غزة.
أسطول الحرية هو مجموعة من السفن التي تحاول توصيل إمدادات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي الثاني من مايو/أيار، تعرضت سفينة التحالف “الضمير” لهجوم من طائرة مسيرة إسرائيلية أثناء محاولتها الإبحار باتجاه غزة، ما أدى إلى إحداث ثقب في بدنها ونشوب حريق في مقدمتها.
في 9 يونيو/حزيران، احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي سفينة “مادلين”، إحدى سفن أسطول الحرية، في المياه الدولية أثناء توجهها إلى قطاع غزة المحاصر لتوصيل مساعدات إنسانية. واحتجزت السفينة وعلى متنها 12 ناشطًا دوليًا. ورحّلت إسرائيل الناشطين لاحقًا بشرط تعهدهم بعدم العودة.
**كسر الحصار ووقف الإبادة الجماعية
وقالت البرلمانية الفرنسية غابرييل كاتالا، التي شاركت في انطلاق السفينة من ميناء جاليبولي الإيطالي، لوكالة الأناضول، إن هدف انطلاق السفينة “حنظلة” هو إظهار إمكانية كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأضافت: “أتوقع أن نصل إلى غزة. قبل خمسة عشر عامًا، تمكنت سفينة من الوصول إلى ميناء غزة، وحظيت بترحيب حار من السكان”.
وتابعت: “نريد أن نستخدم هذه السفينة لإثبات أن الحصار المفروض على قطاع غزة يمكن كسره”.
وبالإضافة إلى إنهاء الحصار، فإن هدف حنظلة هو “وقف الإبادة الجماعية وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة”، حسب قول كاتالا.
تحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عاماً، مما أدى إلى تشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون فلسطيني تقريباً بعد تدمير منازلهم في حرب الإبادة.
«الإبادة الجماعية مستمرة منذ أكثر من واحد وعشرين شهرًا أمام أعين العالم. نراها يوميًا على هواتفنا وشاشات التلفزيون، ولا يمكننا الصمت حيال هذه الجريمة»، تابع كاتالا.
وانتقدت صمت العالم أمام ما وصفته بـ”الإفلات من العقاب” الذي يتمتع به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلة: “كناشطين ومتطوعين ضمن طاقم هذه السفينة، نشارك في عمل سلمي وسياسي لنقل الحقيقة للعالم”.
**مطلوب: التدخل الدولي
وأشارت البرلمانية الفرنسية في كلمتها إلى أن الهجوم الإسرائيلي لم يقتصر على غزة، بل امتد إلى سوريا ودول مجاورة أخرى، مشيرة إلى أن ذلك يظهر مدى “إفلات نتنياهو من العقاب”.
واعتبرت أن دعم الغرب لإسرائيل بحجة “حق الدفاع عن النفس” هو “هراء، لأن إسرائيل هي المعتدية”.
وفيما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية على سوريا، قال كاتالا: “مع أنني لا أؤيد الحكومة السورية الحالية، إلا أن للشعب السوري الحق في السيادة، ولا ينبغي أن يتعرض للقصف من قبل جيرانه. وينطبق الأمر نفسه على إيران واليمن ولبنان”.
منذ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد أواخر عام ٢٠٢٤، كثّفت إسرائيل تدخلها في جنوب سوريا، مبررةً أفعالها بـ”حماية الأقلية الدرزية”. وبهجماتها المتكررة تحت هذه الذريعة، تسعى إسرائيل إلى فرض واقع انفصالي في المنطقة، رغم تأكيد دمشق التزامها بحماية حقوق جميع أجزاء البلاد.
دعت كاتالا إلى تدخل أوروبي وأمريكي لوقف نتنياهو بفرض عقوبات مالية ودبلوماسية. وأكدت أن “القانون الدولي يُنتهك بوحشية، والعالم صامت”.
وأكد النائب الفرنسي أن فشل الناشطين في هذه المهمة لا يعني النهاية: “إذا لم ننجح فسنستمر في إرسال السفن حتى كسر هذا الحصار”.
**أسطول خاص للأطفال
قال الطبيب العام والباحث الصحي الكندي يي بينج جيه إنه يشارك في سفينة حنظلة التي تقوم بتسليم الأطراف الاصطناعية للأطفال في قطاع غزة.
وأضاف: “أسطول الحرية مُهدى لأطفال قطاع غزة. يُسجل قطاع غزة أعلى معدل بتر أطراف للأطفال مقارنةً بعدد السكان في العالم. ويحتاج حوالي 4000 طفل إلى أطراف اصطناعية”.
وأوضح أن هذه الأرقام مبنية على بيانات الأمم المتحدة، لكنها على الأرجح “أقل من الواقع”. وأشار إلى وجود حاجة كبيرة للأدوية والغذاء والمياه في قطاع غزة.
وبحسب آخر إحصائيات مكتب الإعلام الحكومي، فإن إجمالي حالات البتر في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تجاوز 4700 حالة، من بينها 18% من الأطفال.
وفي 17 سبتمبر/أيلول، صرحت منسقة الأمم المتحدة الخاصة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، سيغريد كاغ، بأن “أكثر من 22 ألف شخص في قطاع غزة أصيبوا بإصابات غيرت حياتهم، بالإضافة إلى 13 ألف إلى 17 ألف إصابة خطيرة في الأطراف”.
وتابع الطبيب الكندي قائلاً إن مهمة أسطول الحرية “لا تقتصر على توصيل الطعام أو الأطراف الصناعية، بل هي أيضاً تعبير سياسي عن التضامن. نحن هنا لدعم حق الفلسطينيين في الحرية وتقرير المصير والحياة”.
“أسوأ من الهولوكوست”
ووصف الناشط النرويجي فيدجيس بيورفند البالغ من العمر 70 عاماً الأحداث في قطاع غزة بأنها “أسوأ من الهولوكوست”.
وأضافت في تصريح لوكالة الأناضول: “لا أجد الكلمات للتعبير عن حجم هذه المأساة، لكننا هنا لنؤكد مجددا دعمنا لشعب غزة”.
وعن مشاركتها في أسطول الحرية قالت: “أشارك حالياً على متن سفينة حنظلة لكسر الحصار غير الشرعي على قطاع غزة وتقديم المساعدات وكشف جرائم الاحتلال”.
وأشارت إلى أنها دعمت بالفعل عدة بعثات سابقة لأسطول الحرية، وأضافت: “نحن ذاهبون إلى غزة وسنتمكن من الوصول إليها”.
عندما سُئلت عن رسالتها للأوروبيين، قالت: “ارفعوا أصواتكم وافعلوا ما بوسعكم من أجل شعب غزة. ما يحدث هناك مأساةٌ عظيمة وإبادةٌ جماعية. الأطفال يتضورون جوعًا. ما يحدث هنا لا يُوصف”.
منذ 2 مارس 2025، أغلقت إسرائيل جميع المعابر الحدودية مع قطاع غزة ومنعت دخول المساعدات الغذائية والطبية، مما أدى إلى تفشي المجاعة في قطاع غزة.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.
خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 200 ألف قتيل وجريح في فلسطين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.