“بيبي خارج السيطرة”.. غضب في البيت الأبيض من تصرفات نتنياهو بسوريا

وفي الأيام الأخيرة، تصاعدت التوترات والمخاوف في البيت الأبيض بشأن تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخاصة في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف في سوريا والأحداث التي تلتها في قطاع غزة والضفة الغربية.
وفقًا لموقع أكسيوس، وصفت مصادر حكومية أمريكية رفيعة المستوى نتنياهو بأنه “خارج عن السيطرة” و”يتصرف كالمجنون” بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة، التي أغضبت حتى البيت الأبيض. وأشاروا إلى أن هذه العمليات قد تقوض جهود إدارة ترامب في المنطقة.
أفادت التقارير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصل بنتنياهو وطلب منه توضيحًا بشأن قصف كنيسة في غزة خلال الأيام الأخيرة. وأعرب عن استيائه من تصعيد العمليات العسكرية. وصرح مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس: “الشعور السائد هو أن هذا الهراء مستمر يوميًا”.
يتزايد القلق داخل الحكومة الأمريكية بشأن تصرفات نتنياهو، التي تُعتبر متهورة. يصفه المسؤولون بأنه “كطفل مشاغب”، ويدعون إلى وضع حد للتصعيد الذي قد يُغرق المنطقة في مزيد من عدم الاستقرار.
في الأسبوع الماضي، قصفت إسرائيل قافلة دبابات تابعة للجيش السوري كانت متجهة إلى السويداء، عقب اشتباكات عنيفة بين ميليشيات درزية وقبائل بدوية. وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 700 شخص. وزعمت إسرائيل أن الجيش السوري متورط في هجمات ضد الأقلية الدرزية، وهو ادعاء نفته دمشق.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي لم يُكشف عن هويته قوله: “أرسلت دول مثل تركيا والسعودية رسائل غاضبة إلى إدارة ترامب بشأن تصرفات إسرائيل، كما نقل عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين شكواهم ضد نتنياهو مباشرة إلى ترامب. ومن بين هؤلاء المسؤولين المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وكلاهما صديقان مقربان لترامب”.
دعا المبعوث الأمريكي توم باراك الجانب الإسرائيلي إلى تغيير موقفه لتمهيد الطريق لحل دبلوماسي. إلا أن إسرائيل صعّدت هجماتها لاحقًا، مستهدفةً مقرًا عسكريًا والمنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي السوري. وأعرب مسؤولون في البيت الأبيض لاحقًا عن قلقهم إزاء تأثير هذه العمليات على جهود إعادة الإعمار والسلام في سوريا.
في واشنطن، أعرب مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية عن اعتقادهم بأن الهجمات كانت مدفوعة بدوافع سياسية داخلية لنتنياهو، وخاصةً ضغوط الأقلية الدرزية في إسرائيل. ووصفها أحدهم بأنها “خطأ فادح على المدى البعيد”.
من الجانب الإسرائيلي، أعرب مسؤولون حكوميون عن استغرابهم من رفض الحكومة الأمريكية شنّ ضربات على سوريا. وأكدوا أن ترامب شجّع على توسيع النفوذ الإسرائيلي هناك في بداية ولايته، وأن الهجمات استندت إلى معلومات استخباراتية حول تهديدات للدروز.
هناك قلق عميق في البيت الأبيض من أن السياسات الإسرائيلية قد تؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في سوريا وتسبب خسائر لكل من المجتمع الدرزي وإسرائيل.
وبحسب الموقع، يأتي هذا التصعيد في ظل تصاعد التوترات بين إدارة ترامب ونتنياهو. ويبدو أن نتنياهو يُعوّل على قدرته على تصعيد الموقف دون المساس بعلاقة بلاده بالولايات المتحدة، في حين يزداد إدراك مستشاري الرئيس لتأثير الحركات اليمينية المتطرفة على السياسة الإسرائيلية.
وفي نهاية المطاف، يظل الوضع في المنطقة غير مستقر، وهناك مخاوف مستمرة من أن تؤدي السياسات الإسرائيلية الصارمة إلى تعقيد الوضع في سوريا والمنطقة بشكل أكبر.