تونس.. نقابة الصحفيين تدعم ترشيح المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز لجائزة نوبل للسلام

أعلنت جمعية الصحفيين التونسيين، الثلاثاء، دعمها لترشيح المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيزي، لجائزة نوبل للسلام لعام 2025، تقديرا “لشجاعتها ودورها في الدفاع عن القانون الدولي”.
ويأتي هذا الموقف من جانب الاتحاد بعد أيام قليلة من إدراج الولايات المتحدة ألبانيز على قائمة العقوبات الخاصة بها.
في التاسع من يوليو/تموز، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو فرض عقوبات على البلاد، مشيرا إلى “جهود غير قانونية ومخزية للضغط على المحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ إجراءات ضد المسؤولين والشركات والمديرين التنفيذيين الأمريكيين والإسرائيليين”.
وقالت نقابة الصحفيين المستقلين في بيان إنها “تنضم إلى صوت الرباعي التونسي للحوار الوطني، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2015، في ترشيحها الرسمي لفرانسيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لجائزة نوبل للسلام لعام 2025”.
وأضاف الاتحاد: “يأتي هذا الترشيح تقديراً لدور ألبانيز في الدفاع عن القانون الدولي في ظل ظروف معقدة للغاية”.
وتضم الرباعية التونسية أربع منظمات هي: الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية)، والاتحاد التونسي لأصحاب العمل، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان (مستقلة)، ونقابة المحامين التونسيين.
وأعلنت الرباعية، الاثنين، ترشيحها الرسمي لألبانيز لجائزة نوبل للسلام في رسالة إلى لجنة نوبل النرويجية، وفق ما أوردته صحيفة الشعب نيوز، الناطقة باسم الاتحاد العام التونسي للشغل.
وأوضح الاتحاد التونسي أن “دعمه لهذا الترشيح نابع من عدة أسباب تتعلق بشجاعته ووضوحه وفطنته ومثاله في مقاومة المعايير المزدوجة”.
وأضافت أن ألبانيز “أضفى خلال السنوات القليلة الماضية بعداً أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً على منصب المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بفلسطين، ورفع مستوى الوضوح الأخلاقي والسياسي داخل منظومة الأمم المتحدة في وقت اتسمت فيه خطابات بعض مسؤوليها بالغموض أو التواطؤ، خاصة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023”.
وأكدت أنها “أدت واجباتها بشجاعة كبيرة رغم الضغوط وحملات التشهير التي واجهتها من جهات داعمة للكيان الصهيوني (إسرائيل). ولم ترضخ للمصالح السياسية للدول الكبرى في المجتمع الدولي، وواجهت دعوات لعزلها وفرض عقوبات عليها. ومع ذلك، واصلت أداء واجباتها بمهنية واستقلالية”.
واعتبر الاتحاد ترشيح ألبانيز ليس فقط بمثابة اعتراف بشجاعتها الشخصية واحترافيتها، بل أيضا باعتباره اعترافا رمزيا بشرعية نضال الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولة موحدة في كافة أنحاء فلسطين.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء الماضي أن ألبانيز أدرجت على قائمة العقوبات بسبب جهودها للضغط على المحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ إجراءات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة قد دعت في وقت سابق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إقالة ألبانيز من منصبها واتهمتها بـ “معاداة السامية”.
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، نشر ألبانيز عدة تقارير توثق الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، ووصف أكثر من مرة الهجمات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية بأنها “إبادة جماعية”.
وفي تقريرها الأخير، الذي صدر هذا الشهر، اتهمت مقررة الأمم المتحدة أكثر من 60 شركة عالمية، بما في ذلك شركات أسلحة وتكنولوجيا معروفة، بدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ومستوطنات الضفة الغربية.
ودعا ألبانيز، الأربعاء، ثلاث دول أوروبية إلى تقديم توضيحات بشأن توفير “مجال جوي آمن” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، بما في ذلك القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوقف العملية.
خلّفت الإبادة الجماعية أكثر من 197 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.