قوات سورية تدخل السويداء لأول مرة منذ سقوط الأسد

منذ 5 ساعات
قوات سورية تدخل السويداء لأول مرة منذ سقوط الأسد

غزت القوات السورية السويد لحل نزاع مسلح. ردت الحكومة السورية على الهجمات على قواتها المسلحة. دخلت قوات الأمن السورية محافظة السويداء بجنوب البلاد، الاثنين، عقب اشتباكات بين الدروز والبدو بدأت الأحد، ما أدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة 100 آخرين.

وبحسب مصادر محلية، فإن هذا أول اجتياح من هذا النوع لمحافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بحسب وكالة الأناضول.

اندلعت اشتباكات، الأحد، بين مجموعات مسلحة درزية وبدوية في السويداء، بعد استيلاء كل طرف على آليات. واستُخدمت أسلحة متوسطة وثقيلة، وفق مصادر محلية لوكالة الأناضول.

وأكدت مصادر أن معظم الضحايا من عناصر الجماعات المسلحة. إلا أن بعض المدنيين أصيبوا أيضًا في الاشتباكات. ووفقًا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، قُتل أكثر من 30 شخصًا وجُرح 100 آخرون حتى مساء الاثنين.

وفي رد فعل على ذلك، أصدر محافظ السويداء مصطفى البكور بياناً دعا فيه الجميع إلى ضبط النفس والاستجابة للدعوات الوطنية للإصلاح.

وأوضح أن دعوته جاءت على خلفية “الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظتنا، بدءاً من الهجوم على طريق دمشق السويداء، وما تبعه من عمليات خطف واشتباكات مسلحة وسرقة سيارات غير مرخصة لعدد من المارة”.

منذ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد (2000-2024)، بذلت الحكومة السورية الجديدة جهوداً مكثفة للسيطرة على الوضع الأمني في البلاد.

في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق، منهيةً 61 عاماً من حكم حزب البعث، منها 53 عاماً من حكم عائلة الأسد.

“هناك الكثير من الطلب” وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا لوكالة الأناضول: “منذ سقوط الأسد، تشهد السويداء فوضى أمنية كبيرة، حيث سيطرت حركات انعزالية على إرادة الشعب”.

وأضاف: “لقد حددت الحكومة مواعيد نهائية لهذه المجموعات في السويد دون الحصول على رد مناسب”.

وفي تعليقه على التطورات الأخيرة، قال البابا: “إن القوات السورية غزت السويداء لحل الصراع، لكنها تعرضت للخيانة، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى وأسر عناصر من قوات الأمن”.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن “الحكومة ردت بقوة على الاعتداءات الخبيثة على قوات الأمن والجيش، بما يضمن الوحدة الوطنية”.

وكان البابا قد صرح في تصريح سابق على قناة الإخبارية السورية الرسمية أن “الأمر من المتوقع أن يحل بحلول ظهر الاثنين”، مشيرا إلى أن الوضع الأمني أصبح تحت السيطرة.

وأكد أن دخول القوات الأمنية إلى السويداء كان “مطلباً شعبياً بعد الفوضى الأمنية المروعة التي شهدتها المحافظة منذ تحرير سورية من سلطة بشار الأسد”.

لحماية المواطنين

من جانبها، قالت وزارة الدفاع السورية: “نتابع بحزن وقلق بالغ الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء خلال اليومين الماضيين، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 30 قتيلاً ونحو 100 جريح في عدة مناطق وبلدات”.

واعتبرت أن “الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع هذه الاشتباكات ساهم في تفاقم مناخ الفوضى وعجز المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية عن التدخل، ما أعاق جهود تهدئة الأوضاع وتحقيق ضبط النفس”.

وتابعت الوزارة: “بدأنا بالتنسيق مع وزارة الداخلية بنشر وحداتنا العسكرية المتخصصة في المناطق المتضررة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفض الاشتباكات بشكل سريع وحازم”.

وأكدت التزامها بحماية المدنيين وفقا للقانون.

ودعت “جميع الأطراف في السويد إلى التعاون مع قواتنا المسلحة وقوات الأمن الداخلي وممارسة ضبط النفس”. وحذرت من أن “التصعيد المستمر يؤدي إلى تفاقم معاناة السكان المدنيين”.

الحدود مع درعا

ونشرت وكالة سانا صوراً على منصتها تيليغرام تظهر “انتشار قوى الأمن الداخلي على طول الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء استجابة للتطورات الأمنية الأخيرة في بعض مناطق محافظة السويداء”.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن قائد قوى الأمن الداخلي في درعا العميد شهيد جبر عمران قوله: “بدأت قوى الأمن الداخلي في محافظة درعا بتنفيذ عملية أمنية منظمة على طول الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء”.

وأكد أن ذلك يأتي “رداً على التطورات الأمنية الأخيرة في بعض مناطق محافظة السويداء نتيجة النزاعات التي نشأت هناك وما نتج عنها من خسائر بشرية ومادية”.

وحذر عمران “كل من تسول له نفسه استغلال الوضع الراهن للقيام بأعمال تهدد السلم الداخلي أو تعرض أمن المواطنين للخطر”، مؤكدا أن “قوى الأمن الداخلي ستتخذ إجراءات حاسمة ضد مثل هذه الأعمال وفقا للقانون”.

لكن الوكالة أفادت أن “مجموعات خارجة عن القانون من بلدة ثعلة بريف السويداء تستهدف منازل المدنيين في بلدة أم ولد بريف درعا”.

ورغم أن سانا لم تحدد طريقة الهجوم، إلا أنها قالت إن “امرأة وثلاثة أطفال أصيبوا”.

وفي تقرير منفصل يوم الاثنين، أعلنت الوكالة أن عددا غير محدد من جنود الجيش السوري قتلوا.

وأوضحت أن ذلك حدث “أثناء انتشارهم لفض الاشتباكات وحماية أهالي السويداء بعد استهدافهم من قبل مجموعات خارجة عن القانون”.

التحريض ضد سوريا

ومنذ الأحد، يطالب زعماء الدروز في سوريا وإسرائيل بتدخل دولي في سوريا، في حين ترفض أصوات درزية أخرى أي تدخل وتصر على وحدة البلاد.

وقال حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، في بيان يوم الاثنين: “نظراً لخطورة الوضع فإننا نطالب بتوفير الحماية الدولية الفورية والسريعة”.

وأعرب عن استيائه من تصرفات قوات الأمن في المنطقة.

وقال إن “كل من يشارك في الهجوم على مناطقنا وشعبنا، وكل من يحاول المساس بالأمن العام في مناطقنا، يتحمل المسؤولية الكاملة”.

واختتم تصريحه بالتأكيد على ضرورة “طلب الحماية الدولية فوراً لحماية شعبنا وأطفالنا”.

في الروز السوري ثلاثة شيوخ روحانيين: حكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف الجربوع. منصب الشيخ وراثي، ولا يجوز توليه من خارج عائلاتهم.

كما زعم الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل موفق طريف في بيان يوم الاثنين أن دروز السويداء يتعرضون لهجمات “إرهابية” ودعا إلى تدخل دولي في الشؤون الداخلية لسوريا.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له يوم الاثنين، مدعيا أنه يدافع عن الدروز، إنه “رصد عدة دبابات سورية في قريتي بيت السجن وسامع في محافظة السويداء ثم هاجم هذه الدبابات لإعاقة تحركاتها”.

وزعم أن “وجود هذه الأصول في جنوب سوريا قد يشكل تهديداً لإسرائيل”.

وتأتي هذه التطورات في ظل تحذيرات متزايدة من محاولات إسرائيل استغلال الدروز في تدخلها في سوريا، في حين تؤكد دمشق في الوقت نفسه أن جميع فئات السكان تتمتع بحقوق متساوية.

وتستخدم إسرائيل في كثير من الأحيان “حماية الدروز” كذريعة لتبرير تدخلاتها وانتهاكاتها المتكررة للسيادة السورية.

إلا أن غالبية الزعماء والوجهاء الدروز في سوريا أكدوا التزامهم بسوريا موحدة ورفضهم للتقسيم أو الانفصال في بيان مشترك صدر في وقت سابق.

ولم تشكل الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع أي تهديد لإسرائيل.

ورغم ذلك، تنفذ تل أبيب غارات جوية شبه يومية على سوريا منذ أشهر، ما أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير منشآت عسكرية سورية ومركبات وذخائر.

لقد احتلت إسرائيل معظم مرتفعات الجولان السورية منذ عام 1967. واستغلت الأحداث التي أدت إلى الإطاحة ببشار الأسد في أواخر عام 2024 لتوسيع احتلالها لمرتفعات الجولان واحتلال المنطقة العازلة السورية.


شارك