يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي أجرى مناورة تحاكي تعاملا مع غزو واسع قادم من سوريا

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي أجرى مناورة تحاكي غزوا واسع النطاق للأراضي السورية من قبل عناصر تابعة لإيران وحزب الله.
وذكرت الصحيفة أن المناورة جرت في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تتفاوض على تجديد اتفاق وقف إطلاق النار مع سوريا.
بالتفصيل، أوضح المصدر أن القيادة الشمالية أجرت أكبر مناورة في المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. وقد حاكت المناورة هجومًا مفاجئًا لحزب الله والجماعات المدعومة من إيران على جبهات متعددة. واختبرت المناورة مواقع جديدة، وعمليات إنقاذ رهائن، والتنسيق مع المدنيين السوريين.
وأضافت الصحيفة أن هدف التدريبات التي استمرت يومين وانتهت الخميس هو اختبار جاهزية الجيش لغزو بري مفاجئ من قبل آلاف المسلحين الذين يغزون الحدود الشمالية لإسرائيل من سوريا.
افترض السيناريو عدم وجود تحذير مسبق من أجهزة الاستخبارات. وعكس هذا مخاوف من أن تتعرض إسرائيل، في حرب مستقبلية مع إيران، لهجمات متزامنة من جميع الاتجاهات، بما في ذلك إطلاق صواريخ كثيفة وعمليات تسلل برية منسقة.
وبحسب تقديرات عسكرية إسرائيلية، فإن عشرات الآلاف من العناصر المسلحة من الجماعات المدعومة من إيران يتمركزون حاليا في سوريا والعراق، ويمكنهم الوصول إلى حدود مرتفعات الجولان في شاحنات صغيرة في غضون ساعات.
وبحسب الصحيفة، فإن التدريبات اختبرت قدرة البنية التحتية الدفاعية الجديدة في المنطقة على صد مثل هذه القوة لفترة كافية حتى وصول التعزيزات.
وركز التدريب على دور تسع قواعد سرية جديدة لجيش الدفاع الإسرائيلي تم بناؤها على طول الحدود السورية في الأشهر الأخيرة، وكل منها مأهولة بمئات الجنود.
وتتمتع هذه المواقع بثقل سياسي كبير، حيث يطالب النظام السوري الجديد بانسحاب إسرائيل منها كشرط مسبق لاستعادة اتفاقية فك الاشتباك بين القوات لعام 1974 والتي فشلت خلال الحرب الأهلية السورية.
خلال التدريبات، قام ضباط القيادة الشمالية بتقييم مدى قدرة هذه المواقع على توفير الوقت الحاسم للجيش في حالة وقوع غزو واسع النطاق.
وقال كبار الضباط العسكريين الإسرائيليين: “كانت النتيجة واضحة: تم منح القوات المتمركزة في هذه المواقع الجديدة على الجانب السوري عدة ساعات لإرسال التعزيزات، وتفعيل فرق الاستجابة للطوارئ المحلية، وتعزيز دفاعات الحدود، وزيادة القوة الجوية لاعتراض أي غزو”.
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن الديناميكيات المتغيرة في الشرق الأوسط أدت أيضًا إلى لحظات غير مسبوقة أثناء التدريب عندما حافظ ضباط الارتباط المؤقتون بالجيش على اتصال مباشر مع كبار الشخصيات في القرى السورية بالقرب من المواقع الأمامية لطمأنتهم إلى أن ضجيج الطائرات والانفجارات كان جزءًا من تدريب وليس قتالًا حقيقيًا.
وقام الجيش الإسرائيلي أيضاً بمحاكاة سيناريوهات يمكن أن يتعرض فيها مدنيون سوريون محاصرون بين المواقع الإسرائيلية للإصابة في تبادل لإطلاق النار، مما قد يتطلب بعد ذلك المساعدة الطبية والإجلاء من قبل القوات الإسرائيلية.
وفي إطار نفس المحاكاة، تم التنسيق مع قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF)، وهي قوة حفظ السلام الدولية التي ستساعد في استعادة الهدوء في حال التوصل إلى اتفاق مستقبلي.
وبحسب المصدر ذاته، فإن عملية التوغل المحاكية جرت على طول 65 كيلومترا من الحدود، وشملت عدة نقاط تسلل اخترق فيها المسلحون مواقع إسرائيلية بعد قتال عنيف.
وذكرت الصحيفة أن جنود الفرقة 210 تدربوا على سيناريوهات صعبة للغاية، بما في ذلك اختطاف مدنيين إسرائيليين إلى داخل الأراضي السورية.
وشملت هذه السيناريوهات الدعم الجوي القريب، والمطاردة عالية السرعة، واستخدام وحدات الإنقاذ الطارئة الجديدة التي أنشأها سلاح الجو على أساس الدروس المستفادة بعد السابع من أكتوبر.
وبالإضافة إلى ذلك، أكدت القيادة الشمالية أن “المنطقة الحمراء” على الأراضي السورية أثبتت أنها منطقة عازلة مهمة، مما يجعل من الممكن تحييد معظم القوات الغازية قبل أن تتمكن من التقدم إلى إسرائيل.
في حالات قليلة فقط، نجح المسلحون في دخول القطاع واحتجاز الرهائن. أدى ذلك إلى تفعيل بروتوكول إنقاذ خاص يُسمى “جيش السماء”، والذي نشر فرق تدخل لتحرير السجناء الذين ما زالوا على الأراضي الإسرائيلية.
في تطورٍ ملحوظ، أفادت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي بدأ تدريب وحدات النخبة من القوات الخاصة، بالإضافة إلى كتائب المشاة النظامية، على سيناريوهات احتجاز الرهائن في المناطق المدنية الحضرية. وركز التدريب بشكل رئيسي على جنوب مرتفعات الجولان، حيث تُصعّب تضاريسها الطبيعية، مثل مجاري الأنهار، كشف عمليات التسلل مقارنةً بالسهول المفتوحة في الهضبة الشمالية.
ومع ذلك، أجريت عمليات محاكاة للاختراقات في شمال الجولان، بما في ذلك بالقرب من قرية الخضر الدرزية، مقابل مجدل شمس.
وتقع القرية تحت حماية الجيش الإسرائيلي بسبب التهديد الذي تشكله الميليشيات المتطرفة التي تستهدف الأقلية الدرزية في سوريا.
توضح الصحيفة أن التركيز على جنوب مرتفعات الجولان يعود أيضًا إلى الوضع غير المستقر لسكانها. فمئات السكان في المنطقة على صلة بتنظيم القاعدة، وقد استضافت سابقًا مجموعات تابعة لتنظيم داعش. وعلى عكس قرى وسط وشمال سوريا التي سلمت أسلحتها للجيش الإسرائيلي، رفض سكان جنوب مرتفعات الجولان مؤخرًا تسليم أسلحتهم، وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت.
وفي هذا السياق، قال ضابط في القيادة الشمالية: “لقد تدربنا أيضًا مع الفرق الطبية على سيناريوهات الإصابات الجماعية والأشخاص المفقودين، باستخدام بروتوكولات جديدة تم تطويرها نتيجة لأحداث 7 أكتوبر. وتدربنا على كيفية التواصل مع النظام السوري لتجنب سوء التقدير أو التصعيد”.
وخلص الجيش الإسرائيلي إلى أنه يعمل الآن وفق مبدأ قتالي جديد، وهو استراتيجية دفاعية متعددة الطبقات مصممة لوقف الهجمات المتعددة الأطراف تدريجيا.