من الخريطة “غير المقبولة” لتأجيل مناقشة الانسحاب.. إلى أي محطّة وصلت مفاوضات غزة؟

منذ 3 ساعات
من الخريطة “غير المقبولة” لتأجيل مناقشة الانسحاب.. إلى أي محطّة وصلت مفاوضات غزة؟

رغم التفاؤل الذي ساد الأيام الأخيرة بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في قطاع غزة، إلا أن الشكوك تتزايد بين الأطراف المعنية حول جدية الجانب الإسرائيلي.

ساد تفاؤلٌ شديدٌ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى في قطاع غزة. حتى أن مسؤولين إسرائيليين صرّحوا بأن ترامب ينوي الإعلان عن اتفاق تبادل الأسرى خلال لقائه نتنياهو في البيت الأبيض الاثنين الماضي، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

1_11zon

لكن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ختام زيارته لواشنطن يوم الجمعة عن التوصل إلى اتفاقيات “تاريخية” مع ترامب بشأن غزة كان دليلا على تصلب واضح في الموقف الإسرائيلي.

وقال نتنياهو إن إسرائيل تسعى إلى التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح نصف السجناء الإسرائيليين الأحياء والأموات مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوما، يتبعه مفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار.

2_11zon

لكن شرطًا إسرائيليًا آخر خيّب آمال التوصل إلى اتفاق بالسرعة التي أملها الوسطاء. فقد أكد نتنياهو أن وقف إطلاق النار الدائم يعتمد على نزع سلاح المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس. علاوة على ذلك، من الضروري ضمان ألا تشكل غزة تهديدًا مستقبليًا من خلال تدمير جميع القدرات العسكرية والحكومية.

ويتكوف: خطة الانسحاب “غير مقبولة”

وذكرت القناة 12، الخميس الماضي، أن مسؤولين إسرائيليين، على رأسهم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، التقوا مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومسؤول قطري كبير في البيت الأبيض، لبحث الخلافات بشأن انتشار الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

أفادت مصادر للإذاعة العبرية أن فيتكوف والمسؤول القطري أكدا للوزير الإسرائيلي خلال اللقاء المتوتر أن الخريطة التي قدمتها إسرائيل غير مقبولة وقد تُعرقل المفاوضات. كما حذّر المسؤول القطري من أن حماس لن تقبل باتفاق ينص على انسحاب محدود.

3_11zon

وفي اللقاء ذاته، أكد ويتكوف أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن تقبل بخريطة مشابهة لـ”خطة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش”، التي تتصور وجوداً إسرائيلياً دائماً في أجزاء واسعة من قطاع غزة.

وذكرت القناة 12 نقلا عن مصادر أن مسؤولين إسرائيليين قدموا خطة انسحاب جديدة بعد اجتماعهم مع ويتكوف، تضمنت انسحابا عسكريا أكثر شمولا.

لكن موقع أكسيوس قال نقلا عن مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة اقترحت تأجيل المحادثات بشأن الانسحاب الإسرائيلي إلى حين التوصل إلى اتفاقات نهائية بشأن قضايا تفاوضية أخرى.

أوضح المسؤول الأمريكي أن واشنطن اقترحت تركيز المفاوضات في هذه المرحلة على إطلاق سراح الأسرى والمساعدات الإنسانية فقط، دون التطرق إلى الانسحاب الإسرائيلي من غزة. كما أشار إلى أن تل أبيب أصرت على إقامة منطقة عازلة بعرض يتراوح بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات في رفح جنوب قطاع غزة، وكيلومتر واحد إلى كيلومترين على طول بقية حدود غزة.

4_11zon

العقبات الإسرائيلية

وأكدت شبكة CNN، السبت، أن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في قطر لا تحقق أي تقدم بسبب مطالب إضافية من تل أبيب، بحسب مصدر مصري مطلع.

أعلن مسؤول في حماس اليوم تعثر المحادثات مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وحمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية تعثر المفاوضات، مشيرًا إلى أنه وضع شروطًا جديدة مرارًا وتكرارًا. ومؤخرًا، عرض خرائط جديدة تُظهر مواقع القواعد العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

أكد ممثل آخر لحركة المقاومة الفلسطينية أن الموقف الإسرائيلي من إعادة انتشار القوات يُمثل العقبة الرئيسية أمام إتمام المفاوضات. وأشار إلى أن حماس أبدت مرونة كبيرة بعدم إصرارها حاليًا على الانسحاب الإسرائيلي الكامل، كما فعلت في مفاوضات سابقة.

محتوى مقترح التفاوض ومواقف الأطراف

ويتضمن الاقتراح الذي يتفاوض عليه الجانبان، بحسب معلومات مسربة، جدولا زمنيا لإطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء ورفات 18 آخرين خلال فترة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما.

5_11zon

وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن عدد غير محدود من السجناء الفلسطينيين، وسينسحب الجيش الإسرائيلي من مواقع معينة تم الاتفاق عليها مسبقاً في شمال قطاع غزة.

ومع دخول وقف إطلاق النار الذي يستمر 60 يوما حيز التنفيذ، ستبدأ إسرائيل وحماس مفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار، مع السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة فور بدء وقف إطلاق النار.

موقف حماس

أكدت حماس في بيان لها الأربعاء الماضي أن قيادتها تواصل جهودها الحثيثة لإنجاح جولة المفاوضات الحالية. وأعلنت إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين لضمان نجاح جهود الوساطة. كما جددت رفضها البقاء في السلطة في مرحلة ما بعد الحرب.

وذكرت الحركة أن مطالبها تتضمن وقف إطلاق النار الدائم، الذي يبقى نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات مع إسرائيل، بالإضافة إلى ضمانات من الولايات المتحدة باستمرار المفاوضات خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وعدم انتهاك إسرائيل له.

6_11zon

إلى ذلك، تصر حركة المقاومة الفلسطينية على أن تتولى الأمم المتحدة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وأن تنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المواقع التي احتلتها بعد خرق وقف إطلاق النار الأخير، بما في ذلك شمال قطاع غزة.

– موقف إسرائيل

خلال جولات المفاوضات بين الجانبين، حددت إسرائيل عدة أهداف غير قابلة للتفاوض إلى جانب إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة، بما في ذلك تدمير قدرات حماس، وإنهاء وجودها السياسي والعسكري في قطاع غزة، ونفي قادتها إلى الخارج، والحفاظ على السيطرة الأمنية على قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

إسرائيل: ضغوط متناقضة

7_11zon

بينما لا يزال الوضع التفاوضي يشوبه التفاؤل والتشاؤم، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا داخليةً مُعاكسة. وبينما تُطالب عائلات الأسرى بالتوصل إلى اتفاق مع حماس في أسرع وقت ممكن، يُهدد عدد من الوزراء الإسرائيليين المتطرفين، بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن إيتامار بن غفير، بحل الائتلاف الحاكم.

وفي بيان صدر اليوم السبت، أعربت جمعية أهالي الأسرى الإسرائيلية عن قلقها العميق إزاء تعثر المفاوضات، وأكدت أن الأغلبية داخل الحكومة والمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) تؤيد تبني اتفاق التبادل.


شارك