خبراء: تأجيل صندوق النقد الدولي للمراجعة الخامسة تستهدف الضغط لتخفيض دور الحكومة في الاقتصاد

منذ 4 ساعات
خبراء: تأجيل صندوق النقد الدولي للمراجعة الخامسة تستهدف الضغط لتخفيض دور الحكومة في الاقتصاد

فؤاد: إشارة تحذيرية بأن تمويل صندوق النقد الدولي المرتبط بالإصلاحات لن يُمنح دون التزامات واضحة. شافعي: مصر مستمرة في الإصلاحات المتفق عليها ومن غير المرجح تأجيلها.

يرى اقتصاديون أن تأجيل المراجعة الخامسة لصندوق النقد الدولي لقرض مصر سيزيد الضغط على الحكومة لتسريع الإصلاحات المتعلقة بخروج الدولة من الاقتصاد. ويتوقعون أن يؤثر ذلك سلبًا على الاقتصاد المصري، إذ قد يؤخر استلام شريحة القرض البالغة 1.2 مليار دولار، وربما يُجمّد أو يُؤخّر بعض الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي.أعلنت جولي كوزاك، المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، أن الصندوق سيجمع المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج مساعداته لمصر. ومن المقرر استكمال المراجعتين خريف هذا العام.وفقًا لتصريحات كوزاك لبرنامج “الاقتصاد الشرقي مع بلومبرغ”، أشار صندوق النقد الدولي خلال زيارته للقاهرة من 8 إلى 16 يونيو/حزيران إلى إحراز تقدم بنّاء في السيطرة على التضخم وتحسن ملحوظ في احتياطيات النقد الأجنبي. ومع ذلك، شدد الصندوق على ضرورة إجراء إصلاحات أعمق لتقليص دور الدولة في الاقتصاد وتسريع برنامج خصخصة الشركات المملوكة للدولة.وخلال الزيارة الأخيرة، تمت مناقشة قدرة الحكومة المصرية على الوفاء بالتزاماتها بشأن حجم أسهم الدولة المصدرة للشركات العامة.أوضح الخبير الاقتصادي محمد فؤاد أن تأجيل المراجعة الخامسة جاء رغم التقدم الملحوظ الذي أحرزته مصر في مكافحة التضخم وزيادة الاحتياطيات. ومع ذلك، يرى الصندوق أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتحقيق تقدم ملموس في الإصلاحات، لا سيما في الحد من التدخل الحكومي في الاقتصاد وتحسين مناخ الأعمال بما يُمكّن القطاع الخاص من تحقيق نمو مستدام. وأضاف أن مصر لا تزال على المسار الصحيح، وأن المراجعة لم تُلغَ، بل دُمجت مع المراجعة المقرر إجراؤها في الخريف. ومع ذلك، فإن هذا يتوقف على تحقيق إصلاحات ملموسة في غضون بضعة أشهر. وصرح فؤاد قائلاً: “رسالة الصندوق واضحة: لا تمويل دون تقدم حقيقي”.أوضح فؤاد أن تأجيل صرف الدفعات لا يعني رفضها، بل يُعقّد خطة التمويل، إذ يُؤخّر استلام دفعة قدرها 1.2 مليار دولار. كما يُحتمل تجميد أو تأخير جزء من مساعدات ميزانية الاتحاد الأوروبي، مما يُشكّل تحدياتٍ أمام تمويل الاحتياجات الإجمالية.أشار فؤاد إلى أنه في ظل تأخر صرف الدفعة، ثمة ثلاثة خيارات تمويلية بديلة: إصدار ديون جديدة، سواءً على شكل سندات محلية أو دولية أو صكوك؛ وتسريع بيع الأصول العامة لتوليد تدفقات دولارية مباشرة؛ ومواصلة تدفقات الأموال الساخنة التي ازدادت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. وقال إن تأخر الصرف ليس نهاية المطاف، بل هو إشارة تحذيرية بأن التمويل المرتبط بالإصلاح لن يُقدم دون التزامات واضحة.من جانبه، قال مصطفى شفيع، رئيس الأبحاث في عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إنه كان يتوقع تأجيل مراجعة صندوق النقد الدولي، خاصة في ظل تنفيذ مصر للإصلاحات المتفق عليها، والتي تضمنت مرونة سعر الصرف، وانخفاض التضخم، وخفض أسعار الفائدة، ومعالجة عجز الموازنة الحكومية، وزيادة الإيرادات، وضبط الإنفاق.مع ذلك، أكد الشافعي أن أحد أهم عناصر خطة الإصلاح الهيكلي يتعلق بانسحاب الدولة من الاقتصاد. “يرى الصندوق أن الدولة لم تتخذ خطوات سريعة نحو الانسحاب. لقد وضعت الحكومة الخطة، وحددت الشركات، وزادت عددها، لكن التنفيذ على أرض الواقع غير كافٍ”. وقد أدى ذلك إلى تأجيل المراجعتين الخامسة والسادسة إلى حين اتخاذ إجراءات إضافية بشأن هذه المسألة.وأضاف شفيع أن الأحداث العالمية الأخيرة ضغطت على الحكومة. وأشار إلى أن تأجيل المراجعتين من المرجح أن يؤثر سلبًا على الاقتصاد المصري. ويُعتبر صندوق النقد الدولي رمزًا أو ختم موافقة للمستثمرين العالميين والمؤسسات المالية والتصنيفات الائتمانية. وسيكون لإجراء المراجعة في موعدها المحدد عواقب اقتصادية سلبية.المراجعتان الخامسة والسادسة جزء من البرنامج المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي. وقد وافق الصندوق على صرف الشريحة الرابعة من القرض، والبالغة 1.2 مليار دولار أمريكي، مطلع أبريل. وكان مجلس إدارة الصندوق قد وافق سابقًا على نتائج المراجعة الرابعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي للحكومة المصرية.وفي مارس/آذار 2024، تمكنت مصر من زيادة حجم برنامجها مع صندوق النقد الدولي من 3 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار، ما جذب التمويل والاستثمار الذي ساعدها على تجاوز الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد في أوائل عام 2022.وفي أحدث تقرير له عن آفاق الاقتصاد العالمي في أبريل/نيسان، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في مصر للعام الحالي والعام المقبل بنحو 0.2 نقطة مئوية.


شارك