من إشبيلية.. المشاط تدعو لتمويل عادل وشراكات تدفع التنمية في الدول النامية

عقدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي اجتماعات ثنائية موسعة مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين وممثلي الحكومات خلال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية بإسبانيا.
وناقشت وزيرة التعاون الدولي، مع جوزيف سيكيلا، مفوض الشراكات الدولية بالاتحاد الأوروبي، تطورات الشراكة الاستراتيجية المصرية الأوروبية، لا سيما آلية الدعم الاقتصادي الكلي والمالي بقيمة 4 مليارات يورو، وآلية ضمان الاستثمار بقيمة 1.8 مليار يورو، واللتان تم تفعيلهما هذا العام لتعزيز الاستثمار وزيادة الضمانات المتاحة من المؤسسات الدولية.
التقت المشاط بوزير الاقتصاد الإسباني كارلوس كويربو، وأكدت على أهمية المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، الذي يمثل لحظة محورية في سبيل الوفاء بالتزامات المجتمع الدولي بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في ظل الأزمات المتكررة التي يواجهها العالم، والتي تؤثر على قدرة الدول النامية والناشئة على تلبية متطلبات عملية التنمية.
أكدت المشاط على أهمية منصة عمل إشبيلية، التي تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في منهجية تمويل التنمية والمناخ. وتركز على تمكين الدول من تطوير استراتيجياتها التمويلية الوطنية، وربط الخطط الوطنية بالتمويل العملي، وتوسيع نطاق أطر التمويل الوطنية المتكاملة، ونشر دليل تمويلي عالمي لمواءمة الدعم الدولي مع أولويات كل دولة. وأوضحت أنه في ظل تباطؤ التنمية في العديد من الدول نتيجة محدودية الموارد المالية، أصبح تنفيذ توصيات وأهداف هذا المؤتمر أمرًا بالغ الأهمية لإعادة هذه الدول إلى مسارها الصحيح ومواجهة التحديات التي تواجهها.
كما التقت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي مع أكسل فان تروتسنبرغ، نائب رئيس البنك الدولي لشؤون سياسات التنمية والشراكات، وهيروشي ماتانو، نائب الرئيس التنفيذي للوكالة الدولية لضمان الاستثمار (MIGA). وناقش اللقاء العلاقة المشتركة مع مجموعة البنك الدولي والمؤسسات التابعة لها، لا سيما فيما يتعلق بتمويل القطاع الخاص وتوسيع نطاق ضمانات الاستثمار لتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي. كما استعرضت تقرير الوزارة الذي يرصد حجم التمويل الميسر المقدم للقطاع الخاص منذ عام 2020، والذي تجاوز 15.6 مليار دولار أمريكي.
كما التقت بأوديل رينو باسو، رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وأكدت على عمق العلاقات بين الحكومة المصرية والبنك في مختلف المجالات في إطار الشراكة الاستراتيجية. وتُعدّ مصر من أوائل الدول التي أنشأت البنك، ومن أكبر الدول العاملة فيه عالميًا. كما ناقش الجانبان ملف التعاون الحالي والمستقبلي بين مصر والبنك، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمار في مشاريع القطاع الخاص.
كما أكدت المشاط على أهمية دور بنوك التنمية متعددة الأطراف في دعم الدول في جهودها نحو التنمية المستدامة من خلال توفير تمويل منخفض الفائدة، وتعزيز نقل المعرفة، وبناء القدرات المؤسسية. كما تُسهم هذه البنوك في تحفيز الاستثمار في قطاعات رئيسية كالبنية التحتية والطاقة والصحة والتعليم، مما يُمكّن من تحقيق نمو شامل ومستدام. وأضافت أنه في ظل التحديات العالمية المتزايدة، لا بد من تعزيز التعاون مع هذه المؤسسات لدفع أجندة التنمية وتحقيق الأهداف المشتركة.
تضمنت الاجتماعات الثنائية لقاءً بين المشاط ونادية كالفينو، رئيسة بنك الاستثمار الأوروبي. وناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية. وأكدت كالفينو أن بنك الاستثمار الأوروبي يُعدّ أحد أكبر شركاء التنمية متعددي الأطراف لجمهورية مصر العربية، وعضوًا رئيسيًا في مبادرة “فريق أوروبا”، ويدعم مجموعة واسعة من مشاريع التنمية في القطاعات الاقتصادية الرئيسية.
أكدت المشاط أن مصر تُعدّ أكبر دولة عمليات لبنك الاستثمار الأوروبي خارج أوروبا، وأن البنك يعمل بشكل وثيق مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين لدعم وتمويل المشاريع ذات الأولوية. ويتجلى ذلك بوضوح في مشاريع المنصة الوطنية لبرنامج “نوافي”، حيث يُعدّ البنك الشريك التنموي الرئيسي في محور “نوافي+” للنقل المستدام.
خلال المؤتمر، التقت المشاط بوزيرة الاقتصاد المغربية، نادية فتاح علوي. وبحث الجانبان تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والمغرب من خلال زيادة الاستثمارات المشتركة وتبادل الخبرات في مجال تمويل التنمية والتكامل الإقليمي. وأكدت المشاط على عمق العلاقات الثنائية بين مصر والمغرب، وأهمية تعزيز التعاون في مجال التنمية الاقتصادية والاستفادة من الشراكات الدولية بما يعكس عمق الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين ويخدم مصالح شعبيهما.
شملت اللقاءات الثنائية التي أجرتها المشاط مع إدموندو تشيريللي، نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الإيطالية، بحث تطوير العلاقات الاقتصادية المصرية الإيطالية وبرامج التعاون التنموي الجاري تنفيذها، لا سيما برنامج مبادلة الديون بالتنمية.
ناقشت المشاط التطورات الاقتصادية العالمية والتغيرات في تمويل التنمية، وأثرها على الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز العمل المناخي وتعبئة الاستثمارات الخضراء، مع سيمون ستيل، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. كما ناقشت الاستعدادات الجارية لقمة المناخ (COP30) في البرازيل، وأكدت على ضرورة تعزيز قدرات الدول النامية وتمكينها من الحصول على تمويل مناخي عادل. كما أكدت على ضرورة تعزيز المنصات الوطنية التي تدعم جهود التنمية والعمل المناخي.
التقت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي مريم بنت علي بن ناصر المسند مع وزير التنمية الاجتماعية وشؤون الأسرة بدولة قطر، حيث ناقشا الاستعدادات الجارية لقمة التنمية الاجتماعية المقبلة في قطر وأهمية الأخذ في الاعتبار مخرجات المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في السياسات والبحوث.
التقت المشاط أيضًا بكارستن ستور، رئيس لجنة المساعدات الإنمائية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وناقش الجانبان تطوير العلاقات الثنائية في إطار البرنامج الوطني وأهميته للتنمية الاقتصادية في مصر. كما ناقشا تطوير التعاون الإنمائي العالمي في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة وتوجه العديد من الدول لخفض تمويلاتها الإنمائية.
أكدت المشاط على ضرورة تعزيز الشراكات مع المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف لجذب الاستثمارات. كما أكدت على أهمية تركيز التعاون التنموي بشكل أكبر على المساعدة الفنية وتمويل دراسات الجدوى، باعتبار المساعدة الفنية وبناء القدرات ركيزتين أساسيتين لاستراتيجيات التنمية.
وناقشت المشاط مع جاي كولينز نائب رئيس مجموعة سيتي بنك، نتائج المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، وجهود إعادة هيكلة النظام المالي العالمي، وتوسيع آليات التمويل المبتكرة لتعزيز جهود تمويل التنمية.
كما التقى وزير التخطيط والتعاون الدولي نيكولاس ستيرن، رئيس معهد غرانثام للأبحاث في كلية لندن للاقتصاد. وناقش الجانبان تطورات تمويل التنمية العالمي في ضوء تخفيضات مساهمات بعض الدول في تمويل التنمية، وجدول أعمال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية، وأهمية دليل شرم الشيخ للتمويل العادل كآلية فعّالة ومساهمة في تعزيز التمويل العادل للمناخ في الدول النامية.