مقاول مساعدات في غزة: رأيت زملاء يطلقون النار على فلسطينيين جائعين

وقال مسؤول أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل إنه رأى زملاءه في نقاط توزيع المساعدات في قطاع غزة يطلقون النار بشكل متكرر على الفلسطينيين الجوعى، على الرغم من أنهم لم يشكلوا أي تهديد.
وفي حديثه لبي بي سي، أوضح أن الحوادث تضمنت قيام حارس أمن بإطلاق النار على مجموعة من النساء والأطفال وكبار السن من برج مراقبة لأنهم كانوا يتحركون ببطء.
وصف الموظف، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، مشهدًا صادمًا أُطلقت فيه 15 إلى 20 طلقة نارية على حشد من المدنيين. قال أحد زملائه ساخرًا: “يبدو أنك أصبت أحدهم”، قبل أن ينفجر الجميع ضاحكين.
وزعم أن إدارة المنشأة تجاهلت تقريره لأنها افترضت أن الرجل الفلسطيني الذي سقط على الأرض “تعثر أو أغمي عليه من الإرهاق”.
نفت المنظمة هذه الاتهامات نفيًا قاطعًا، ووصفت الموظف السابق بأنه “ساخط وطُرد لسوء السلوك”. إلا أنه نفى ذلك، وادعى أنه استمر في تلقي راتبه لمدة أسبوعين بعد مغادرته الشركة.
ثقافة “عدم وجود قواعد” في مواقع المساعدات
قال الموظف إن الموظفين في مواقع المنظمة الأربعة لم يتلقوا تعليمات أو بروتوكولات واضحة للانتشار، وسُمح لهم باستخدام القوة المميتة دون مبرر. وأضاف أن قائد الفريق أخبرهم مباشرةً: “إذا شعرتم بالتهديد، فأطلقوا النار على القاتل واسألوا لاحقًا”.
ووصف بيئة العمل بأنها “خالية من القواعد”، مضيفًا: “كان الشعور هو: نحن ذاهبون إلى غزة، لذا افعلوا ما تريدون”.
كما أشار إلى وجود كاميرات مراقبة في جميع المواقع، مما يُناقض ادعاء المنظمة بتعرض مدنيين للأذى. وأكد أن إطلاق النار الذي ظهر في مقاطع الفيديو التي استعرضتها بي بي سي لا يمكن تبريره بالادعاء بأنه من عمل الجيش الإسرائيلي وحده.
مزيد من الإصابات والاستهزاء بالفلسطينيين
اتهم الموظف السابق زملاءه باستخدام رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ضد المدنيين. وأشار إلى إصابات خطيرة في الحشد، منها إصابة امرأة في رأسها بمقذوف معدني من قنبلة صوتية، ورجل تعرض لرش مباشر برذاذ الفلفل. وأوضح أن حواجز الأسلاك الشائكة تسببت أيضًا في إصابات بسبب حشد المتظاهرين.
وأشار أيضاً إلى استخدام مصطلحات مهينة مثل “جحافل الزومبي” لوصف المدنيين الفلسطينيين، وهو ما قال إنه دليل على “استخفاف تام بالحياة البشرية”.
انتقادات من الأمم المتحدة ودعوات لإغلاق صندوق التنمية العالمي
تعرّضت مؤسسة الهلال الأحمر الفلسطيني، التي بدأت عملها نهاية مايو/أيار بعد حصار إسرائيلي دام أحد عشر أسبوعًا، لانتقادات لاذعة من المنظمات الدولية. وأكدت الأمم المتحدة وأطباء محليون مقتل أكثر من 400 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مرافق المؤسسة، حيث اضطر الناس إلى عبور مناطق القتال النشطة.
دعت أكثر من 170 منظمة، منها أوكسفام وإنقاذ الطفولة، إلى إغلاق هذه المواقع، مستشهدةً بهجمات متكررة على المدنيين من قِبل القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة. وتنفي إسرائيل استهدافها المتعمد للمدنيين، وتقول إن النظام الحالي يمنع وصول المساعدات إلى حماس.
في المقابل، تزعم المنظمة أنها وزعت أكثر من 52 مليون وجبة في خمسة أسابيع، وتتهم المنظمات الأخرى بالفشل في تقديم المساعدة ومنع السرقة.
سياق أكبر
أُطلقت حملة صندوق الإغاثة الإنسانية العالمي (GHF) في أعقاب المجاعة التي فرضتها سلطة الاحتلال عمدًا على قطاع غزة. بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية ممنهجة ضد السكان المدنيين الفلسطينيين. وقد لقي أكثر من 57,130 شخصًا حتفهم، معظمهم من الأطفال والنساء.