مسئول إسرائيلي: مقترح غزة يشمل ضمانات غير قطعية لإنهاء الحرب

ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصدر إسرائيلي لم تسمه قوله: “أبدت إسرائيل مرونة في الاقتراح الأخير فيما يتعلق بحجم الانسحاب وتوزيع المساعدات الإنسانية”.
ورغم أن الوثيقة لم تتضمن وعداً قاطعاً بأن إسرائيل ستنهي الحرب، فإنها تضمنت ضمانات قوية.
قال مسؤول إسرائيلي يوم الأربعاء إن مسودات صفقة تبادل الأسرى ومقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة تتضمن ضمانات أقوى لإنهاء الحرب لكنها لا تمثل وعدا نهائيا.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مسؤول إسرائيلي لم تكشف عن هويته قوله: “بحسب الوثيقة الأخيرة، التي رد عليها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بشكل إيجابي، أظهرت إسرائيل مرونة تجاه حماس في عدة نقاط”.
وفي يوم الثلاثاء، زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على موقع Truth Social أن إسرائيل قبلت “الشروط الضرورية” لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا في قطاع غزة.
وبحسب المصدر الإسرائيلي فإن “المشاريع الحالية التي وافق عليها ديرمر تتضمن ضمانات أقوى لإنهاء الحرب”.
وقال: “إن الوثيقة أظهرت مرونة في البنود المتعلقة بمدى الانسحاب الإسرائيلي خلال وقف إطلاق النار وتوزيع المساعدات الإنسانية”.
وأضاف: “على الرغم من أن الوثيقة لا تتضمن وعداً قاطعاً بشأن نية إسرائيل إنهاء الحرب، إلا أنها تتضمن ضمانات قوية جداً في هذا الصدد”.
وفي هذا السياق أشار إلى أن “الوثيقة تنص على سبيل المثال على أن الوسطاء مسؤولون عن ضمان استمرار المفاوضات في ظل ظروف معينة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال 60 يوما من وقف إطلاق النار”.
قال المصدر: “هذه ليست مجرد كلمات، بل تعكس أيضًا الجو العام، الذي يُظهر لحماس مدى رغبة الأمريكيين وقدرتهم على استدراج إسرائيل إلى هناك”، ويقصدون بذلك إنهاء الحرب.
وأصرت حماس على إدخال تعديلات على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بشأن انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتوزيع المساعدات الإنسانية عبر وكالات الأمم المتحدة، وتقديم ضمانات أميركية أقوى بشأن إنهاء الحرب في حال تنفيذ الاتفاق.
وذكرت الصحيفة: “يعتقد ترامب أن وقف إطلاق النار المؤقت سيضع الأساس لحل أكثر استدامة ويمكّن من تنفيذ خطة أميركية لما بعد الحرب”.
وأضافت: “بموجب الخطة التي أطلق عليها اسم خطة ويتكوف، سيتم إعادة 10 رهائن أحياء و15 رهينة ميتين لا تزال جثثهم محتجزة في غضون شهرين”.
وتابعت الصحيفة: “إن إسرائيل ستصر أيضاً على إبعاد حماس عن السلطة، ناهيك عن إخراج قياداتها من قطاع غزة وحل جناحها العسكري رسمياً”.
وأضافت: “لكن السؤال الرئيسي يبقى حول شكل البنية القيادية في غزة بعد الحرب، وما إذا كانت الدول العربية الكبرى ستلعب دورا فعالا”.
ولم تعلق حماس في البداية على هذه المعلومات.
تُقدّر تل أبيب وجود 50 سجينًا إسرائيليًا في غزة، 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في غضون ذلك، يقبع أكثر من 10,400 فلسطيني في السجون، يعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي. وقد لقي العديد منهم حتفهم، وفقًا لتقارير حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية.
وقالت الإذاعة إن المفاوضات توقفت خلال الأسابيع الأخيرة ولم يتم تحقيق أي تقدم ملموس بشأن هذه القضية.
أعلنت حماس مرارًا استعدادها لإطلاق سراح سجناء إسرائيليين مقابل وقف الإبادة الجماعية، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين. إلا أن نتنياهو تملص من هذا العرض ووضع شروطًا جديدة، منها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.
خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة ما يقرب من 191 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال.