وزيرة البيئة: نأمل الوصول إلى 50 مليون مزارع بحلول عام 2030 يطبقون الزراعة الحيوية

منذ 10 ساعات
وزيرة البيئة: نأمل الوصول إلى 50 مليون مزارع بحلول عام 2030 يطبقون الزراعة الحيوية

• وزير البيئة يؤكد استمرار تقديم الدعم والمساعدة للمزارعين المصريين فيما يتعلق بشهادات ثاني أكسيد الكربون.

 

• حوافز في شكل اعتمادات كربونية لمزارعي التخفيف من آثار تغير المناخ من مختلف المحافظات الذين أظهروا التزامًا حقيقيًا بالتحول إلى الزراعة العضوية والمساهمة في حماية التنوع البيولوجي والمناخ.

أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد على الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة المصرية لربط القطاع الزراعي بتغير المناخ، وكيف يمكن للممارسات السليمة بيئيًا أن تُسهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وأشارت إلى أن هذا النهج طُبق بالفعل منذ حوالي 30 عامًا من قِبل جامعة هليوبوليس بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة العضوية وشركة سيكم. في ذلك الوقت، كان التركيز منصبًّا على استخدام المواد الطبيعية بدلًا من المبيدات الحشرية ذات الآثار البيئية الكبيرة. وقالت: “ثم واصلنا هذا النهج بربط أرصدة الكربون بالقطاع الزراعي”.

يأتي ذلك خلال مشاركة الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في تكريم أبطال المناخ من المزارعين المصريين في منتدى تأثير “اقتصاد المحبة” على تنمية المجتمع في مصر، الذي نظمته جامعة هليوبوليس بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة العضوية وشركة سيكم القابضة. وشارك في تكريم شركاء “أبطال المناخ” من المزارعين المصريين من محافظات دمياط والمنيا وقنا والأقصر وأسوان الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا؛ والمهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان؛ والدكتور محمد أبو زيد، نائب محافظ المنيا؛ وحلمي أبو العيش، رئيس مجلس إدارة مجموعة سيكم القابضة، رائدة الزراعة العضوية في مصر ومؤسس مبادرة “اقتصاد المحبة”. وكان من بين الحضور نخبة من الشخصيات البارزة في مجال الزراعة والتنمية المستدامة، ومسؤولي الزراعة والبيئة بالمحافظات، وعدد من المزارعين من المحافظات المصرية.

تحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد مع المزارعين المصريين، وأوضحت أنه كلما اعتنينا بالأرض، ساهمنا في حماية صحتنا وصحة أبنائنا والأجيال القادمة. كما أشارت إلى جهود الحكومة في الاستفادة من قش الأرز، سواءً بمعالجته وتحويله إلى أسمدة ومبيدات، أو بتصديره إلى الخارج.

وأكد وزير البيئة أن الحكومة المصرية عملت جاهدة لضمان استمرار استفادة المصريين من نتائج مؤتمر المناخ، وأن يكون هناك تغيير سلوكي حقيقي، وأن يكون المزارعون على دراية كاملة بائتمانات الكربون وآليات استخدامها.

أوضح وزير البيئة أن تطبيق أرصدة الكربون سيكون طوعيًا، وأنه يجري حاليًا تطوير آليات للتوعية، مما أدى إلى إنشاء أول سوق طوعي للكربون في مصر. كما نُوقش ربط هذه السوق بالقطاع الزراعي، لا سيما في ظل التحول المتوقع للعديد من المزارعين من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية، والجهود المبذولة لتسويق المنتجات العضوية الناتجة.

وأوضح وزير البيئة أنه انطلاقًا من ذلك، برزت فكرة اعتمادات الكربون كأداة تحفيزية لدعم هذا التحول، وتم توسيع نطاق تطبيقها ليشمل قطاعات أخرى، مثل الإسكان والطاقات الجديدة والمتجددة. وتندرج هذه المبادرة في إطار الجهود المبذولة لتحقيق التوازن الدقيق بين متطلبات التنمية وضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية.

أعربت وزيرة البيئة عن أملها في أن يمارس 50 مليون مزارع الزراعة العضوية ويحصلوا على أرصدة الكربون بحلول عام 2030. وأكدت أن المزارعات شريكات لا غنى عنهن، نظرًا للدور الهام الذي تلعبه المرأة المصرية في الزراعة ومسؤوليتها عن المخاطر الناجمة عنها، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة. ورحبت بمشاركة المزارعين المصريين من مختلف المحافظات في هذا الحدث واهتمامهم الواضح بتطبيق مفاهيم الزراعة العضوية. وفي الوقت نفسه، أكدت على استمرار الدعم والمساعدة في مجال أرصدة الكربون.

رحب حلمي أبو العيش، مؤسس مبادرة “اقتصاد الحب”، بجميع المشاركين والتزامهم بالزراعة العضوية، وخاصةً نشطاء المناخ من المزارعين المصريين من محافظات أسوان وقنا والمنيا ودمياط والأقصر. وأكد أنهم الأبطال الحقيقيون للزراعة العضوية، وشكر الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، وجميع القائمين على هذا النجاح.

صرح أبو العيش أنه، قبيل مؤتمر المناخ COP27، درس بالفعل تسليط الضوء على دور الزراعة في مكافحة تغير المناخ، ومناقشة إمكانية تمكين المزارعين من المساهمة بفعالية في التخفيف من آثار تغير المناخ. والهدف هو دعمهم في انتقالهم إلى الزراعة العضوية.

وأضاف أن مشروعًا تجريبيًا عُرض خلال المؤتمر، وشارك فيه 2000 مزارع، قد ساهم في ترسيخ التعاون مع عدد كبير من المزارعين لدعمهم في عملية التحول. وقد ساهم ذلك في تحسين دخلهم، وفتح لهم فرصًا جديدة لتسويق منتجاتهم بأسعار تنافسية.

كما أشاد أبو العيش بجهود وزير البيئة منذ عام ٢٠٢٢، بما في ذلك إقرار تشريع سوق الكربون التطوعي، وتنظيمه بالتعاون مع هيئة الرقابة المالية، وإنشاء منصة لتداول الكربون في البورصة المصرية. وأشار إلى أن هذه الخطوات ساهمت في ترسيخ الفكرة على المستوى المحلي، مؤكدًا أن هذا الدعم والاهتمام المحلي والدولي، وتكامل الأطراف المعنية، أدى إلى زيادة عدد المزارعين العضويين في مصر إلى أكثر من ٣٠ ألف مزارع، موزعين على محافظات أسوان وقنا ودمياط وغيرها. وبذلك، تُعدّ مصر نموذجًا رائدًا في القارة الأفريقية والمنطقة في استخدام الزراعة كرائدة في مكافحة تغير المناخ.

وفي حفل ختام المنتدى، منحت الدكتورة ياسمين فؤاد شهادات الكربون لمزارعي أبطال المناخ من مختلف المحافظات الذين أظهروا التزامًا حقيقيًا بالتحول إلى الزراعة العضوية والمساهمة في حماية التنوع البيولوجي والمناخ.


شارك