بعد خمسة أشهر من العدوان.. انتهاكات الاحتلال متواصلة في مخيمات شمال الضفة ومؤشرات لمزيد من التصعيد

منذ 28 أيام
بعد خمسة أشهر من العدوان.. انتهاكات الاحتلال متواصلة في مخيمات شمال الضفة ومؤشرات لمزيد من التصعيد

منذ ما يقارب خمسة أشهر، تشهد مخيمات شمال الضفة الغربية تصعيدًا ملحوظًا في العدوان الإسرائيلي، لا سيما في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، حيث يتجاوز عدد النازحين 50 ألفًا. في الوقت نفسه، تواصل قوات الاحتلال هدم المنازل والمباني والبنى التحتية، بهدف تغيير معالم المخيمات وتدميرها.

في الأيام الأخيرة، صدرت أوامر هدم جديدة لأكثر من 100 منزل في مخيم جنين. وقد هُدمت مئات المنازل والمنشآت منذ بدء العدوان المستمر مطلع هذا العام. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 600 منزل ومنشأة في المخيم قد دُمّرت جزئيًا أو كليًا خلال العدوان المستمر منذ خمسة أشهر.

كما تزايدت عمليات الهدم واتسعت في مخيمي طولكرم ونور شمس. فعلى مدار ستة أيام، هدمت جرافات الاحتلال عشرات المباني السكنية في حيي بلاونة وعكاشة بمخيم طولكرم. ويأتي ذلك ضمن خطة إسرائيل لهدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.

في الأيام الأخيرة، استمرت عمليات هدم المباني السكنية في مخيم نور شمس، حيث هُدم أكثر من 20 مبنى. وتخطط قوات الاحتلال لهدم ما مجموعه 48 مبنى في المخيم، بحجة فتح الطرق وتغيير مظهر المخيمين. في الوقت نفسه، تواصل قوات الاحتلال فرض حصار خانق على المخيم، مانعةً سكانه من دخول منازلهم لتفقدها أو جمع أغراضهم، ومطلقةً النار على كل من يقترب منها.

وبحسب التقارير الأخيرة، أدى التصعيد إلى نزوح أكثر من 5000 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد عن 25 ألف مواطن. ودُمر ما لا يقل عن 400 منزل بالكامل، بينما تضرر 2573 منزلًا آخر بشكل جزئي.

تشير التطورات الأخيرة أيضًا إلى نية قوات الاحتلال توسيع نطاق هجماتها على مخيمات اللاجئين، ليس فقط في الشمال، بل في مخيمات أخرى بالضفة الغربية. أعلنت سلطات الاحتلال، أمس الثلاثاء، عن هدم خمسة منازل ومسجد في مخيم الجلزون شمال رام الله. كما ازدادت وتيرة المداهمات والاعتداءات في مخيمات أخرى.

في هذا السياق، أشار محمد عليان، مدير عام المخيمات في دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى أن أوامر الهدم الأخيرة لـ 100 منزل في مخيم جنين، وتوسيع نطاق أعمال الهدم في مخيمي طولكرم ونور شمس، ليست الحوادث الأولى. فمنذ بدء العدوان على المخيمات مطلع هذا العام، هُدمت مئات المنازل والمنشآت. كما شهدت مخيمات شمال الضفة الغربية، وخاصة في جنين وطولكرم ونور شمس، عدة اعتداءات.

وأضاف في حديث لوكالة “وفا” أن الهدف الأساسي للاحتلال هو طرد مواطنيه، حيث أن الطرد هو الهدف الأساسي لكل الاعتداءات التي ينفذها الاحتلال ضد شعبنا سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية.

وأضاف أن عدوان الاحتلال لم يقتصر على هدم المنازل، بل تعدى ذلك إلى تجريف الطرق لتغيير جغرافية المخيمات ومحو معالمها التي كانت شاهدة على نكبة عام 1948، ما ينتقص من رمزية المخيمات وأهميتها في هذا الصدد.

كما أشار إلى أن اعتداءات القوة المحتلة على مخيمات اللاجئين تزامنت مع اعتداءات على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وسنّ قوانين تحظرها. وأكد أن الاعتداء على الأونروا هو اعتداء على قضية اللاجئين، يهدف إلى إنهائها وضمان حق العودة. فبالإضافة إلى وظيفتها الإغاثية، تُمثل الأونروا اعترافًا دوليًا بقضية اللاجئين.

أعرب عليان عن مخاوفه من امتداد العدوان على المخيمات إلى جميع مخيمات الضفة الغربية، وليس فقط مخيمات الشمال. ومن الأمثلة على ذلك ما حدث أمس الثلاثاء، عندما أُعلن عن خطط لهدم خمسة منازل ومسجد في مخيم الجلزون شمال رام الله.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال نفذت مؤخرًا مداهمات عديدة لمخيمات وسط وجنوب الضفة الغربية، ومسحت منازل وشوارع. وهذا يوحي بأنها تخطط لتكرار النمط الذي شهدته مخيمات شمال الضفة الغربية.

وتشير أحدث البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة اللاجئين الإسرائيلية حول الانتهاكات الإسرائيلية في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى استشهاد 414 مواطناً في مخيمات الضفة الغربية (من أصل 986 شهيداً في كامل الضفة الغربية)، وإصابة 1390 شخصاً، واعتقال 2540 شخصاً، و1067 اقتحاماً، وهدم 1540 مبنى، وطرد أكثر من 52 ألف مواطن من المخيمات.

شنت قوات الاحتلال عدوانًا واسع النطاق شمال الضفة الغربية، بدأ في 21 كانون الثاني/يناير في مدينة جنين ومخيمها، وامتد لاحقًا إلى مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس)، ومحافظة طوباس ومخيمها (مخيم الفارعة).

وهذا العدوان الأطول والأشمل في الضفة الغربية منذ عدوان 2002 خلال انتفاضة الأقصى.


شارك