قطر تستنكر تقارير إسرائيلية مفبركة لإفساد علاقتها بواشنطن

• صرح المكتب الإعلامي الدولي لقطر: “هذه الأساليب استخدمها دائما أولئك الذين لا يأملون في نجاح الجهود الدبلوماسية”.
أدانت قطر، الثلاثاء، نشر “تقارير مفبركة” من قبل وسائل إعلام إسرائيلية تهدف إلى “تأجيج التوترات وإحداث شرخ” في العلاقات مع الولايات المتحدة “خلال فترة حرجة من جهود الوساطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس”.
جاء ذلك في بيان أصدره اليوم الثلاثاء المكتب الإعلامي الدولي لدولة قطر (رسميا) “ردا على التقارير المفبركة المتداولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية”.
بثت القناة 12 الخاصة في إسرائيل، الأحد، تقريرا عن “وثائق قطرية” مزعومة تثبت دور الدوحة في “تعزيز القدرات العسكرية لحماس”.
وجاء في البيان: “خلال مرحلة حرجة من جهود الوساطة القطرية للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تم تداول وثائق مزورة مرة أخرى في وسائل الإعلام الإسرائيلية بهدف تأجيج التوترات والتسبب في صدع في العلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة”.
وأضاف: “إن نشر هذه الوثائق في هذا الوقت ليس بالصدفة، بل هو محاولة متعمدة لصرف الانتباه عن التغطية الإعلامية السلبية لممارساتها غير المسؤولة في غزة – كما كشفت عنها التقارير الأسبوع الماضي – في وقت أصبحت فيه الجهود على وشك تحقيق تقدم حقيقي”.
ورغم أن قطر لعبت دور الوسيط في التوسط في صفقات تبادل الأسرى بين تل أبيب وحماس في أكثر من مناسبة، فإن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أدانت الدوحة مرارا وتكرارا، متهمة إياها بالفشل في الضغط على حماس لإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين في قطاع غزة، وتصوير المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدوحة لغزة على أنها تمويل للحركة.
وجاء في البيان القطري: “هذا التكتيك لطالما استخدمه أولئك الذين لا يأملون في نجاح الجهود الدبلوماسية. إنهم لا يريدون لجهود قطر، بالتعاون مع إدارة ترامب بشأن غزة وقضايا إقليمية أخرى، أن تؤدي إلى سلام عادل ودائم في المنطقة”.
وتابع: “تم استخدام تكتيكات مماثلة ضد أولئك الذين أعربوا عن معارضتهم لاستمرار الحرب أو شاركوا في الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك أعضاء إدارة ترامب، في محاولة لتشويه سمعتهم وتقويض العملية الدبلوماسية”.
في إسرائيل، تتزايد الانتقادات الموجهة لنتنياهو من عائلات الأسرى والمعارضة. يتهمونه بالرضوخ لضغوط اليمين المتطرف داخل حكومته، وإطالة أمد الحرب لتحقيق مصالح سياسية على حساب حياة الأسرى.
تُقدّر تل أبيب وجود 56 سجينًا إسرائيليًا في غزة، 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في غضون ذلك، يقبع أكثر من 10,400 فلسطيني في السجون، يعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي. وقد لقي العديد منهم حتفهم، وفقًا لتقارير حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية.
وأعلنت حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين “دفعة واحدة” مقابل وقف حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
لكن نتنياهو المطلوب من قبل العدالة الدولية يتملص من الوضع من خلال وضع شروط جديدة من بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال قطاع غزة.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة. قُتل وجُرح أكثر من 181 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. وما زال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين، ومئات الآلاف مُهجّرين.